أكد يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر، أسامة ياسين محامي أسرة الطفلة المصرية جنة التي توفيت بسبب التعذيب، أنه سيطالب بأقصى عقوبة للجدة الجانية، خلال محاكمتها التي تبدأ أولى جلساتها في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بعدما أثبت الطب الشرعي "تكرار التعدي على المجني عليها بغية إذلالها وتعذيبها".
و
خلص تقرير الطب الشرعي، الذي أعلنت نتائجه مساء 5 تشرين الأول/أكتوبر، إلى "وجود حروق نارية من الدرجات الثلاث الأولى بالظهر وبمنطقة العانة والإليتين، وحروق نارية من الدرجتين الأولى والثانية بالظهر والصدر والطرفين العلويين" مبيناً أنها نتجت "جراء ملامسة سطح الجسم في هذه المواضع لجسم صلب ساخن أياً كان نوعه" بجسد الطفلة.
عض بأسنان آدمية
كما أشار التقرير إلى "إصابات متفرقة في جسدها" مبرزاً تعرضها "للعض بأسنان آدمية" و"التقييد برباط أياً كان نوعه بقوة وبعنف" مشدداً على أن الإصابات "حدثت في أوقات زمنية مختلفة وهي تشير في مجملها إلى التعود وتكرار التعدي على المجني عليها بغية إذلالها وتعذيبها".
أما عن السبب المباشر لوفاة الطفلة فأوضح الطب الشرعي أنه "إصاباتها السالف بيانها وما نجم عنها من حدوث غرغرينا بالطرفين السفليين والتهابات قيحية بمواضع إصابتها أدت إلى حدوث صدمة تسممية غير مرتجعة أدت إلى فشل بوظائف الجسم الحيوية في القلب والكبد والرئتين والكليتين، ما انتهى إلى حدوث هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية والوفاة، لم تفلح منها محاولات علاج المجني عليها".
وفي الوقت نفسه، أكد التقرير أنه "بالفحص الموضعي لمنطقة فرج المجني عليها غشاء بكارتها سليم ولم يُفض".
"قرصتها بكماشة وكوت مواضع عفتها"
وبعد تقرير الطب الشرعي،
صدر قرار إحالة الجدة المتهمة "صفاء ع" (40 عاماً، ربة منزل) إلى محكمة الجنايات.
ووفق صورة التقرير التي نشرتها مواقع محلية، فإن الجدة متهمة بـ"الاعتداء على حفيدتها الطفلة المسؤولة عن تربيتها وجرحتها عمداً مع سبق الإصرار وعقدت النية والعزم على ضربها وجرحها، وأعدت لذلك الغرض حبلاً وشرشرة وخرطوم وكماشة، وقيدت يديها ورجليها بالحبل، وشدت الوثاق عليها، حتى خلّف الحبل كدمات حول مفصل كاحلها الأيمن ورسغيها".
وورد به أيضاً أن "المتهمة زادت الطفلة بالتكبيل، ضعفاً على ضعف طفولتها، ووهناً على وهن أنوثتها، وضاعفت عذاباً بتسخين الشرشرة بالنار، وكيّ مواضع عفتها، وأمعنت في تعذيبها بقرصها بالكماشة في تلك المواضع، ودأبت على استخدام الخرطوم في ضربها بمواضع متفرقة من جسدها، فأحدثت فيها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، قاصدة ضربها الذي أفضى إلى موتها".
محامي الطفلة المصرية جنة يؤكد أنه سيطالب بأقصى عقوبة للجدة التي عذبتها حتى الموت فيما يكشف الطب الشرعي عن إصابة الفقيدة بحروق باستخدام أجسام صلبة و"بالعض بأسنان بشرية بغية إذلالها وتعذيبها"
وشدّد التقرير على أنها "عرضت حياة حفيدتها المجني عليها للخطر، بأن ضربتها وجرحتها محدثة بها إصابات أفضت إلى موتها، وأحرزت أدوات تستخدم في الاعتداء على أشخاص بغير المسوغ القانوني أو مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية من خرطوم وشرشرة وحبل وكماشة لاستخدامها في ضرب حفيدتها المجني عليها الطفلة".
محاكمة عاجلة
ومن المقرر أن تنظر في القضية محكمة الجنايات المختصة بدائرة محكمة استئناف المنصورة. وليس معتاداً أن تبدأ المحاكمات في مصر بهذه السرعة، غير أن تداول القضية بغزارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبشاعتها ساعدا على ذلك.
وعن دفوعه في القضية،
بيّن محامى "جنة" لموقع اليوم السابع المحلي، أنه سيطالب بتوقيع "أقصى عقوبة على المتهمة، التى ارتكبت الجريمة دون رحمة أو شفقة بحفيدتها".
و
نقلت مواقع محلية عن مصادر أمنية أن أياً من المحامين المصريين في محافظة الدقهلية (شمال مصر) التي شهدت الحادثة لم يقبل الدفاع عن الجدة.
و
توفيت جنة في 28 أيلول/سبتمبر الماضي، بعد توقف عضلة القلب بينما كانت الطفلة داخل العناية المركزة، بحسب ما قاله لرصيف22 في اتصال هاتفي قبل أيام، سعد مكي وكيل وزارة الصحة في المحافظة التي شهدت الواقعة.
وكان الأطباء قد حاولوا إنقاذ حياة الطفلة بإجراء عملية بتر لقدمها اليسرى من أعلى الركبة في 25 أيلول/سبتمبر الماضي عقب إصابتها بـ "غرغرينا" وتورم في القدم، جراء التعذيب الذي تعرضت له، ومنع العلاج والرعاية الطبية عنها فترة طويلة. لكن محاولاتهم لم تكلل بالنجاح.
الجدير بالذكر أن الطفلة جنة لم تمر بهذه المعاناة وحدها، بل
عذبت معها أيضاً على يد الجدة شقيقتها أماني التي أودعت داراً للرعاية عقب وفاة شقيقتها وثبوت تعرضها للتعذيب بعد الكشف الطبي. وكان شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب قد أعلن تكفله بجميع نفقات علاج الطفلة أماني وتعليمها.
ومن المقرر أن تحاكم الجدة على تعذيب حفيدتها الثانية أماني.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...