شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
من طرابلس إلى الجنوب... حراس المسؤولين يواجهون المتظاهرين بالرصاص الحي

من طرابلس إلى الجنوب... حراس المسؤولين يواجهون المتظاهرين بالرصاص الحي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 18 أكتوبر 201910:28 م

لم تضع انتفاضة اللبنانيين المواطنين في مواجهات مع القوى الأمنية والجيش اللبناني فقط، بل وضعتهم في مواجهات مع سياسيين من توجهات مختلفة، وفي مناطق مختلفة، ولأسباب مختلفة.

في مدينة طرابلس، شمال لبنان، كان مشهد الاحتجاجات عصر 18 تشرين الأول/ أكتوبر يحاكي ما تشهده ساحات وشوارع مناطق لبنانية عدة، حتى وصل النائب السابق مصباح الأحدب إلى ساحة النور، حيث يتجمع المتظاهرون، وحاول إلقاء كلمة فرفضوا وجوده وسطهم ورشقوه بعبوات مياه وحجارة، طالبين منه الانسحاب، فهو كان في السلطة والمتظاهرون حساسون تجاه الشخصيات التي ترغب في ركوب موجة الغضب الشعبي.

عندها، قام مرافقو النائب السابق بإطلاق النار بكثافة على المتظاهرين، وسرعان ما انتشرت الأخبار عن وقوع قتيلين و سبعة جرحى أحدهم في حالة حرجة.

ومع تناقل الناشطين أنباء عن مقتل الشابين يوسف الحسن ومازن رحمن، وإطلاقهم عليهما لقب "أول شهيدين" للانتفاضة اللبنانية التي بدأت في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، وصلت الأمور في طرابلس إلى الغليان، وانتقلت آثار الغضب مما جرى إلى مختلف الساحات اللبنانية، ولكن سرعان ما ظهرت أنباء تنفي مقتل يوسف الحسن، من دون ظهور تأكيد نهائي حول مقتل رحمن.

رغم كل ما جرى، لم يُظهر الأحدب فهمه لما جرى ولم يعتذر عنه بل اكتفى بالتعليق: "نحن تحت القانون وسلمت اثنين من المرافقين"، مضيفاً: "ولكن نحن مُعتدى علينا أيضاً ونريد تحقيقاً في الأمر".
وكان الجيش قد أعلن في بيان أنه تم توقيف (أ. ص.) و(م. ش.) بسبب إطلاقهما النار باتجاه المواطنين والتسبّب بوقوع عدد من الإصابات.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعا العديد من اللبنانيين إلى القبض على الأحدب وحراسه وتقديمهم إلى العدالة، فيما ارتفعت دعوات إلى "الانتقام" من النائب الطرابلسي السابق.

وفي غضون دقائق، نشر ناشطون مقاطع فيديو وصوراً تظهر "حرق" منزل الأحدب و"تحطيم" مكتبه في طرابلس.

"حل عنا أنت وسلاحك"

عبر وسمي #مصباح_الأحدب و#حل_عنا_أنت_وسلاحك، طالب اللبنانيون بعقاب رادع للمسؤولين الذين يستخدمون سلاحهم في وجه المواطنين.

فمرافقو الأحدب لم يكونوا الوحيدين الذين أطلقوا النار على المحتجين، إذ فتح مرافقو وزير التربية والقيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي أكرم شهيب مساء 17 تشرين الأول/ نوفمبر النار في الهواء لتفرقة محتجين أثناء مرور موكبه في وسط بيروت.

وحاول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط استدراك الموقف، بإعلانه أنه طلب من شهيب تسليم مطلقي النار في الهواء، مؤكداً أنه تحت القانون، لكنه بدوره طلب "تحقيقاً شفافاً".

أما شهيب فاعتذر عن إطلاق النار موضحاً ان "مجموعة من الشبان اعترضوا سيارته خلال عودته مع زوجته وابنته من مكتبه في وسط المدينة، ونزل أحد المرافقين لفتح الطريق فعمد أحد المتظاهرين على ضربه على رأسه، فعمد المرافق إلى إطلاق النار في الهواء".

وجنوباً، أطلق مرافقو النائب عن حركة أمل ياسين جابر النار في الهواء، في 18 تشرين الأول/ أكتوبر، في محاولة لتفريق متظاهرين تجمهروا قرب منزله في حي البياضة في النبطية، وخرجت أنباء عن إصابة شخصين. كما تناقلت وسائل إعلامية أنباء عن إطلاق نار في محيط مكتب زميله في كتلة التنمية والتحرير النيابية النائب هاني قبيسي في حي الراهبات في المدينة الجنوبية نفسها.

لم تضع انتفاضة اللبنانيين المواطنين في مواجهات مع القوى الأمنية والجيش اللبناني فقط، بل وضعتهم في مواجهات مع سياسيين من توجهات مختلفة، وفي مناطق مختلفة، ولأسباب مختلفة
حراك اللبنانيين وضعهم في مواجهة مع الحراس الشخصيين لمسؤولين ولسياسيين حاولوا ركوب موجة الغضب الشعبي

وكان النائب إلياس حنكش قد حاول الانضمام، في ليل 17 تشرين الأول/ أكتوبر، إلى متظاهرين في منطقة المتن، وطالب الحكومة بالاستقالة، معتبراً أن شعارات الشارع هي نفسها التي يرفعها "حزب الكتائب" كمعارضة. ولكن في هذه الحالة، لم يعترض المتظاهرون طريق حنكش بالقوة، لكنهم رفضوا أن يتحدث معتبرين أن الصوت الوحيد اليوم هو للشارع لا للسياسيين، فامتثل لرغبتهم.

وشهدت مناطق عدة إحراق صور سياسيين وإسقاط لافتات حزبية،  من بينها صور رئيس مجلس النواب نبيه بري وصورة وزير المال علي حسن خليل، كما انتشرت صور لنزع صور رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي في طرابلس، بموازاة الهجوم على عدد من مكاتب النواب والوزراء كمكتب النائب عن "حزب الله" محمد رعد ومكتب زميله حسن فضل الله ومكتب النائب عن "حركة أمل" علي بزي، في مدينة بنت جبيل الجنوبية.

وبعد كلمة لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، طلب فيها مهلة 72 ساعة، بدأت قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين في ساحة رياض الصلح، في وسط بيروت، ووقعت إصابات بين المتظاهرين وقوى الأمن، كما أطلق عناصر الجيش اللبناني النار على متظاهرين أثناء محاولتهم فتح طرق رئيسية قطعها المتظاهرون بالإطارات المشتعلة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image