استمر اللبنانيون في التدفق على الميادين والشوارع في اليوم السابع لانتفاضتهم الشعبية، في 23 تشرين الأول/أكتوبر، رغم هطول الأمطار وتقدم الجيش اللبناني لفتح جميع الطرق المغلقة "ولو بالقوة"، بحسب ما نقل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبينما أغلقت المدارس والجامعات والمصارف أبوابها لليوم الخامس على التوالي، توافد المتظاهرون بكثافة إلى ساحة النور في طرابلس وإلى مناطق جل الديب وذوق مصبح في جبل لبنان وإلى ساحة الشهداء.
وفي رياض الصلح، في العاصمة بيروت، احتمى المتظاهرون من المطر في الخيام المنصوبة، وقطع محتجون الطريق أمام مصرف لبنان، بالتزامن مع لقاء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وحاكم المصرف رياض سلامة.
بموازاة ذلك، نفذ أساتذة متعاقدون وقفتين في ساحة تقاطع إيليا في صيدا، وأمام وزارة التربية اللبنانية مطالبين بالتثبيت.
الجيش في مواجهة الشعب؟
ذكرت مواقع محلية أن قيادة الجيش أصدرت تعليمات لوحداتها على الأرض تقضي بفتح جميع الطرق الرئيسية في مختلف المدن، وعدم السماح بقطعها مرة أخرى، مع تسهيل مرور المواطنين.
وتمكن الجيش من فتح عدة طرق، لكن حدث تدافع وتصادم بينه وبين متظاهرين في بعض المناطق، منها منطقة نهر الكلب.
ووقعت إصابات جراء التدافع، إذ أكد الصليب الأحمر نقل جريحين من تظاهرة ذوق مصبح في جبل لبنان، فيما أكدت الوكالة اللبنانية الوطنية وقوع جرحى في إشكال بين المتظاهرين والجيش على طريق الأولي.
وعقب حدوث التدافع مع قوات الجيش، قام المعتصمون بإنشاد الأغاني الوطنية ورقصوا "الدبكة"، مقدمين التحية لوحدة الجيش بعد تراجعها.
في المقابل، شهدت مدينة النبطية التطور الأبرز، حيث سعت شرطة البلدية إلى فض الاعتصام أمام السرايا، بعد قطعها الطريق، تاركة المسالك الجانبية مفتوحة لتفادي إعاقة حركة المواطنين، وهو ما أثار حالة جدل حول مؤيدي أحزاب السلطة الذين يهدفون إلى ترهيب المتظاهرين في النبطية، وبعث رسالة إلى المتظاهرين في كل لبنان.
وأصيب مصوّر قناة "الجديد" اللبنانية خلال محاولة الفضّ في النبطية، بينما طالب المتظاهرون الجيش بالتدخل لحمايتهم.
وأعرب العديد من اللبنانيين عن غضبهم من عدم تدخل الجيش لحماية المتظاهرين في النبطية، على عكس ما فعله في مناطق أخرى.
في المقابل، تداول اللبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو يبكي فيها جنود من الجيش، معربين عن تضامنهم مع الجنود "المغلوبين على أمرهم والرافضين الوقوف في وجه إخوانهم المتظاهرين".
،وأبدى البعض تقديرهم للجيش، ودعوه إلى الوقوف إلى جانب الانتفاضة الشعبية وليس إلى جانب السلطة "الزائلة" عبر وسم #الجيش_اللبناني
وتداولت أنباء عن حدوث استقالات في صفوف ضباط الجيش، لكن مصدراً عسكرياً نفى ذلك لصحيفة "النهار" المحلية.
أوامر لوحدات الجيش اللبناني بفتح الطرق "ولو بالقوة" تغضب المتظاهرين الذين حذروا من نشوب حرب أهلية جديدة، ومؤيدون لأحزاب السلطة يعتدون على المتظاهرين في النبطية… الانتفاضة اللبنانية في يومها السابع
في اليوم السابع للانتفاضة اللبنانية، ومع دخول الإضراب يومه الخامس… الجيش يسعى لفتح طرق مغلقة والمتظاهرون يصرون على "الضغط" على الحكومة للاستجابة لمطالبهم
وفي بيان، خاطب الجيش اللبناني المتظاهرين بالقول إن "الجيش يقف إلى جانبكم في مطالبكم الحياتية المحقة، وهو ملتزم حماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إقفال الطرق والتضييق على المواطنين واستغلالكم للقيام بأعمال الشغب".
وأردف: "نفتح الطرق لأجلكم ولأجل تسهيل وصول الحاجات الأساسية للمواطنين من مواد طبية وغذائية ومحروقات وغيرها".
كما صرحت وزارة الداخلية اللبنانية بأن رئيس الحكومة اللبنانية أمر بحماية الأرواح والممتلكات.
جدل حول قطع الطرقات
على هامش الجدل حول إصدار الأوامر للجيش بفتح الطرق عنوةً، أثير جدل آخر حول مشروعية قطع المتظاهرين الطرق من عدمها.
وتصدر وسم #إقفال_الطرق_عدوان قائمة الأكثر تداولاً في لبنان وتباينت تعليقات اللبنانيين عليه.
بعض رواد تويتر من اللبنانيين رأوا أن "التظاهر حق لكن قطع الطريق ليس حقاً"، وبعض آخر حذر من العواقب الوخيمة لقطع الطرق على المواطنين أنفسهم في ما يتعلق بالتأخير وعدم توفر السلع الأساسية وغيرها.
أما الفريق الثالث، فدافع عن قطع الطرق كوسيلة ضغط على الحكومة للاستجابة لمطالب الحراك، لافتاً إلى التفاعل مع الحالات الإنسانية والسماح بعبورها.
في الأثناء، أحال رئيس المجلس النيابي نبيه بري مشروع قانون موازنة عام 2020 والموازنات الملحقة إلى لجنة المال في البرلمان، علماً أن كان سبق أن عبروا عن رفضهم القرارات "الإصلاحية" التي اقترحتها الحكومة في هذه الموازنة.
وفي أول تصريح له، أعلن البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أن ما يشهده لبنان منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر هو "انتفاضة شعبية تاريخية واستثنائية تستدعي اتخاذ مواقف وتدابير استثنائية".
وطالب الراعي بإجراء تغيير في الحكومة لتشمل خبراء (تكنوقراط) من أصحاب الكفاءات، لكنه لم يدع إلى استقالة الحكومة الحالية، حسب ما يصر المحتجون.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...