شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أغانٍ وطنية حديثة

أغانٍ وطنية حديثة "تخليك تكره البلد باللي فيها"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 7 أكتوبر 201905:20 م

"إهداء من تركي آل الشيخ إلى شعب مصر الحبيب"، بهذه الكلمات يبدأ كليب "أنا بعشقك يا مصر" للمطرب المصري عمرو دياب، الذي بث لأول مرة يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، مثيراً انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل جمهور دياب الذين اعتبروا كلمات الأغنية ضعيفة ومكررة، ولم تقدم أي جديد. في المقابل، سخر الكثيرون من ظهور أهرامات البجراوية السودانية في فيديو الأغنية الذي رفعه تركي آل الشيخ على قناته الرسمية على يوتيوب بدلاً من أهرامات مصر، وهو ما عدّه مستخدمون "إهانة كبيرة" لمصر من صناع الكليب.

تقول كلمات الأغنية التي كتب كلماتها تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه في السعودية والمستشار في الديوان الملكي السعودي، ولحنها روزام، "أنا بعشقك يا مصر وفداكي فداكي العمر.. منصورة وحرة يا بلادي.. يا أرضي وأرض أجدادي.. يا مصر حبيبتي يا مصر".



وانهالت التعليقات الناقدة للأغنية على قناة آل الشيخ، فكتب مستخدم: "أغنية ضعيفة، كلام متداول، وتحس أنه منزلها إرضاءً لتركي آل الشيخ"، فيما وصف مستخدم آخر الأغنية بأنها "نقطة سوداء في تاريخ عمرو دياب وبلا إحساس ولا موسيقى ولا كلمات".

وعلق مستخدم: "حرام يوم ما عمرو دياب يغنى أغنية وطنية تطلع بالكلمات الركيكة و اللحن الضعيف ده، قارن دي مثلاً بأغنية اللى ضحى لأجل وطنه"، في إشارة إلى أغنية سابقة لدياب.

وكتبت مستخدمة: "حد يقول لعمرو دياب بلاش أغاني وطنيه مش سكتك".



ولم يعلق دياب على الانتقادات، فيما احتفت وسائل الإعلام المقربة من النظام بالأغنية وعرضتها بشكل متكرر، لا سيما أن كاتبها آل الشيخ مؤيد بشدة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

"أغانٍ مبتذلة"

وتعرض القنوات والإذاعات المصرية بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، أغنيتين صدرتا في أيلول/سبتمبر الماضي، يصنفهما صناعهما بأنهما وطنيتان، الأولى هي أغنية الممثل محمد رمضان التي تحمل عنوان "هما عاوزينها فوضى"، والثانية هي أغنية "ممثل فاشل" للمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم، والأغنيتان تهاجمان الممثل والمقاول المصري محمد علي الذي نشر مقاطع فيديو اتهم فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومسؤولين كباراً في الجيش بـ “الفساد” ودعا فيها الشعب إلى التظاهر، ويعتبره كثيرون وراء التظاهرات التي خرجت ضد السيسي في أيلول/سبتمبر الماضي.

وهاجم مستخدمون مصريون الأغنيتين وقالوا إنهما إهانة للفن المصري الذي قدم صُناعه في الماضي العديد من الأغاني الوطنية المهمة لنجوم كبار كأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد فوزي ونجاة ووردة وغيرهم.

"الأغاني الوطنية زمان كانت بتخليك تحس أنك بتحب البلد فعلاً...حالياً الأغاني هابطة لدرجة تخليك تكره البلد باللى فيها" هكذا يقول مواطن مصري... تعرفوا على أغانٍ وطنية حديثة أثارت جدلاً واسعاً في مصر

وقالت مستخدمة مصرية: "كل عام ومصر عزيزة على قلوبنا، مصر التي نتمناها بدون معتقلين، بدون محتاجين بدون سياسات قهرية بدون أراضي منهوبة، مصر بدون أغاني وطنية مبتذلة".

وفي السنوات الأخيرة، حققت أغانٍ تُصنف وطنية جدلاً واسعاً في مصر، منها على سبيل المثال: مصر قريبة، تسلم الأيادي، بشرة خير.

مصر قريبة

في العام 2015، بثت لأول مرة أغنية "مصر قريبة" التي شارك فيها مطربون من الخليج مع المطربين المصريين محمد منير وأنغام، وتعرضت لانتقادات حادة من قبل مستخدمين مصريين، بسبب إظهار المصريين في فيديو الأغنية وكأنهم خدم للسياح الخليجيين. على سبيل المثال ظهر الممثل المصري لطفي لبيب في الفيديو في دور سائق سيارة لسائح خليجي، والممثل صلاح عبد الله في دور بائع يهدي إلى المطربة بلقيس التي شاركت في الأغنية هدية تذكارية مصرية ويرفض أن يأخذ منها نقوداً.



