شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
الطفلة السورية ريهام تعيد اهتمام الصحافة العالمية بالمأساة السورية

الطفلة السورية ريهام تعيد اهتمام الصحافة العالمية بالمأساة السورية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 26 يوليو 201907:46 م

أنقاض متداعية لمنزل قُصف لتوه، يعتليها رجل بالغ ينادي صارخاً طفلة محاطة بالحجارة تحاول إنقاذ شقيقتها الرضيعة ورفعها من تحت الأنقاض. هذه تفاصيل صورة تصدرت صحف ومواقع إعلامية عربية وأجنبية كثيرة خلال الأيام الماضية، فأعادت المأساة السورية إلى الصدارة، بعد شهور من ابتعاد الإعلام عن التركيز عليها.

ما قصة الصورة؟

الصورة التي التقطها المصور السوري بشار الشيخ، وثّقت تداعيات الضربات الجوية السورية-الروسية على حي سكني في أريحا (محافظة إدلب)، وبالتحديد انهيار منزل ومحاصرة مَن فيه تحت الأنقاض.

من بين الركام، مدّت الطفلة ريهام (5 سنوات) يدها محاولةً إنقاذ شقيقتها التي لم يتجاوز عمرها السبعة أشهر. نجحت ولكن مأساة الأسرة انتهت بوفاة ريهام ووالدتها أسماء، ونقل شقيقتها الرضيعة إلى العناية الفائقة.

الصورة التقطها المصور بالمصادفة. بحسب ما نقلت "بي بي سي" عن شبكة إس واي 24، وهي المصدر الأصلي للصورة، فإن المصور لم يتمكن في البداية من رؤية أي شيء بسبب الأنقاض والغبار، "لكنه سمع في ما بعد أصوات رُضّع وأطفال ورجل".

صحيفة "الإندبندنت" كذلك تناولت قصة الصورة. تحدثت مع المصور ومع مصادر طبية ومحلية. وصف المصور بشار الشيخ ما حدث لها بقوله: "كان الغبار يملأ المكان والناس يصرخون طلباً للمساعدة. رأيت أطفالاً يتشبث بعضهم ببعض والأب يصرخ: لا تتحركوا... لا تتحركوا. كانت ريهام لا تزال تتشبث بأختها. نقلنا الجميع إلى مستشفى الشامي، ولم تكن هناك أكياس دماء لإسعافهم، وهذا ما دعانا إلى نقلهم إلى مستشفى إدلب".

هناك، كانت ريهام قد لفظت أنفاسها الأخيرة، في حين تقرر وضع تقى، الأخت الرضيعة، في العناية الفائقة.

مئات الضحايا في إدلب

يأتي هذا المشهد في سياق حملة عسكرية متصاعدة ينفذها الجيش السوري وحلفاؤه ضد تنظيمات إسلامية وفصائل معارضة لا تزال تسيطر على أجزاء كبيرة من محافظة إدلب.

وفي هذا السياق، حذرت منظمة "أنقذوا الأطفال" من أن عدد الأطفال الذين قتلوا في إدلب خلال الأسابيع الأربعة الماضية، تجاوز عدد القتلى في المنطقة نفسها خلال العام الماضي. 

ونقلت المنظمة الدولية عن مديرة فرعها في سوريا، سونيا خوش، قولها إن "الوضع الحالي في إدلب أشبه بالكابوس".

واتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان صدر أمس في 25 تموز/ يوليو، القوات الروسية بتنفيذ أكثر من 2350 ضربة جوية على ريفي إدلب وحماة، منذ التصعيد العسكري الأخير في 30 نيسان/ أبريل الماضي، ما أدى إلى مقتل 136 مدنياً، منهم 31 طفلاً و29 امرأة و5 عناصر من الدفاع المدني. 

كذلك وثّق المركز خلال الفترة نفسها خروج نحو 20 مستشفى ومركزاً طبياً عن الخدمة بعدما استهدفها الطيران الروسي.

ونقل المرصد في 26 تموز/ يوليو، عن عضو مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون قوله إن "أكثر من 400 ألف شخص نزحوا منذ نهاية نيسان/أبريل" من مناطق القصف في شمال غربي سوريا.

ووثق المرصد الخسائر التي لحقت بمناطق الهدنة المحددة طبقاً للاتفاق الروسي – التركي، والتي بلغ فيها عدد الضحايا 3482 ، منهم 314 طفلاً و 229 امرأة، وذلك في عمليات النظام السوري والقوات الحليفة له. أما في عمليات الفصائل المعارضة، فقد قتل 97 شخصاً منهم 28 طفلاً و15 امرأة، بسبب سقوط القذائف الصاروخية عليهم. وكذلك قتل 1139 مقاتلاً معارضاً ضمن ظروف استهداف مختلفة. كما بلغت خسائر النظام وحلفائه 1361 قتيلاً.

وأوضح بيان لمكتب تنسيق المساعدات الإنسانية إن هؤلاء النازحين يغادرون نحو مناطق لا يشملها القصف، وخصوصاً نحو مخيمات النازحين القريبة من الحدود مع تركيا.

وقال البيان: "مخيمات النازحين مكتظة وكثيرون يضطرون للبقاء في الهواء الطلق (...) حوالى ثلثي النازحين هم خارج المخيمات"، مضيفاً  أنه "في محافظة إدلب وحدها، نحو مئة مدرسة تستقبل حالياً نازحين".

بعد آلان كردي وعمران دقنيش... تتصدر صورة طفلة حاولت إنقاذ أختها الرضيعة عناوين الصحافة العالمية، وتعيد المأساة السورية إلى واجهة الأخبار 
ريهام ليست الطفلة الوحيدة... في الحملة الأخيرة على الشمال السوري تجاوز عدد الأطفال القتلى عدد الذين قضوا في المنطقة نفسها خلال العام الماضي كله 

ريهام ليست الأولى

في آب/ أغسطس 2016، أثارت صورة الطفل عمران دقنيش (10 سنوات) غضب الكثيرين، إذ بدا فيها جالساً في مؤخرة سيارة إسعاف ملطخاً بالدماء والغبار. 

أُلحق بالصورة مقطع مصور أظهر علامات التجمد على وجه الطفل، وهو لا يبكي ولا يصرخ. يمد يده ليمسح الدماء عن وجهه، ويصمت.

جاء ذلك بعد قصف القوات الروسية والقوات الحكومية السورية على عشرات المنازل في المنطقة التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة في حلب.

وفي العام 2015، تصدرت صورة آلان كوردي (أقل من 3 سنوات) العشرات من منصات النشر، إذ أظهرته جثة ممددة على شاطئ تركي حين كانت تحاول عائلته الوصول إلى اليونان بحراً.

وفي أيلول/ سبتمبر 2015، انقلب المركب الذي كان يقل عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم الحرب. وفيما كان والد الطفل آلان يحاول إسعافه، سقط سائر أفراد أسرته، فتوفي ابناه وزوجته.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image