عقب جدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي سببته سلسلة فيديوهات ظهر فيها المقاول والممثل المصري محمد علي، متهماً النظام والجيش المصري بعمليات فساد كاشفاً عن بناء قصور رئاسية باذخة وصلت تكلفتها لمليارات الجنيهات، خرج وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة يوم 15 أيلول/سبتمبر، ليعلن: "رجل فقير في دولة غنية قوية خير من رجل غني في دولة فقيرة ضعيفة”. هذا التصريح وجد فيه البعض تبريراً غير مباشر لإنفاق الدولة المصرية مليارات الجنيهات على بناء قصور وإقامة مشاريع ومدن جديدة في حين يزيد الفقر بين المصريين بمعدلات غير مسبوقة.
ويعتبر جمعة من أكثر الوزراء المصريين المؤيدين للنظام الحالي، ويتهمه مراقبون بأنه يستغل منابر المساجد التابعة للأوقاف للترويج لسياسات السيسي.
ويتساءل مصريون كثر عن جدوى مشاريع كثيرة تقوم بها مصر حالياً، كشف عن بعضها محمد علي، في حين أن عدد الفقراء في البلد الذي يصل عدد سكانه إلى نحو 100 مليون نسمة يقدر حالياً بنحو 32.5%.
وتنشئ مصر حالياً عاصمة إدارية جديدة، وتبني مساجد ضخمة ومدناً جديدة وجسوراً، لكنها في المقابل لا تبني مدارس وجامعات ومستشفيات، يقول نشطاء.
“بناء الدولة عملية شاقة"
ووفق ما نشرته وسائل إعلام محلية مقربة من النظام فإن الوزير جمعة قال إن "بناء الدولة وتقوية مؤسساتها مطلب شرعي ووطني وحياتي لجميع أبنائها، وبقدر إيمان كل منهم بحق الوطن وقوة انتمائه إليه وعطائه له واستعداده للتضحية في سبيله، تكون قوةُ الوطن، وبقدر اختلال هذا الانتماء أو ضعف ذلك العطاء والنكوص عن التضحية بالنفس أو بالمال في سبيل الوطن، يكون ضعف الدول أو سقوطها أو تمزقها".
وتابع جمعة في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر الإسلامى الدولي الثلاثين الذي تنظمه وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية تحت عنوان "فقه بناء الدولة"، أن "قوةَ الدولة قوةٌ لجميع أبنائها، قوةٌ للدين، وقوةٌ للوطن، وقوةٌ للأمة، وقد قالوا: رجل فقير في دولة غنية قوية خير من رجل غني في دولة فقيرة ضعيفة، لأن الأول له دولة تحمله وتحميه في الداخل والخارج، والآخر لا ظهر له".
وبحسب الوزير فإن "مسألة بناء الدول ليست أمراً سهلاً أو هيناً، إنما هي عملية شاقة شديدة التعقيد، تحتاج إلى خبرات تراكمية كبيرة، وإرادة صلبة، وعمل دؤوب، ورؤية ثاقبةٍ في مختلف المجالات والاتجاهات التي تعزز قوة الدولة وتحافظ على أمنها واستقرارها، مع القدرة على قراءة الواقع وفهم تحدياته وفك شفراته وحل طلاسمه، والتعامل معه على أسس علمية ومنطقية في ضوء تلكم الخبرات المتراكمة".
"رجل فقير في دولة غنية قوية خير من رجل غني في دولة فقيرة ضعيفة"، تصريح لوزير الأوقاف المصري اعتبره البعض تبريراً لإنفاق الدولة المصرية مليارات الجنيهات على بناء قصور وإقامة مشاريع ومدن جديدة في حين يزيد الفقر بين المصريين بمعدلات غير مسبوقة
بعد تصريح السيسي: “قصور رئاسية؟ آه أومال إيه؟ أنا عامل قصور رئاسية وح اعمل… هي ليا؟ أنا بعمل دولة جديدة”… وزير الأوقاف يقول: "رجل فقير في دولة غنية خير من رجل غني في دولة فقيرة”
وأكمل جمعة أنه "مع تأكيدنا أن الأمم والدول لا تبنى بغير العلم والعمل الجاد والجهد والعرق، فالأمم التي لا تنتج مقوماتها الأساسية، وتكون عالة على غيرها لا تملك كلمتها ولا استقلال قرارها".
تأتي تصريحات وزير الأوقاف بعد أيام قليلة، من الأزمة التي سببتها سلسلة فيديوهات محمد علي التي اتهم فيها الجيش المصري، ممثلاً في هيئته الهندسية، بإهدار المال العام عبر تشييد فنادق وقصور ومشروعات "باهظة التكاليف" في حين أنها "لا تعود على المواطن العادي بأي فائدة" على حد قوله.
آه أومال إيه؟ أنا عامل قصور رئاسية
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أكد في 14 أيلول/ سبتمبر أنه بالفعل يبني قصوراً رئاسية وقال “قصور رئاسية؟ آه أومال إيه؟ أنا عامل قصور رئاسية وح اعمل… هي ليا؟ أنا بعمل دولة جديدة”. وجاء هذا التصريح كما لو كان يرد بشكل غير مباشر على ما قاله المقاول علي.
وعلي (45 عاماً) هو المالك لشركة أملاك مصر العالمية للتنمية والاستثمار، التي تولت تنفيذ مشروعات لعدد من الوزارات المصرية لنحو 15 عاماً، كما عمل ممثلاً في عدد قليل من المسلسلات التلفزيونية والأفلام.
وفي تموز/يوليو، أعلنت مصر رسمياً أن نسبة الفقر بين المصريين ارتفعت إلى 32.5%، بحسب ما جاء في بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك 2017- 2018. فيما يعاني 6.2% من السكان في مصر من الفقر المدقع.
واشتد الضغط الاقتصادي على الكثير من المصريين منذ أن نفذت السلطات إصلاحات وفرضت إجراءات تقشف كان من بينها خفض قيمة العملة المحلية أواخر عام 2016، وهو ما أدى إلى صعوبات اقتصادية عديدة منها ارتفاع أسعار الغذاء.
وكان تحقيق لرصيف22 نشر في آذار/مارس الماضي، قد أظهر أنه حتى الفول الذي كان يعد أرخص الأطعمة المصرية وملاذ الأسر محدودة الدخل، ما عادت عربات بيعه ترحب بالفقراء بسبب غلاء سعر طبق الفول على نحو غير مسبوق.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون