دخلت دار الإفتاء المصرية، في 8 تشرين الأول/أكتوبر، على خط الضجة التي سببها فيلم "الممر" بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انقسموا بين ساخر من "أخطاء ساذجة فيه" ومُخونٍ لكل من ينتقده.
و
ذكر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لإفتاء المصرية أن الفيلم "عمل فني وجَّه ضربة موجعة لقادة حروب الجيل الرابع الذين يستهدفون تثبيط الروح الوطنية ونشر التفرقة والاختلاف ويكيدون لمصر بوابل من الشائعات والأكاذيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الحديثة".
"بث قيم دينية ووطنية"
وأضافت الإفتاء في بيان: "الممر رسم لوحة للصمود والفخر الوطني وبثَّ الروح الوطنية في النفوس وأبرز بطولات المصريين وتضحياتهم خلال المواجهة مع العدو، الأمر الذي أعاد روح النصر والفخر والاعتزاز بقيم الفداء والوطنية والاعتزاز بالهوية".
كذلك أشار إلى أن الفيلم "بث قيماً دينية ووطنية ورفع الروح المعنوية للمواطنين" مبيّناً أن ذلك "هو دور الفن المنضبط الذي تحتاج إليه الأسرة المصرية لإرشاد الناس ونشر الوعي".
بل اعتبرت الإفتاء الفيلم "بداية لعودة السينما المصرية الأصيلة، المنشغلة بقضايا وهموم الوطن، والمعبرة عن المصريين، والساعية لاسترداد الشباب من براثن التطرف".
ولفتت إلى أنه علاوةً على "قيمته الفنية، هناك قيمة أعلى هي حفظ الذاكرة الوطنية من التزييف المتعمد للإعلام المعادي لمصر، وهو التزييف الذي يمارس في ظل حروب الجيل الرابع".
وشدد البيان على أن فيلم الممر "يقدم وصفة النجاح لتحطيم المؤامرات التي تحاك ضد الوطن، هي تلك اللحمة الوطنية والتكاتف بين أبناء الشعب المصري والوعي بأهمية الوطن ومؤسساته كما رأينا في توحد المصريين بمختلف انتماءاتهم مع الوطن ليصبح الكل في واحد".
اعتبرت الإفتاء الفيلم "بداية لعودة السينما المصرية الأصيلة، المنشغلة بقضايا وهموم الوطن، والمعبرة عن المصريين، والساعية لاسترداد الشباب من براثن التطرف".
فيلم "مثير" للجدل
وجاء بيان المرصد مرافقاً للضجة التي تبعت عرض الفيلم للمرة الأولى على القناة الأولى (الرسمية) في التلفزيون المصري، وللمرة الأولى بعد عرضه في دور السينما، في 6 تشرين الأول/أكتوبر، في ذكرى انتصار حرب أكتوبر عام 1973.
وحسبما قال منتج الفيلم هشام عبد الخالق، في وقت سابق لرصيف22، فإن فكرة الفيلم الذي يتهم بـ"تلميع صورة الجيش المصري والترويج له"، بدأت عام 2014.
وأكد عبد الخالق أيضاً أن الفيلم يعدّ الأضخم إنتاجاً في السينما المصرية، إذ تخطت موازنته الـ100 مليون جنيه.
ويروي فيلم الممر واحدة من أصعب الفترات التي مر بها الجيش المصري، نكسة 5 حزيران/يونيو عام 1967. لكن فكرته الرئيسية، بحسب منتجه، هي كيف نجح الجيش المصري في العبور من الهزيمة إلى النصر في حرب أكتوبر 1973، والقول إن الفترة الممتدة من 1967حتى 1973 كانت أقرب إلى "ممر" عبره جنود الجيش المصري بكل ثقة.
الفيلم الذي ألّفه وأخرجه شريف عرفة، وألّف موسيقاه التصويرية عمر خيرت، قام ببطولته أحمد عز وأحمد رزق وإياد نصار وأحمد فلوكس ومحمد فراج، وظهر فيه ضيوف شرف أمثال هند صبري وشريف منير وأنعام سالوسة وحجاج عبد العظيم.
بعد الضجة التي أثارها الفيلم بين من يراه "نموذجاً للوطنية" وآخر ينتقده فنياً، وثالث يسخر من توظيفه لمصلحة الجيش المصري… دار الإفتاء المصرية تعلق على فيلم "الممر"
أينما عرض فيلم "الممر" أثار تساؤلات عن "الوطنية" واتهامات بـ"التخوين". دار الإفتاء المصرية قررت أن تدلي بدلوها كذلك فاعتبرت أنه "وجَّه ضربة موجعة لقادة حروب الجيل الرابع الذين يستهدفون تثبيط الروح الوطنية للمصريين ويكيدون لبلدهم"
وأينما عُرض الفيلم كان موضع انتقاد. مشاهدون يتحدثون عن "مبالغة وتضخيم في إظهار وطنية الجنود المصريين في فترة مفعمة بالإحباطات"، وآخرون عدّوه "تلميعاً للجيش المصري الذي يتعرض خلال الفترة الحالية للتشكيك والاتهامات بالفساد"، وهنالك من
ينظر إليه كـ"عمل فني بحت" ويراه "هزيلاً وغير احترافي".
لكن بعض المتحمسين للجيش المصري والنظام الحالي،
سعوا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى "
تخوين" كل من ينتقد الفيلم واعتبارهم معارضين من "الإخوان المسلمين وأعداء الوطن".
و
روج هؤلاء للفيلم على اعتبار أنه "خلق حالة وطنية" بين المصريين، حتى أنهم قد يقابلون الفنان إياد نصار، الذي قام بدور إسرائيلي في الفيلم، بالعنف.
وبينما يسعى جمهور إلى وضع "هالة من التقديس" حول الفيلم كـ"عمل وطني" يحث على الوطنية وافتداء البلد بالروح والدم، دافع آخرون عن حقهم في انتقاد ما
ورد فيه من "أخطاء ساذجة" لا
تليق بضخامة إنتاجه أو اسم البلد وجيشها الذي يدافع عنها.
و
مال الكثير من المغردين إلى السخرية من الفيلم.
اعتذار
بعيداً عن اتهامات "التخوين والترصد" لمنتقدي الفيلم،
خرج الفنان أحمد رزق، الذي أدى دور مراسل عسكري، معتذراً للصحافيين المصريين بعدما انتقدوا الدور الذي أداه.
ومثّل رزق دور مراسل عسكري "جبان وتافه ولا يفكر إلا بحفلات الرقص والغناء"، واعتبره العديد من المراسلين العسكريين والصحافيين المصريين مسيئاً لهم ومقللاً من شأن مهنتهم.
غير أن رزق قال لموقع "فوشيا" إنه لم يكن يقصد أي إساءة، لأن حبكة الفيلم استدعت خروج الشخصية على هذه الصورة، مناشداً الصحافيين الاستمتاع بالعمل بمنأى عن انحيازهم لمهنتهم.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...