نشطت مجموعة من السعوديات عبر تويتر للمطالبة بالكشف عن مصير الشابة سارة فراج القحطاني عبر وسم #المغدورة_سارة_فراج_القحطاني. وبرغم عدم صدور أي بيان رسمي عن السلطات الأمنية السعودية أو قبيلتها بشأن ما جرى للفتاة العشرينية، استمرت آلاف التغريدات، حتى موعد نشر هذا التقرير، في التأكيد أن فتاة سعودية تدعى سارة فراج القحطاني قتلت بوحشية على يد شقيقها بدون سبب، في حادثة تتقاطع في حال تأكدها مع الجريمة البشعة التي تعرضت لها الفلسطينية العشرينية إسراء غريب قبل أيام وكشفت النيابة العامة عن حقيقتها قبل يومين فقط بعد أن حاولت أسرتها طمر القصة.
بدأ تداول قصة سارة قبل ثلاثة أيام تحديداً، وتعددت الروايات المتصلة بملابسات وفاتها، لكنها اجتمعت على اتهام الأخ بارتكاب الجريمة. في إحدى الروايات، ورد على لسان ابنة عم القحطاني أن أخا سارة قتلها من دون سبب وهي تصلي قبل 5 أيام (في 10 أيلول/سبتمبر الجاري) بـ4 رصاصات، اثنتان بالرأس وأخريان بالصدر، متحدثة عن تكتم الأسرة على سبب الوفاة والتنازل عن الحق الخاص لمساعدة الابن على الإفلات من العقوبة وخشيةً على سمعة القبيلة بحسب الرواية.
وقيل في رواية ثانية إن أخا المغدورة التي لم تتجاوز الـ28 عاماً سدد إليها طعنات متلاحقة بالصدر بعد تسلمها فستاناً كانت ستحضر به زفاف شقيقتها، وإن جثمانها ترك في المشرحة 4 أيام ولم يتم تلقي العزاء بها مباشرة.
كذلك رُوج أن أخاها زج به في السجن وأن الأسرة تنازلت عن الحق الخاص لتخفف العقوبة عنه بعد ادعاء الندم وسط خوف الجيران والمعارف من فضح الجريمة، على حد قول بعض النشطاء.
وزعم أيضاً أن أخا الضحية "محمد" قتلها "ذبحاً" وأن الأب تنازل عن الحق لتصبح أقصى عقوبة محتملة على القاتل 5 سنوات.
وأشار آخرون إلى أن أخا الضحية لم يكن بحالة طبيعية (مريض نفسي)، محملين الأهل المسؤولية عن جريمته لتركه من دون رقابة مع وجود أسلحة في المنزل.
إسراء غريب ثانية؟
ولاحظت ناشطات أوجه التشابه بين ما حدث لسارة وما جرى لإسراء غريب التي قتلها شقيقاها وزوج أختها في الشهر الماضي وزعمت أسرتها أنها سقطت من مكان عالٍ وفي رواية أخرى أن جناً مسها.
ومن أوجه التشابه، اتصاف الفتاتين بالأخلاق الحسنة وحب الأهل وطاعتهم، ومقابلة ذلك بالغدر وإزهاق الروح "دون وجه حق أو سبب يذكر". بالإضافة إلى تكتم الأسرة وخشية الأهل والمحيطين من قول الحقيقة دعماً لمن نفذ الجريمة ومساعدةً له في الإفلات من العقاب.
وشددت مغردات على ضرورة عقاب قاتل الفتاة، فضلاً عن "عدم الاعتداد بتنازل الأسرة التي ربت قاتلاً لأخته وعدم السماح بتواطئها وتكتمها واستمرار استرخاصها دماء بناتها"، متعجبات من أن تكون الأسرة "هي القاتلة وصاحبة الحق في التنازل عن الدم في الوقت نفسه".
