شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
بعد جدل التحرش اللفظي… كيف رأى المصريون ثورة لبنان وكيف أثّروا فيها؟

بعد جدل التحرش اللفظي… كيف رأى المصريون ثورة لبنان وكيف أثّروا فيها؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 22 أكتوبر 201905:18 م

التعليقات المسيئة غالباً ما تلقى رواجاً أكثر من سواها على مواقع التواصل الاجتماعي. هذا ما حدث عندما تفاعل المصريون مع انتفاضة الجماهير اللبنانية خلال الأيام الماضية، إذ انتشرت التعليقات الذكورية خاصة على المتظاهرات. لكن، على مستوى آخر، كانت الانتفاضة اللبنانية مناسبة لكثير من المصريين لاستذكار ثورتهم، والخروج من هذه "النوستالجيا" بدروس وهموم مشتركة بين الشعبين.

تفاعل مصريون كُثر مع الانتفاضة في لبنان بإيمان يشابه تفاعلهم مع واقعهم الخاص، وقدرتهم على صنع ثورة حقيقية، كتلك التي "سرقها العسكر" كما يقول الكثيرون منهم.

نصائح ثورية

ومن منطلق المهزوم الناصح لغيره، عمد بعض المصريين إلى تقديم نصائح لرفاقهم في الساحات في لبنان للاعتبار من تجربتهم التي غيّرت طريقها بعد حين.

فأوصى مصريون الأصوات اللبنانية المطالبة بحكم عسكري بالذهاب إلى مصر أولاً، ورؤية أثر القبضة العسكرية على الحقوق والحريات قبل السعي إليها. وهم الذين يحكمهم نظام تصفه العديد من المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية بالـ"قمعي".

وحثوا اللبنانيين في الوقت نفسه على نبذ حكم التيارات الدينية على اختلافها.

حذروا كذلك من الانسياق وراء وعود الحكومة اللبنانية المتعلقة بـ"الإصلاح الاقتصادي" المزعوم، لافتين إلى الآثار السلبية البعيدة المدى للحلول المعتمدة على الاقتراض من البنك الدولي.

ونصح بعضهم الثوار بالتركيز على توزيع الثروات وليس على السلطات فحسب، معتبرين أن من يملك يحكم، وأن تركيز الثروة في يد قلة يجعل هذه القلة تسيطر على المقاليد وتظلم بقية الشعب، لافتين إلى أن فرض الضرائب على الاتصالات، وهي التي كانت سبباً في خروج المحتجين بدايةً، اشتقها المسؤولون اللبنانيون من السيسي.

كما ذكّروا بضرورة البقاء في الميدان حتى تنفيذ جميع مطالب الثورة، مشيرين إلى أن أحد أهم أخطاء ثورة يناير ترك الميدان بعد خلع رأس النظام الأسبق محمد حسني مبارك.

صور التضامن والدعم تلك لم تقف عند حدود الحسابات الشخصية، لكنها كذلك وصلت إلى الصفحات الجماعية. صفحة "نحو وصرف"، المعنية باللغة العربية، والتي اعتادت تقديم التعليقات المبطنة حول القضايا الاجتماعية والسياسية المصرية، فكتبت ساخرةً من وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل: "‘باسيل‘ ليس له أصل، والموجود في العربية ‘بَسِيل‘ وهو فضلات الأشياء. ويُقال ‘بسل الشيء‘ إذا طال تَرْكه ففسد وتَغيَّر طعمه".

بموازاة جدل التعليقات المسيئة للمتظاهرات، استدعى كثير من المصريين "روح يناير"، وعبّروا عن الإيمان بقوة الناس... "الشعب يعيد اكتشاف نفسه" في مصر وفي لبنان

من واقع ثورتهم التي لم يُكتب لها الاستمرار، المصريون يوصون ثوار لبنان بالثبات والبقاء في الميدان حتى تنفيذ جميع مطالب حراكهم، وبنبذ "حكم العسكر والتيارات الدينية"

وتفاعلاً مع هتافات الانتفاضة اللبنانية وتشجيعاً على استمرارها، أورد الحساب نفسه: "هيلا هيلا… الأصل في كلمة ‘هيلا‘ أنها المصدر المنصوب من الفعل ‘هال‘، من قولك ‘هال عليه التراب هَيلًا‘، أي ‘دفع عليه التراب حتى دفنه‘. فإذا أردتَ تأكيد دفع الشيء ودفنه كرّرتها ‘هيلا‘ عدة مرّات".

"روح يناير" 

لم يكن اهتمام المصريين بمتابعة مجريات الحراك الشعبي اللبناني من فراغ، لكن دفعهم التشابه الكبير بين خروجهم في ثورة 25 يناير عام 2011 والخروج العفوي للبنانيين قبل 5 أيام.

المغردون المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي أشاروا إلى نقاط التماس بين الانتفاضة اللبنانية وثورة يناير، من بينها تجاوز الصراعات الطائفية والمناطقية، والمشاركة في الساحات بشكل مختلط، واعتماد الموسيقى الحماسية كنوع من الهتاف، وانتشار "روح الثورة" المتمثلة في طقوس التظاهرات، والإجماع على فكرة أن "الشعب يعيد اكتشاف نفسه".

حتى المطالب جاءت بحسب الكثيرين متطابقة إلى حد بعيد لا سيما في ما يتعلق بإعادة الأموال المنهوبة والقضاء على فساد السلطة وتوفير حياة كريمة للشعب. 

الهتافات المصرية كانت حاضرة بقوة في الانتفاضة اللبنانية أيضاً، ومن أبرزها "بكرة الثورة تشيل ما تخلي" و"هيلا هيلا هيلا هيلا هو"، والأخير مستوحى من هتافات الروابط الرياضية المصرية - ألتراس أهلاوي.

كما أن اللبنانيين الذين هتفوا تحيةً لثورات الشعوب العربية التي سبقتهم في الخروج ضد الظلم لم ينسوا معاناة المصريين في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهتفوا أيضاً "قول متخافشي السيسي لازم يمشي". ورفعوا لافتات تطالب بالحرية لنشطاء معارضين بارزين في السجون مثل علاء عبد الفتاح وماهينور المصري وإسراء عبد الفتاح. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard