شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"إللى مش عارف يعارض يهاجر"… الداعية الديني في خدمة الدين أم السيسي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 6 أكتوبر 201903:25 م

بجلباب أبيض، ورأس حليقة، ونظارات طبية، طل الداعية المصري خالد الجندي على الجمهور المصري، مساء 5 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، عبر شاشة فضائية دي إم سي المصرية المقربة من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال برنامجه الديني "لعلهم يفقهون". في تلك الحلقة، كانت السياسة حاضرة بقوة، حيث تنقل الداعية المصري من حديثه في الدين ليهاجم معارضي السيسي، طالباً منهم أن يعارضوا الرئيس بالقانون أو يهاجروا ويتركوا البلد.

قال الجندي لمتابعيه عبر الحلقة: "لو ابتلاك رئيس الدولة بشيء أو وزير بشيء أو أبوك بشيء أو مدرسك أو الدكتور في الجامعة، أمامك ثلاثة وسائل: أولها الاعتراض بالوسائل القانونية التي حددها قانون الاعتراض، مفيش حاجة اسمها إني أكسر المرافق العامة، وأعطل النظام وأقول إني معترض أو أهدم مؤسسات الدولة وأقول إني معترض"، واصفاً ذلك بأنه "حالة هبل".




وقال الجندي في الحلقة موجهاً حديثه لغير القادرين على الاعتراض: "إذا لم تستطع الاعتراض أو لم تكن الوسائل القانونية تناسبك، فهاجر"، مستشهداً بالآية القرآنية: "قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها".

وتابع الجندي إنه "إذا لم تستطع الهجرة لأي ظرف ومش في إيدك شيء يبقى مرحلة الصبر، إنما لو في إيدك عبّر وقول واعترض بالوسائل القانونية"، مؤكداً أن هذا ما يتم تطبيقه في كافة دول العالم المتقدم التي تمتلك الحق في اتباع كافة الوسائل القانونية للتعبير عن الرأي.

وتتهم منظمات دولية عديدة النظام المصري بتحويل مصر إلى "سجن مفتوح للمنتقدين"، والسماح فقط لأنصار النظام بالتظاهر، بينما يتم منع المعارضين من هذا الحق ووضع عراقيل قانونية كثيرة أمامهم، أبرزها الحصول على تصريح تظاهر من وزارة الداخلية المصرية، وهو التصريح الذي يقول نشطاء إن الحصول عليه مستحيل.

وفي الأسابيع الأخيرة اعتقل النظام المصري العشرات من الذين خرجوا في تظاهرات غير مسبوقة في عهد السيسي تطالبه بالرحيل، وتهمة هؤلاء هي التظاهر بدون تصريح، رغم أن الدولة دعمت وشجعت خروج المئات من مؤيدي السيسي من دون حصولهم على تصاريح.

وخالد الجندي هو عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، ويعتبر أحد أهم الدعاة المصريين المؤيدين للرئيس المصري، كما أنه متهم من قبل البعض بأنه يستغل الدين للترويج للنظام الحالي، الذي تقول عنه منظمات إنه لا يحترم حقوق الإنسان ويستهدف المعارضين.

"أي عاقل يجب أن يحب السيسي"

مطالبة الجندي لمن يريد معارضة السيسي بالهجرة أو الصبر، ليست أول دعم للنظم المصري الحالي، ففي 26 أيلول/سبتمبر الماضي، خرج الجندي عبر حلقة من برنامجه لعلهم يفقهون ليقول "واحد قبل الحلقة كان بيكلمني، وبيقول لي شايفك بتحب الرئيس أوي، قلت له طبعاً، وأي حد عاقل لازم يعمل كده، الحقيقة الرئيس السيسي بالنسبة لنا عمل كتير، وعمل إنجازات في كل حاجة في حياتنا، ولازم نقولها ونفكر الناس بيها".

واتهم الجندي في نفس الحلقة بعض القنوات الإعلامية يتزييف الحقائق وإنكار الإنجازات، قائلاً: "يا جماعة لعن الله قوماً ضاع الحق بينهم، الحق أن تعترف بالمنجز، خلال 5 سنين لازم تعترف، لم يشكر الله من لم يشكر الناس".

واعتبر أن إنجازات السيسي أعادت لمصر كرامتها بين كل دول العالم، بعد أن كان الشعب يعيش فى فوضى خلفتها ما حدث فى يناير 2011، وفق قوله.

وأكمل الجندي "الله حبانا برئيس له كل الاحترام والتقدير والمبايعة، نقول بكل فخر واعتزاز، لأسباب كثيرة منها انجازته ومضطرين إن نتحدث عنها، بعد حديث الأبواق المزيفة والممولين من دول أخرى ليسقطوا الوطن، والحق أن نعترف بما تم انجازه فى 5 سنوات".

واستعرض الجندي في برنامجه "الديني" ما قال إنها "إنجازات الرئيس المصري"، بقوله إن السيسي "دشن أكبر 3 محطات توليد كهرباء وقضى على الأزمة، وسلح الجيش بأقوى الأسلحة ليؤمن مصر، وأطلق قمراً صناعياً، فضلاً عن مشروعات السكن الاجتماعى، والمليون والنصف فدان، وتصدى لوباء الفيروس سى، وقضى على طوابير الانتظار، وسدد الكثير من ديون مصر، وزاد احتياطي الدولة إلى 45 مليار دولار، فضلاً عن القضاء على العشوائيات وبناء مدن جديدة، ومساجد ومستشفيات، وصحح ونظم منظومة التأمين الاجتماعى، ومد طرقاً وأنفاقاً لربط سيناء بالمحافظات الأخرى".




"اللهم احشرنا مع السيسي"

وفي حلقة يوم 23 أيلول/سبتمبر، دعا الجندي، للرئيس السيسي، بأن يطول الله عمره، مضيفاً: "اللهم أحشرنا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجنة، الراجل ده تعلمنا منه القيم والأخلاق ومراعاة العاجز والفقير والانحناء للمساكين، بعد أن كاد المصريون يفقدون الوطن والانتماء له أثناء حكم هذه الجماعة الإرهابية"، في إشارة للإخوان المسلمين.

"إللي مش عارف يعارض يهاجر"، "أي عاقل لازم يحب السيسي"، "اللهم احشرني مع الرئيس"، "أنا أحد شيوخ السلطان"، نماذج من عبارات قالها الداعية المصري خالد الجندي دعماً لنظام السيسي

وأكد الجندي في الحلقة أن "الإخوان استغلوا الدين وسيلة للسيطرة على مصر"، واصفاً حكمهم بأنه "اجتياح تتاري عجيب".




"إحنا شيوخ السلطان"

أما في حلقة 28 آذار/مارس الماضي، فقال الجندي، إن من أخطر الأمور في الدنيا، أن تأتي جماعة ما، فتحول الحق إلى باطل، متابعاً: "رسخوا في المجتمع إن طاعة الأمير إثم، وإنك طبال ومنافق".

وأضاف "هما (في إشارة لجماعة الإخوان) كل غرضهم إنهم يحطوا الفرد المؤمن في حالة تمرد على قيادته ورئيسه وملكه، فلو قلنا إننا بنسمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبندين له بالطاعة، يقولوا دول منافقين وطبالين، أمال عايزين ندين لمين؟".

وتابع: "نحن ندين بالطاعة لولي أمرنا، شاء من شاء وأبى من أبى، هتقولوا منافق بقى مش منافق، لما تشوفونا بنسكت على منكر يقيني، ابقوا اتكلموا، لكن بصراحة مطلقة، إحنا شيوخ السلطان، وهكذا أمرنا الله، وهذا ما ورد في القرآن، واللي يقول غير كده يبقى شيطان".

وطالب الجندي كل الشيوخ بالخروج إلى الناس ليعلنوا أنهم شيوخ السلطان، مضيفاً: "بأطالب كل شيخ يطلع بفخر يقول إيوة أنا شيخ السلطان، الله ده أنت بتمدحني مش بتذمني، يا جماعة علموا الناس هذا المصطلح".

وبحسب قوله فإن المنتقدين لشيوخ السلطان، هم في الأساس محرومون من أن يكونوا أفراداً في هذه الأمة التي لها سلطان، متابعاً: "مش إحنا بنقول اللي ملوش كبير يشتري له كبير؟ فلما يبقى لنا كبير بأمر القدير ميبقاش علينا كتير".




"السيسي حول كل أيامنا إلى عيد"

ويوم 4 نيسان/أبريل، قال الجندي إن الرئيس السيسي أجبر العالم على احترامه ، منوهاً إلى أنه حوّل كل أيام المصريين إلى عيد، وفق قوله، مضيفاً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي "مطول راسنا ورافع أقدارنا أمام العالم كله".




ويذكر دعم خالد الجندي للسيسي بدعمه السابق للرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك في عهده، وقد كان من أكثر المعارضين لخروج مصريين ضده في العام 2011، إذ هاجم ثوار يناير معتبراً مبارك "زعيم كل المصريين"، لكن بعد نجاح الثورة خرج الجندي ليعتذر للمصريين عن دعمه لمبارك قائلاً إنه مع الثورة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image