وأبدت ناشطات على تويتر تعجبهن من أن تتعرض فتيات مثل إسراء وسارة للقتل داخل نطاق الأسرة، وهما، كما يبدو من حسابيهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متدينتان ومندمجتان مع نسيجهما الاجتماعي وغير صداميتين.
ما هي قصة السعودية سارة فراج القحطاني التي قيل إن أخاها قتلها؟ وما مدى دقة وصفها بأنها "إسراء غريب ثانية"؟
على الرغم من عدم صدور أي بيان رسمي عن السلطات السعودية لتأكيد حقيقة ما جرى لسارة فراج القحطاني، نكتب عنها على أمل أن يسهم ذلك في الكشف ولو عن جزء من الحقيقة، لئلا نجد إسراء غريب ثانية وثالثة وعاشرة مستقبلاً
عن حبها لعائلتها وأخيها
ويتضح من الحساب المشار إليه أنه خاص بالضحية القحطاني، ولا توجد عليه سوى الأدعية الدينية والنصائح الحياتية. وكان آخر نشاط له في 2 أيلول/سبتمبر الجاري.
العديد من المغردين تداولوا تغريدات سابقة للفتاة المغدورة تعبر فيها عن حبها الكبير لعائلتها، وكانت قد كتبت في إحداها، بتاريخ 17 أيار/مايو عام 2018، "عائلتي هي الحب الأبدي، يا رب لا تريني يوماً من دونهم. اللهم احفظ ضحكة أمي ومبسم أخوتي وإخواني".
وتداول آخرون تغريدة ثانية تعود إلى 15 كانون الأول/ديسمبر عام 2013، وهي "أخي إن قست الدنيا عليك يوماً، تأكد أننا نريد أن تكون ذلك الشخص الذي يفخر به وذلك الذي يفخر به والداه".
محاولات تكذيب مردود عليها
وكما حدث عند ترويج قصة إسراء، سعى البعض إلى تكذيب ما راج عن قتل فتاة على يد شقيقها، معتبراً أنه "حديث نسويات"، وشكك آخرون في اكتشاف جريمة القتل من قبل المغسلين أو الأطباء. في حين عمد قسم ممن عرفوا بالخبر إلى التهوين من شأن الجريمة، إن صحت، بالقول إنها "شأن عائلي".
غير أن ناشطات تداولن بيان وفاة يحمل الاسم المشار إليه عبر موقع للحكومة السعودية، أفاد بأن الوفاة حدثت في 10 أيلول/سبتمبر الجاري، في مدينة الملك سعود ودفنت الفتاة بمقبرة في شمال الرياض، مع توضيح أن المبلِّغ عن الوفاة هو شقيقها "عبد الرحمن".
وذكرت الناشطات بجرائم قتل في إطار العائلة لفتيات سعوديات أخريات رداً على محاولات التشكيك في صدق الواقعة.
لماذا ينبغي أن نتحدث عن سارة؟
وعلى الرغم من عدم التحقق من أي مصدر رسمي بشأن سبب الوفاة الحقيقي للفتاة السعودية، فإن الكتابة عن القصة والتغريد حولها أمران مهمان لأنهما قد يسهمان ولو بقدر ضئيل في إماطة اللثام عن الحقيقة.
وهنا تشابه آخر مع قصة إسراء غريب، ففي البداية كُذّبت القصة، ثم تأكدت الوفاة وتبيّنت صحة أقوال صديقة إسراء التي اتهمت الأهل بقتلها. بعد ذلك خرجت الأسرة بروايات عدة لتبرئة المتهمين، قبل أن تعلن النيابة العامة الفلسطينية في 12 أيلول/سبتمبر أن “المغدورة" ضربت حتى الموت و"قتلت في جريمة بشعة".
لكن لسائل أن يسأل: لماذا لم تخرج السلطات السعودية لتوضيح ما حدث للفتاة؟ أو التعليق على صدق الرواية المتداولة من عدمه؟ ألم يكن من اليسير تكذيب القصة إذا كانت الجريمة لم تقع فعلاً؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...