بعد مشاركتها المثيرة للجدل في حفل ضخم بالمملكة العربية السعودية تزامناً مع انتقادات شديدة بانتهاك حقوق الإنسان وتعذيب ناشطات سعوديات، تثير الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي مجدداً الجدل بتصريحها عن "حبها الجم" للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ودعواتها له لإنقاذه مصر من “المؤامرات"، رغم إجماع مراقبين دوليين على أن عهده "الأكثر قمعاً" في تاريخ مصر.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أحيت الرومي حفل ختام مهرجان "الموسيقى العربية" في دورته الـ 27، على المسرح الكبير بدار الأوبرا في العاصمة المصرية بحضور الرئيس المصري وزوجته، وحشد من الوزراء والفنانين والشخصيات البارزة، وعادت قبل أيام وأحيت حفلاً خاصاً بأحد فنادق العاصمة الإدارية في القاهرة صحبة فنانين مصريين وعرب.
وفي بداية الحفل أعربت الفنانة عن سعادتها للغناء في مصر التي وصفتها بأنها "عاصمة التاريخ والحضارة" وقدمت التحية لجيش مصر ووصفته بخط الدفاع الأول عن الكرامة العربية.
وفي حوار أجرته معها صحيفة "أخبار اليوم" الحكومية المصرية، أوضحت ماجدة الرومي أنها "منذ 5 أعوام تحديداً أصبحت ملمة بشكل كبير لما يدور في عالم السياسة"".
حب "جارف" للسيسي..
وقالت الفنانة اللبنانية إن حفلها الذي غنت فيه أمام السيسي "كان مختلفاً، لأن مصر جبهة الدفاع الأولى عن العالم العربي، والسيسي رئيس إنسان صادق ..رأيته مرتين، ووجهه يوحي لي بالطيبة المصرية والصدق والصلاة. الله أعطاه القبول".
وأضافت: "مصر عظمة تاريخ وعظمة شعب حققت المستحيل، في عبور 1973. وأنا واقفة على المسرح أتحدث إلى الرئيس كان كل هذا يدور في ذهني" مردفةً "صليت كثيراً من أجل مصر، لأني خسرت الكثير بالظلمة التي عشتها إبان حروب لبنان، واليوم أشهد النور وأنا مع السيسي الذي يلتف الشعب حوله ويؤيد توجهاته".
وتابعت قائلةً: "أحب الرئيس السيسي بشدة لأنه كان على دراية تامة بالمؤامرات السياسية التي تحاك ضد مصر والمصريين بل والعالم العربي. ولم أقل هذا الكلام أمامه حتى لا يتهمني أحد بمجاملته. والآن في غيابه، أستطيع أن أقول أن السيسي احتضن المصريين وحذرهم من الخطر الأكبر وهو خطر الفتنة الطائفية التي اكتوت لبنان بنيرانها ومازالت حتى الآن".
ولفتت إلى أنها "تدعو له الله في كل صلاة أن يعينه في تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه والتي تتمثل في حماية كل العرب وليس المصريين فقط".
وشددت الرومي في حوارها المثير على أن "ثورات الربيع العربي" لا تمت للربيع بصلة وإنما هي "مؤامرات ضد أوطاننا العربية" حسبما نقلت الصحيفة على لسانها.
ورداً على سؤال بشأن "العاصمة الإدارية الجديدة"، أحد أضخم الإنجازات للنظام المصري الحالي، حسبما يزعم، نقلت الصحيفة عن الرومي قولها: "لم يحالفني الحظ حتى الآن لزيارتها، لكني على دراية تامة بضخامة وأهمية المشروع، وهناك مشاريع أخرى غير العاصمة الإدارية الجديدة رأيتها، والله يبعد عن المصريين كل شر".
انبهار بـ "الإنجازات السعودية"
وعن حفلها في السعودية، قالت الفنانة اللبنانية: "هو أصعب حفل في حياتي. الناس كانت مستغربة ما حدث، وحقاً استقبلونا بتقدير واحترام كبيرين وأحاطونا بالحب وكانت هناك عاطفة رهيبة، أشكر الله على هذه المحبة. والله يحمى السعودية ويعطيها ويحقق أهدافها شعباً وحكومةً".
وأضافت: "السعودية لديها استعدادات رائعة لاستعادة الفن الجميل (بالإشارة إلى مجسم أم كلثوم)، ويسيرون بخطوات جبارة للحفاظ على الفنون والثقافة، وشيء كبير ومنبهرة بعملهم حقاً".
