شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
رصيف22 يرصد نبض الشارع... الشعب قال كلمته ومن له آذان فليسمع

رصيف22 يرصد نبض الشارع... الشعب قال كلمته ومن له آذان فليسمع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 23 أكتوبر 201902:59 م

لا يزال عشرات الآلاف من اللبنانيين يملأون الشوارع والساحات، في احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، رافعين العلم اللبناني فقط، في تحرك شعبي عارم يهدف إلى إسقاط الطبقة السياسية. تخلى المتظاهرون عن العباءة الطائفية التي كانت تحمي "زعماء" الطوائف" ويرددون بصوت واحد: "كلّن يعني كلّن"، رافضين الوعود الحكومية بتنفيذ إصلاحات.

ومنذ ليل الخميس، 17 تشرين الأول/ أكتوبر، والشارع اللبناني في غليان مستمر، بعدما ضاق اللبنانيون ذرعاً بالوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والفساد المستشري في البلاد منذ عقود، و"زاد الطين بلّة" قيام معظم المسؤولين بغسل أيديهم من الهدر الحاصل.

كل السياسيين يتنصلون من مسؤولياتهم، ويحاولون امتصاص غضب الشارع مراهنين على عامل الوقت، وخرج رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في 21 تشرين الأول/ أكتوبر ليعترف بـ"وجع اللبنانيين"، وليعد بـ"حلول حقيقية".

ولكن غالبية المتظاهرين يرفضون وعود السلطة "السريالية". من شمال لبنان إلى جنوبه، لا تزال الشعارات والأناشيد تهزّ الساحات كلها. وعلى ما يبدو، فإن الشعب اللبناني قرّر هذه المرة استعادة الحياة الكريمة التي سلبتها منه السلطة السياسية عبر تجويعه وحرمانه من أبسط حقوقه.

يعبّر الشاب بيتر عن إحباطه من "سلّة الوعود" التي أطلقها الحريري، مؤكداً أن الشعب اللبناني لم يعد لديه أية ثقة بالمسؤولين، ويقول: "شبعنا كذب ونفاق، تضحكوا علينا كتير بس هلق خلص وعينا وصارت عيوننا مفتحة ومنشوف كل شي".

وبدوره يشير الشاب إليوت نون إلى أن الدولة مرتبكة في الوقت الراهن وتحاول تنفيس غضب الشارع من خلال إطلاق وعود فارغة. يقول: "إللي بجرّب مجرّب بكون عقلو مخرّب... هيدي الطبقة السياسية جربناها لمدة 30 سنة وما في حلّ".

ويضيف: "لنفترض أنهم فعلاً يردون تغيير الأمور وقادرين على ذلك. أين كانوا طوال السنوات الماضية؟"، متابعاً: "يجب أن يحاسبوا على أفعالهم وبكل الأحوال لم يعد هناك عودة إلى الوراء".

من جهتها تكشف الشابة جوستين عن أنها تشارك في الانتفاضة من أجل ولادة وطن بعيد عن كلّ البعد عن الوراثة السياسية والفكر المذهبي، وتقول لرصيف22: "قبل ما نحكي عن إسقاط حكومة لازم نطالب بدولة مدنية".

من شمال لبنان إلى جنوبه، لا تزال الشعارات والأناشيد تهزّ الساحات كلها. وعلى ما يبدو، فإن الشعب اللبناني قرّر هذه المرة استعادة الحياة الكريمة التي سلبتها منه السلطة السياسية
"إللي بجرّب مجرّب بكون عقلو مخرّب... هيدي الطبقة السياسية جربناها لمدة 30 سنة وما في حلّ"... الثورة اللبنانية مستمرة واللبنانيون يرفضون وعود السلطة "الزائفة"

وتعتبر آمال صيّاح أن هناك أزمة ثقة بين المواطن اللبناني والطبقة السياسية الحاكمة في البلد، وتقول لرصيف22: "أكيد ما اقتنعنا بيلّي عم ينقال، هيدا ضحك عالدقون".

تكشف الشابة القادمة من المتن الشمالي أنها نزلت إلى الشارع برفقة زوجها وابنها الذي لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات للمطالبة بحكومة مؤلفة من مختصين، للقضاء على الفكر الطائفي ولضمان مستقبل ابنها.

وتضيف: "نحنا راحت علينا، ضيعولنا مستقبلنا بس اليوم بدي أمّن مستقبل لإبني لا أكتر ولا أقل"، وتتابع: "تخرّجنا وما عم نلاقي شغل، الوضع كل يوم لورا... يا بدنا نفل ونتركلن البلد يحكموه من دون شعب يا بدنا ننزل كلنا على الأرض وهنّي يفلّو".

وعن تخوّف البعض من إسقاط الحكومة وجرّ البلد إلى الفراغ، تقول: "إذا سقطت الحكومة قولكن رح نعيش بفراغ أكتر من يلّي عايشين فيه؟ بذل أكتر من هلقد؟ بصراحة أكتر من هيك بهدلة وقرف وفقر ما رح يصير..."، وتضيف مازحة: "أنا بستلم البلد مش رح يكون مزرعة أكتر من المزرعة يلي عايشين فيها هلق".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image