شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
لبنانيون في المهجر الألماني:

لبنانيون في المهجر الألماني: "فليرحل الجميع ويتركوا لبنان كي نعود إليه"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 22 أكتوبر 201904:58 م

كان ذلك يوم الأحد، العشرين من تشرين أول/ أكتوبر 2019، وكان مشمساً على غير العادة في برلين، حيث شهدات بوابة براندنبورغ الشهيرة في العاصمة الألمانية برلين، تظاهرة لبنانية حاشدة، تضامناً مع الشعب اللبناني وانتفاضته.

عن رمزية اختيار المكان، يقول أحد منظمي التظاهرة، حسين مؤذّن، في حديث لرصيف22، إنهم اختاروا هذا المعلم السياحي بالذات حتى يعرف أكبر قدر ممكن من الناس ما يجري في لبنان، ووسائل الإعلام الأجنبية موجودة للتغطية، لتشكيل رأي عام عالمي ضاغط على الحكومة اللبنانية، وليصل صوت الشعب اللبناني إلى العالم.

خلال المظاهرة، كان لرصيف22 لقاءات مع العديد من اللبنانيين الذين شاركونا أسبابهم بالوصول للمظاهرة، وماذا يقولون لزعماء وأحزاب طوائفهم في هذه اللحظة التاريخية، وما هي مطالبهم الأساسية اليوم ولماذا هاجروا من لبنان بالأساس؟

"أنا ابن الجنوب أريد انتخاب نائباً عن طرابلس مثلاً"

حسين مؤذّن من مدينة النبطية في جنوب لبنان، يحكي في حديث خاص لرصيف22، يقول إنه جاء للمظاهرة في برلين للتضامن مع الشعب اللبناني في لبنان، ويضيف: "لأننا وصلنا إلى مرحلة من الفساد والمحسوبيات والسرقة في البلد، طفح الكيل! الناس في لبنان لم تعد قادرة على الاحتمال. نحن هنا من الغربة نريد أن نوصل صوتنا إلى العالم، فهذه ثورة على الظلم والاستبداد والجوع لأن الناس جاعت في لبنان. في 1960 كان للبناني كرامة وعزّ واليوم تشوّهت صورتنا أمام العالم كله".

ويتابع:" أقول لزعماء وأحزاب طائفتي في لبنان إنهم "حراميّة"، أوّلهم نبيه برّي وزوجته رندة برّي، وأقول لهم "انقبروا" أرجعوا لنا أموالنا التي سرقتموها، وحساباتكم المخبّئة في سويسرا، لا تستطيعون وضع اليد عليها الآن لأن هناك قراراً أمريكياً يمنعكم من ذلك. تفضلوا استقيلوا، لم يعُد لكم لزوم أصلاً".

ويضيف: "أمّا حزب اللّه فأكيد يتمثّل بالحكومة بنوابه ووزرائه، أيضاً يتفضلوا يستقيلوا. أنا شخصياً لم أنتخبهم لكن الكثير من الناس انتخبوهم وندموا، على أساس كانوا يريدون محاربة الفساد، فلا حاربوا الفساد ولا أنجزوا شيئاً. إذا لديهم شرف فليتفضلوا ويستقيلوا لأن الشعب كلّه لم يعد يريدهم. وإذا هم قالوا (حزب الله) نحن لسنا فاسدين، فالسّاكت عن الحق شيطان أخرس. تفضّلوا استقيلوا كالآخرين لأنكم مثل الذي سرق".

ويختم مؤذّن حديثه: "نطالب الآن بقانون انتخاب عادل، ولبنان دائرة واحدة، وليس محاصصة البلد كما يريدون، أنا حرّ، أنا ابن الجنوب أريد انتخاب نائب عن طرابلس مثلاً. رأينا هذه الأيام طرابلس تغنّي لصور وصور تغنّي لطرابلس. هذا يتحقّق بعد أن يستقيلوا جميعاً من رأس الهرم إلى أسفله، وبعدها نبدأ الخطوات الإصلاحيّة".

"كل زعماء لبنان مثل بعضهم"

أمّا أميرة أبو حمدان، من منطقة ميمس- حاصبيا، فقد جاءت إلى المظاهرة لأن "هذه لحظة تاريخية في تاريخ لبنان، والشعب كله بغض النظر عن أطيافه الدينية وانتماءاته السياسية"، حسب حديثها لرصيف22.

وتضيف: "كل الناس تتظاهر من أجل مستقبلها وأكيد على كل الجاليات اللبنانية خارج لبنان الاتحاد ومساعدتهم".