الهجوم على الأغنية التي حققت حتى اليوم أكثر من 13 مليون مشاهدة على يوتيوب، وصل إلى درجة أن شركة أروما المصرية التي أنتجت الأغنية لهيئة تنشيط السياحة في مصر منعت التعليقات عليها على يوتيوب. وكان الهدف من الأغنية هو تشجيع السياح الخليجيين على زيارة مصر التي كان قطاع السياحة فيها يعاني تراجعاً شديداً بفعل عمليات إرهابية وحوادث عنف متفرقة.

تسلم الأيادي

وفي العام 2013، وبعد عزل الجيش المصري الرئيس المصري الراحل المنتمي لجماعة الإخوان محمد مرسي، أطلق المطرب ومؤلف الأغاني المصري مصطفى كامل أغنية "تسلم الأيادي" التي قال في مطلع الكليب الخاص بها إنها إهداء إلى "الجيش المصري العظيم"، وحينذاك حققت الأغنية نجاحاً كبيراً من قبل مؤيدي السيسي، في حين انتقدها آخرون بسبب كلماتها التي وصفوها بالركيكة.

وشارك في الأغنية إلى جانب مصطفى كامل، سمير الإسكندراني وإيهاب توفيق وخالد عجاج وحكيم وغادة رجب وبوسي وغيرهم.



وكان فنانون مصريون، منهم المطرب إيمان البحر درويش، انتقدوا الأغنية وقالوا إن لحنها مسروق من أغنية "تم البدري بدري" الشهيرة التي تُبثّ في الإذاعات المصرية في شهر رمضان، فيما قال نشطاء إن الأغنية ذات اللحن الراقص جاءت مباشرة بعد فض الجيش المصري لاعتصامي رابعة والنهضة اللذين قتل فيهما المئات من مؤيدي جماعة الإخوان، وهذا ما جعل الأغنية تبدو كأنها تحتفل بقتل هؤلاء المصريين.

بشرة خير

وفي العام 2014، خرجت أغنية بشرة خير، التي غناها المطرب الإماراتي حسين الجسمي بهدف تشجيع المصريين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وحققت نجاحاً كبيراً خصوصاً لدى مؤيدي السيسي، لكن من ناحية أخرى أثارت الأغنية جدلاً واسعاً بسبب إيقاعها الراقص وظهور مصريين من كل الفئات والأعمار من محافظات مختلفة وهم يرقصون، وهذا ما جعل البعض يعتبر أن الأغنية قد حولت مصر إلى كباريه كبير.

وحينذاك أصبحت بشرة خير هي الأغنية الرسمية لمؤيدي السيسي، وأزاحت أغنية تسلم الأيادي من مكانتها، إذ شهدت لجان الاقتراع في السفارات المصرية في العالم والتجمعات الانتخابية رقص أنصار السيسي على أنغامها، كما كانت تذيعها قنوات التلفزيون والإذاعات الحكومية والخاصة بشكل متكرر طوال اليوم.

وكان من المهاجمين لطريقة تصوير الأغنية المطرب المصري هاني شاكر، الذي قال: "لا يجوز أن تظهر مصر في الكليب بهذا الشكل، وكان الأولى بالمخرج أن يظهر جمال مصر ومناظرها الطبيعية وآثارها العظيمة".



واعتبر البعض أنه من الإهانة لمصر أن يشجع مطرب إماراتي لا تعرف بلده الانتخابات أو الممارسات الديمقراطية، المواطنين المصريين على المشاركة في التصويت لانتخابات الرئيس.

ومن الانتقادات الأخرى أن الأغنية تعطي صورة غير حقيقية تماماً عن مصر التي تعيش مشكلات اجتماعية وسياسية واقتصادية طاحنة، بينما يظهر الجميع في الأغنية سعداء ويرقصون.

"الأغاني الوطنية زمان كانت بتخليك تحس أنك بتحب البلد فعلاً أياً كان سخطك على نظامها، الست، عبدالحليم، عفاف راضي، فوزي، سيد درويش، حتى فيروز فى أغنية "مصر عادت شمسك الذهب"... حاجات حلوة تحسسك بقيمة الوطن المسلوب مننا حبة، حالياً الأغاني هابطة لدرجة تخليك تكره البلد باللي فيها"، يقول مغرد على موقع تويتر.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard