شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"يحاربنا اليهود المتدينون"... نافذة على الديانة السامرية ومتحفها النابلسي في فلسطين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 3 سبتمبر 201905:58 م
Read in English:

The Samaritans: the Unaltered Religion of the People of Israel

رغم أن المسافة بين الحي السامري وقلب مدينة نابلس لا تتعدّى عشر دقائق، إلا أن أهالي المدينة لا يعرفون الكثير عن ساكنيه من الطائفة السامرية... ولكن زيارة الحي وقضاء يومٍ كاملٍ فيه، جعلني أقترب أكثر من تفاصيل حياتهم الممتدة بعاداتها وتقاليدها منذ أكثر من 3500 عاماً وحتى الآن.

فما إن وصلت إلى منطقة الطور في أعلى نقطة من جبل جرزيم، حتى لاحظت الاختلاف من حيث البناء واللافتات والكتابات التي تعلو المنازل باللغة العبرية القديمة، ولوحات تسجيل السيارات الصفراء (الإسرائيلية).

وجهتي كانت نحو "المتحف السامري"، والذي يقع في بداية الحي، وتأسس عام 1996 بمبادرةٍ من الكاهن حسني واصف توفيق السامري، وبتمويلٍ بسيطٍ من الرئيس الراحل ياسر عرفات، للتعريف بالدين والتاريخ السامري. والكاهن حسني واصف في رصيده دراسات وكتب عديدة عن الطائفة السامرية، ما يجعله المرجعية الأولى عن أحوال الطائفة والديانة السامرية، تاريخها، عاداتها وتقاليدها، ويتابع أدقَّ تفاصيل حياتها اليومية.

تأسس "المتحف السامري" في نابلس عام 1996 بمبادرةٍ من الكاهن حسني واصف، وبتمويلٍ بسيطٍ من الرئيس الراحل ياسر عرفات

ورغم المساحة الصغيرة للمتحف، إلّا أنه يضم تفاصيل حياةٍ كاملةٍ للسامريين، الطائفة الدينية الأصغر في العالم، وخلال جولة فيه يتمكن الزائر من التعرّف على السامري الإنسان والكهنوت والتاريخ السامري والحج والتوراة السامرية.

صادف وصولي انشغال الكاهن حسني مع ثلاث نساءٍ مسيحيات قادمات من رام الله، إحداهن مغتربة بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد أثار فضولها ما سمعته من صديقتها حول السامريين، ووضعت في جدول زيارتها لفلسطين زيارة المتحف والتعرّف عليه. خلال دردشتي معها قاطعنا أحد المستوطنين اليهود الذي جاء ليسأل عن تذاكر لدخول المتحف، كان المستوطن قادماً مع أكثر من عشرين طفلاً.

"المكان المقدس ليس القدس"

يقدّم الكاهن حسن واصف لكل زوّار المتحف، يهوداً ومسلمين ومسيحيين، نبذةً عن الديانة السامرية والتوراة القديمة وتاريخ الطائفة، وهو ما جعل المتديّنين اليهود يخوضون حملةً ضده، وما خفض نسبة الزوار اليهود لديه من 75% إلى الربع، حسب تصريحه لرصيف22.

أما عن السبب فقال: إنه يشرح للجميع، بالأدلة والبراهين أن توراة السامريين هي الأسفار الخمسة التي نزلت على موسى عليه السلام دون تحريف، وتابع: "نحن السلالة الحقيقة لبني إسرائيل، بينما اليهود الموجودون حالياً في إسرائيل وكل العالم، هم الذين انشقوا عن الدين، وغيّروا المكان المقدس من جرزيم المذكور بالتوراة 13 مرة، إلى القدس التي لم تأت التوراة على ذكرها".

كما وتحدث الكاهن حسني بكثير من العتب على الفلسطينيين، وأهالي مدينة نابلس خاصة، الذين ينعتونهم باليهود، فهذا الوصف يعتبره كما كل السامريين، "إهانة"، كونهم المتمسّكين بتعاليم ديانتهم منذ آلاف السنين وحتى الآن، بينما اليهودي، بالنسبة لهم وحسب تعبير الكاهن حسني، هو من انشقَّ عن الديانة السامرية وحرّف التوراة وأنكر قدسية جبل جرزيم.ويضيف: "تختلف هذه التوراة عن المتبعة لدى اليهود بـ 7000 اختلاف من حرفٍ، وكلمةٍ، وجملةٍ، إلى فصلٍ كامل".