كانت قد هاجرت أبو حمدان من لبنان لأن زوجها سافر للتعلّم في ألمانيا، حيث لم يكن قادراً على إكمال تعليمه في لبنان، حسب تعبيرها، وتضيف: "وكما هو معروف، التعليم في ألمانيا مجاني وفتحت له الفرصة هنا ليصبح مهندساً، مثله الكثير من الشباب اللبنانيين، لو بقوا في لبنان لكانوا من الممكن أن يكونوا مرافقين لزعماء ويموتوا برصاصة".

وتتابع: "أنا لا أنتمي لأي حزب، ولكن أكيد زعماء طائفتي كغير طوائف يتقاسمون حصص المشاريع في لبنان وأبناء الطائفة لا يصلهم شيئاً بالنهاية. كل زعماء لبنان مثل بعضهم، استفادوا لمدة أربعين سنة وأوصلوا البلد إلى مرحلة الجوع، المقوّمات الأساسية لم تعد موجودة، هناك أطفال تموت لأنها تصاب بفيروسات. لا يستطيع الناس أن يكملوا على هذا الوضع".

أما عن مطالبها كلبنانية، فتقول أبو حمدان: "أطالب كل الزعماء بأن يتنحّوا وباسترجاع الأموال المنهوبة، أكيد مسألة صعبة جداً ولكننا بدأنا صح والناس كلّها تقول صرخة واحدة: ما بدنا طائفية، بدنا نعيش بدولة مدنية وعلمانية، تكفل حقوق كل الناس بدون أي تفرقة. نحن قادرون على بناء بلد جيّد لأن لدينا طاقات بشرية مهمة في لبنان".

خلال المظاهرة في برلين، كان لرصيف22 لقاءات مع لبنانيين الذين شاركونا أسبابهم بالتظاهر، ورسائلهم لزعماء وأحزاب طوائفهم وما هي مطالبهم الأساسية اليوم ولماذا هاجروا من لبنان...

تميّزت تظاهرة برلين بالالتفاف الشعبي الذي تحظى به الثورة اللبنانية، متجليّاً بحوالي ألفي لبناني تقاطروا من مختلف أنحاء ألمانيا للتعبير عن دعمهم لشعبهم في كل لبنان. كما بالحضور السوري والفلسطيني اللافت، بالإضافة لعرب من جنسيّات أخرى

"يعزّ عليّ أن يشيخ والدي وأنا بعيد عنه"

روني حمدان، من الكفير- حاصبيا، وصل للتظاهرة في برلين لأنه يحلم بهذه اللحظة منذ زمن، حسب تعبيره، ويضيف: "كل لبناني يحلم بها. اللحظة التي خلع فيها اللبنانيون اللباس الطائفي عنهم".

ويتابع: "نحن كطلاب في ألمانيا عندما نسأل باقي الطلاب من جنسيات أخرى لماذا جئتم للدراسة هنا، يقولون لي إنه من أجل تجارب حياتية جديدة والتعرّف إلى مجتمعات جديدة، لا يوجد إلا الطالب اللبناني سبب مجيئه إلى هنا هو عدم قدرته على متابعة تحصيله العلمي في لبنان. منذ فترة وأنا أحلم بالرجوع إلى لبنان بعد أن أنهي تعليمي ليستفيد البلد من خبراتي ولأعيش قرب أهلي، يعزّ عليّ كثيراً عندما أذهب إلى لبنان وأرى والدي قد كبر وغزا الشيب رأسه، يعزّ عليّ أنه يشيخ وأنا بعيد عنه".

ويختم حديثه: "يا ليتنا نتخلّص من زعماء لبنان، وأتمنّى أن نحاسبهم واحداً واحداً، لنستعيد كل أموالنا وحق كلّ لبناني منهم".

"في ألمانيا الكلب له قيمة أكثر من إنسان في لبنان"

آسيا سلامة من عربصاليم من الجنوب، شاركت في تظاهرة برلين، عن مشاركتها قالت: "جئنا لنطالب بحقوق اللبنانيين في لبنان وبحقوقنا نحن في غربتنا، نحن مهجرون وإن فكرنا بزيارة البلد فأنا أقلق على وضع ابنتي الصحي، إذ لا أستطيع تحمّل نفقات العلاج هناك ولا نثق بالأدوية المزوّرة في لبنان".

أما عن سبب هجرتها عن لبنان، فقالت: "هاجرنا من لبنان لأنه لم يكن لدينا شيء، لا طعام لائق، لا احترام، محرومون من كل شيء، وهنا في ألمانيا الكلب له قيمة أكثر من إنسان في لبنان. في لبنان هناك مظاهر وفئة معيّنة من الأغنياء، ولكن إن لم تكوني تابعة لأحد تعيشين جائعة".

أما عن رسالتها لزعماء طائفتها، فتقول سلامة: "لزعماء طائفتي أقول انظروا إلى شعبكم الذي يصرخ، والخائف أن يصرخ من الحزب المهيمن. الناس خائفة جداً. أطالب بالحريّة والسلام والأمان وبإزاحة الطوائف جانباً وأن نعيش باحترام. هنا مع الشعب الألماني مهما كان جنسك، المحجّبة تحترم لحجابها والتي بدون ثياب تُحترم أيضاً".

"تغرّبت لأن أهلي بعد حرب تمّوز خسروا كل شيء"

رفعت لينا يافطة كُتب عليها باللغة الإنجليزية: "You made me leave my family جعلتموني أترك عائلتي"، وعن سبب مشاركتها في التظاهرة، قالت: "لأن الوضع في لبنان لم يعد يُحتمل، على الجميع أن يغادر لأننا قرفنا كثيراً".

وتتابع: "الناس تأكل بعضها ولم يبقى أي سياسي جيد، سواء كان سنياً، شيعياً أم درزياً. أحبّ أن أقول للسياسيين إنني تغرّبت لأن أهلي بعد حرب تمّوز خسروا كل شيء، والآن لبنان يخسر كل شيء. وإن شاء الله هذا التحرّك ينجح في برلين وكل الدول ولبنان وأن نبقى يداً واحدة".

أما عن رسالتها لزعماء طائفتها، فقالت لينا: "إن شاء الله تفوتوا عالحبوس لنخلص منكم... لبنان احترق قبل أيام، وما حصل غير مقبول، كلهم يجب أن يرحلوا ويتركوا البلد تعيش. لبنان بمساحة برلين أو أكبر قليلاً، لا يُعقل أن هكذا بلد صغير لا نستطيع أن نصلحه. المغترب هو أكثر من يحسّ، صحيح اللبناني في الوطن يحسّ، لكن المغترب يحسّ بقلبه أكثر".

"نحن مهاجرون بسبب زعمائنا"

لا يقيم رالف عيسى في برلين، فقد وصل إلى التظاهرة قادماً من مدينة دوسلدروف والتي تبعد مسافة 6 ساعات بالسيارة. عن سبب مشاركته في التظاهرة، قال: "أريد أن أوصل رسالة لأهلنا وجيل الحرب لأنهم مسؤولون، تماماً كالسياسيين عن الوضع الذي وصلنا إليه".

أما عن مطالبه، فيقول: "أطالب كل الأهل الذين ما زالوا محزّبين أن يُسقطوا الحكومة ويتحرّروا، وأن يعترفوا بالخطأ لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة. أتوجه لعون بحدّ ذاته وأقول له أنت لست اللّه، مثل ما طلعناك سوف ننزلك".

ويختم حديثه: "أتمنى أن تبقى صفوف اللبنانيين متراصّة لإسقاط جميع الزعماء واحداً واحداً، لأنهم جميعاً سارقون وأخرجونا من البلد، نحن مهاجرون بسببهم. هاجرت من بلدي لأنني لا أستطيع العيش بلا كهرباء وبلا مياه وبلا إنسانيّة وبلا حقوق إنسان. أطالب باسترجاع كل حقوق الإنسان الأساسيّة التي نفتقد لها في لبنان، وأطالب بمحاسبة كل المسؤولين حتى نعيش بكرامة كلبنانيين".

"لا أريد للناس أن تتغرّب وتتعب كما تعبنا نحن"

أما أحمد الخطيب، فقد جاء للمشاركة في المتظاهرة لأن "كل الشعب اللبناني أهلي، وكله مظلوم"، حسب تعبيره، ويضيف: "لا أريد للناس أن يتغربوا ويتعبوا كما تعبنا نحن هنا. في الواقع أنا وكل الشباب اللبناني هنا، إذا عاد البلد ليكون جيداً، سنعود كلنا إلى هناك، لأن قدراتنا كشباب يستفيد منها بلدنا أحسن من بلدٍ آخر".

اختتم الخطيب حديثه، قائلاً: "أنا لا أؤيد أي أحد في لبنان، لا أؤمن بهم جميعاً فهم سبب الدمار الذي نعيشه".

نقاط قوّة عديدة أبرزتها مظاهرة برلين، أوّلها الاحتضان والالتفاف الشعبي الكبير الذي تحظى به الثورة اللبنانية، متجليّاً بحوالي ألفي لبناني تقاطروا من مختلف أنحاء ألمانيا للتعبير عن دعمهم التّام لشعبهم في كل مناطق لبنان. ثانياً، الحضور السوري والفلسطيني اللافت، بالإضافة لعرب من جنسيّات أخرى، جاؤوا بدورهم للتضامن مع إخوانهم وأخواتهم في لبنان، وعبّروا عن فرحتهم للشعب اللبناني بثورته الحية والجميلة والسلمية.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image