كما تحدثت عن هوايتها في كتابة الشعر ملمحةً إلى أن آخر ما كتبت قبل 9 أعوام. ويقول "ما جئت أصادق الدموع ولا دين الظلام.. جئت أهدى الدنيا شموع.. وأحب أروح بسلام" ووصفته بأنه يختصر تفكيرها الشخصي في الحياة، مشيرةً إلى تقصير "الإعلام والبرامج السياسية في توعية الشعوب بخطورة ما يحدث في الشرق الأوسط المفتت".
وخلال الحوار، أشارت الرومي إلى تعرضها للتهديد بالقتل مرتين من قبل تنظيم "داعش"، وأوضحت أنها تقلق حيال هذه التهديدات، لكنها تعتبر "الموت قريب من كل اللبنانيين في أي وقت". لذا تكتفي بإبلاغ رئيس الجمهورية اللبنانية الذي يأمر بحمايتها.
ورغم أن كل هذه التصريحات تتقاطع مع "السياسة"، زعمت الرومي أنها تنشد "عدم الخلط بين الفن والسياسة" في حفلاتها، قائلةً "ما يهمني هو وطني، ورأيي كمواطنة عربية لبنانية بأن ما يصيب مصر يصيب وطني الأكبر، ومن يموت في سوريا وغيرها من الدول يهز قلبي ويحزنني".
صدمة عشاقها
انتقادات عديدة أطلقها محبو الفنانة الكبيرة، الذين صدمتهم بآرائها السياسية، وتساءل بعضهم هل تحولت قناعاتها أم “سقط القناع” عنها وهو عنوان أغنية أدتها؟
وحرص البعض على "التأريخ" لموقف الرومي لتذكره فيما بعد.
في المقابل، كانت فرحة "أنصار السيسي" بإشادة الرومي وتداول تصريحها كبيراً.
ماجدة الرومي متحدثة عن السيسي: "السيسي رئيس إنسان صادق ..رأيته مرتين، ووجهه يوحي لي بالطيبة المصرية والصدق والصلاة. الله أعطاه القبول".
ماجدة الرومي تطلق النار على الربيع العربي: "ثورات الربيع العربي" لا تمت للربيع بصلة وإنما هي "مؤامرات ضد أوطاننا العربية".
ماجدة الرومي: "أحب الرئيس السيسي بشدة لأنه كان على دراية تامة بالمؤامرات السياسية التي تحاك ضد مصر والمصريين بل والعالم العربي. ولم أقل هذا الكلام أمامه حتى لا يتهمني أحد بمجاملته".
علّي صوتك بالغناء..
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أحيت الرومي حفلها الأول في السعودية، ووقفت تعبر عن توترها لهيبة المكان والحضور وتمتدح الحكومة السعودية وإجراءاتها الانفتاحية. وغضب الكثيرون من قبول الرومي إحياء الحفل في وقت تقبع فيه ناشطات سعوديات في أقبية التعذيب، واعتبروه محاولة من النظام السعودي لتزيين صورته أمام العالم.
واعتبر كثيرون أن موافقة الرومي على الحفل في هذا التوقيت، حيث تتهم الرياض باغتيال الصحافي المعارض جمال خاشقجي وتفيد تقارير بتعذيب ناشطات نسويات وشخصيات بارزة من بينهم لجين الهذلول التي أكدت أسرتها تعرضها "للتعذيب الجسدي والتحرش الجنسي مراراً"، لا يبرره سوى سعي الفنانة ذات التاريخ الطويل وراء المال، وهو عذر أقبح من ذنب برأيهم.
لكن وبعد ظهور الرومي وإشادتها "المبالغة" بالحكومة السعودية، ازدادت الانتقادات الموجهة إليها. واعتبرها الكثيرون "سقطة" قادرة على محو تاريخ الفنانة من "الإبداع الفني" معتبرين أنها قبلت بتوظيف فنها لتبييض صورة "نظام دموي" سبق أن فعلتها في البحرين.
في السياق ذاته، دافعت الرومي عن نظام الرئيس المصري الذي يواجه انتقادات حقوقية دولية ويشدد مراقبون على أنه "أكثر رؤساء مصر قمعاً للحريات وأنه حول البلد إلى "سجن كبير للمعارضين" بل إن الرئيس الفرنسي أعلن صراحة من القاهرة أن وضع حقوق الإنسان في عهد السيسي أسوأ مما كان عليه في عهد مبارك. الرومي هاجمت على أعمدة الصحيفة المصرية ثورات "الربيع العربي" التي خرجت فيها الشعوب مدافعةً عن حقها في "العيش والحرية والكرامة" ضد أنظمة استنزفتها لسنوات بل عقود.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...