مع انطلاق حملته الانتخابية، أعلن المرشح الرئاسي ووزير الدفاع التونسي المستقيل عبد الكريم الزبيدي، مساء 3 أيلول/سبتمبر، عن محاولة بعض نواب البرلمان التونسي "الانقلاب على شرعية" الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي خلال فترة مرضه الحرجة أثناء ما يعرف بـ"الخميس الأسود” في يونيو الماضي، مشيراً إلى أن الجيش كان مستعداً للتصدي للانقلاب وإلى أنه أصدر أوامر "كانت كفيلة" بمنع حدوثه.
وخلال مقابلة تلفزيونية على قناة "حنبعل" التونسية الخاصة، قال الزبيدي إن الجيش كان على وشك التدخل في "الخميس الأسود" لمنع البرلمان التونسي من الانعقاد إذا نجح بعض البرلمانيين في ما وصفه بـ"الانقلاب على الشرعية".
وأطلق على يوم 27 حزيران/يونيو الماضي في تونس "الخميس الأسود"، إذ شهد وقوع تفجيرين انتحاريين هزا قلب العاصمة تونس، بالتزامن مع نقل الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي إلى المشفى في حالة حرجة وسط شائعات بوفاته.
استعدادات وإجراءات للتصدي
وأوضح الزبيدي أنه جرى الاتصال به من قبل رئاسة الجمهورية والبرلمان في ذلك اليوم، مع تنبيه بأن شيئاً ما "يُحبَك في الخفاء" للانقلاب على الرئيس السبسي، مؤكداً أنه وضع "الوحدات العسكرية في حالة تأهب قصوى في مختلف ولايات الجمهورية للتدخل وقت الحاجة".
وأشار الزبيدي إلى أنه أعطى تعليماته بتطويق المستشفى العسكري حيث خضع الرئيس السبسي للعلاج، ومواقع حساسة أخرى في مختلف مناطق البلاد، ولفت إلى اعتزامه غلق مقر البرلمان في ذلك اليوم لوقف محاولات بعض النواب "الانقلاب على الشرعية" ومن أجل "حماية الدستور والبلاد"، على حد وصفه.
وأضاف: "أعلمت رئاسة الحكومة أنه إذا حصل انقلاب على الشرعية فسيتم منع أعضاء مجلس نواب الشعب من الاجتماع ووافق رئيس الحكومة وقال ‘إن شاء الله ما نوصولوش (لا نصل) لهذا‘. اكتفيت بوضع دبابتين في مدخلي المجلس لمنع ذلك".
نفي سابق "قاطع"
المثير أن الزبيدي سبق أن نفى في أكثر من تصريح صحافي محاولة انقلاب على السبسي، معتبراً أن الحديث عنها "من صنيعة أشخاص يريدون الاصطياد في المياه العكرة".
وشدد على أن زعم محاولة الانقلاب "أشبه بأساطير الأولين التي لا أساس لها"، معتبراً أن مثل هذه الشائعات "لا يخدم الاستقرار في تونس ولا يساعد على إنجاح الموسم السياحي".
بعدما نفاها ووصفها بـ"أساطير الأولين"، الزبيدي وزير الدفاع التونسي المستقيل والمرشح الرئاسي يعلن عن منعه محاولة انقلاب على الرئيس الراحل السبسي خلال مرضه... هل هي حقيقة أم مناورة انتخابية؟
وتقدم الزبيدي رسمياً بملف للترشح للانتخابات الرئاسية التونسية في 7 آب/أغسطس الماضي، وقيل آنذاك إنه استقال. لكنه أوضح خلال استضافته في قناة "حنبعل" أنه أخذ إجازة فقط. وكان رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد قد رفض استقالته التي قدمها فور إعلان ترشحه للرئاسة ولم يعين خليفة له ما جعل الزبيدي في الوقت الحالي يقوم فقط بتيسير الأمور العالقة في الوزارة.
والزبيدي ليس رجلاً عسكرياً بل طبيب مدني، لكنه كان يقود وزارة الدفاع التي أشرفت على تنظيم مراسم دفن الرئيس الراحل السبسي، وهذا ما جلب له نوعاً من التعاطف والاهتمام في صفوف بعض التونسيين بفضل المراسم التي لم يسبق تنظيمها بتلك الطريقة في تاريخ البلاد.
ودعم حزب "نداء تونس" الذي أسسه السبسي ترشح الزبيدي ووصفه بأنه "يجمع خصال الكفاءة والتجربة والنزاهة والوفاء لنهج الزعيم الراحل الباجي قائد السبسي".
وكان مقرراً إجراء الانتخابات الرئاسية في تونس في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، غير أن وفاة الرئيس السبسي، في 25 تموز/يوليو الماضي، عجلت تقديم موعدها إلى 15 أيلول/سبتمبر الجاري.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...