بعد شهور من التكهنات، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي السابق علي باباجان خلال مقابلة صحافية نشرت في 10 أيلول/سبتمبر أنه بصدد التأسيس لحزب سياسي نهاية العام الجاري لمنافسة حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكان باباجان قد استقال من حزب العدالة والتنمية في تموز/يوليو الماضي، متحدثاً عن "خلافات عميقة"، على الرغم من كونه أحد الأعضاء المؤسسين للحزب، وقد عمل وزيراً للاقتصاد والخارجية خلال سنواته الأولى في السلطة قبل أن يصبح نائباً لرئيس الوزراء بين عامي 2009 و 2015.
وقبل فترة طويلة، تسربت العديد من التكهنات والشائعات حول اعتزام باباجان، بالتعاون مع رئيس حزب العدالة والتنمية السابق عبد الله غول، تأسيس حزب منافس لحزب أردوغان الحاكم. لكن الهزيمة الموجعة التي مني بها الحزب في انتخابات بلدية إسطنبول في حزيران/يونيو الماضي سرعت هذه الجهود، بحسب وكالة رويترز.
إعلان أول
وفي أول تصريحاته الصحافية منذ استقالته من الحزب، أوضح باباجان لصحيفة كرار التركية أن الحزب الحاكم قد ابتعد عن مبادئه التأسيسية وأنه، أي باباجان، لا يزال يعمل من أجل إيجاد أفراد مشابهين له في التفكير لتشكيل فريق لقيادة الحزب الجديد، مشيراً إلى أن غول "داعم لكن اسمه غير مدرج رسمياً".
وأضاف للصحيفة: "هذا سيستغرق بعض الوقت. نريد تشكيل الحزب قبل (بداية) عام 2020. الجودة مهمة للغاية هنا".
وتحدث السياسي التركي خلال المقابلة عن المخاوف المتزايدة بشأن الحياد القضائي وخطورة عدم نزاهة تلك المؤسسة وعن الركود الذي أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، وعن نفاد صبر الأتراك بشأن استضافة 3.6 لاجئ سوري، معتبراً أن هذه الأمور كلها قلصت قاعدة ناخبي أردوغان وتسببت بخسارة الانتخابات البلدية الأخيرة.
وأشار باباجان إلى أن الاقتصاد التركي بحاجة إلى الخروج من دوامته الحالية، ومعالجة السيولة الوفيرة في الأسواق العالمية، لخفض "المخاطر" بشكل عاجل، لافتاً إلى أن تآكل القضاء وبعض السياسات الخارجية تسببا بشكل جزئي في حدوث المشكلات الاقتصادية.
نائب رئيس الوزراء التركي السابق علي باباجان، حليف أردوغان السابق، يعلن أنه بصدد التأسيس لحزب منافس للعدالة والتنمية قبل نهاية العام
غياب الحريات والقيم
وتابع: "قيم مثل حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية الشعبية وسيادة القانون هي القيم التي ندافع عنها ونؤمن بها دائماً. هذه المبادئ ليست تفضيلاً سياسياً مرحلياً لنا"، مبيناً أن حزب العدالة والتنمية التزمها في الماضي.
ثم أردف: "بعد كل هذه الإنجازات، فإن الوضع الذي تعيش فيه تركيا حالياً يحزننا حقاً. السبب الكامن وراء هذا الوضع هو الابتعاد عن ممارسة هذه القيم والمبادئ".
وختم مقابلته بالتأكيد أن الحكومة ينبغي أن تكون على المسافة نفسها مع كل المواطنين من خلال توفير العدالة وتكافؤ الفرص، مستطرداً "العدالة هي سبب وجود الحكومات". ومن المقرر إجراء الانتخابات المقبلة عام 2023.
وتلفت رويترز إلى أنها سبق أن أكدت، في حزيران/يونيو الماضي، أن باباجان وغول سوف يطلقان حزباً سياسياً العام الجاري عقب خسارة حزب العدالة والتنمية الانتخابات في إسطنبول، هذه الخسارة التي مثلت أسوأ هزيمة في حياة أردوغان السياسية.
انتقادات متصاعدة لحزب أردوغان
وفيما رفض أردوغان، حتى الآن، التقارير التي تتحدث عن إنشاء الحزب الجديد، محذراً أعضاء "العدالة والتنمية" من أن أولئك الذين "ينزلون من هذا القطار لن يُسمح لهم بالعودة مرة أخرى"، تتصاعد الانتقادات الموجهة إلى حزبه وسياساته منذ الانتخابات البلدية.
ومن المنتقدين، رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، الذي ترك منصبه عام 2016 بعد خلاف مع أردوغان.
وفي نيسان/أبريل الماضي، انتقد أوغلو أردوغان والإدارة الاقتصادية للحزب الحاكم علناً للمرة الأولى.
ومطلع الشهر الجاري، بدأ حزب العدالة والتنمية إجراءات فصله من الحزب، فضلاً عن 3 مشرعين آخرين (لم تعلن أسماؤهم) بالتزامن مع شائعات الإعداد لحزب جديد منافس، وفق ما أكده مسؤول كبير (لم يكشف عن هويته) لرويترز.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...