التخلّي عن عادةٍ دينية لعدم إثارة النعرات

في حديثنا عن الطقوس الدينية للسامريين، سألته إن كانت لديهم الطقوس الدينية بتطويل الشعر والسوالف؟ ابتسم طويلاً وأجاب: "الكاهن ممنوع أن يقص شعره ولكن الآن لا أحد يطيله والسبب أنا".

كان ذلك عام 1951، عند التحاق حسني واصف بالصف الأول بالمدرسة الخالدية بمدينة نابلس، منذ اليوم الأول تعرض لتنمّر زملائه بسبب شعره الطويل، وبعد أيام، طلب مدير المدرسة من والده قصّ شعره أو ألا يرسله للمدرسة، ومنذ ذلك الحين أصبح الجميع يحلق شعره.

التخلي عن إحدى العادات الدينية مقابل عدم إثارة أي "نعرات أو مشاكل" مع المحيط الذي يعيش فيه السامري يدلّ على علاقتهم التي بنيت على الاحترام، جسّدها الرئيس ياسر عرفات عند تأسيس السلطة الفلسطينية، حينما حملوا الجنسية الفلسطينية رغم حملهم الجنسية الإسرائيلية، إلى جانب الجنسية الأردنية، حيث خصص أيضاً آنذاك مقعداً للطائفة بالمجلس التشريعي.

خرج السامريون من مصر وسكنوا فلسطين وتحديداً نابلس وحولون، وعلى مرّ السنوات انتقلت عائلات منهم إلى سوريا وغزّة والأردن، ولكن منذ 200 عاماً وحتى الآن، السامريون موزعون ما بين 400 شخصاً في جبل جرزيم و420 شخصاً في حولون. وهذا بحسب سمير يوسف السامري، المتابع لسجل الأحوال المدنية السامرية والذي يرصد فيه عدد المواليد، الوفيات وحالات الزواج.

وبينما ترفض الطائفة التي تسكن في جبل جرزيم بالمطلق الخدمة بالجيش الإسرائيلي، يخدم أبناء الطائفة في مدينة حولون الإسرائيلية، ولكن في الخدمات الإدارية وليس العسكرية، والرجال منهم وليس النساء.

ويتعامل السامريون بحيادية مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم اعتقادهم المطلق بفلسطين، وأنهم فلسطينيون بالدرجة الأولى وأن اليهود غيّروا مكان الهيكل المقدس من جرزيم للقدس لأغراضٍ سياسية.

التعاليم الدينية السامرية

يحافظ السامري على تعاليم دينه وعاداته وتقاليده، فلا يكسر حرمة السبت أبداً، وتلتزم كل النسوة بالتكليف الديني فيما يتعلّق بالطهارة بشكلٍ قاطع، ويلتزم كل الرجال بالصلوات في الكنيس.

ويصلّي السامري مرتين في اليوم استقبالاً للنهار والليل، ويوم السبت والأعياد يصلي سبع صلوات، تبدأ في الفجر بما يعرف بـ"النوبة" حيث يجتمع أبناء العائلات من الرجال لقراءة جزءٍ من التوراة في ختامها، وصلاة السامري تشترط الوضوء وتغطية الرأس والركوع والسجود.

ويصوم السامري يوماً واحداً في السنة، قبل عيد العرش بخمسة أيام، ولكن هذا الصيام يمتد 24 ساعة كاملة، لا يعفى منه سوى الطفل الذي يرضع من والدته، فيما عدا ذلك على الجميع الصوم، حتى الأطفال من عمر يوم، تنفيذاً للآية التوراتية "كل نفس لا تعذب في ذلك اليوم موتاً تموت".

وفي الديانة السامرية، يحتفل السامريون بسبعة أعياد هي: عيد الفصح، الفطير، الحصاد، رأس السنة العبرية، الغفران، العرش وعيد فرحة التوراة. عيدان أساسيان هما الأهم، الأول هو عيد الفصح، أو "قربان الفصح" والذي يكون في الربع الأول من العام، وفيه الحج السامري إلى جبل جرزيم وتقديم الذبائح، ومن شروط الحجِّ السامري هو الصعود مشياً على الأقدام من الكنيس السامري الموجود في وسط الحيّ وحتى قمة الجبل المقدّس، برئاسة الكاهن الأكبر وإمام الطائفة والمصلين وقسم كبير من النساء والفتيات والأطفال.

أما ثاني أكبر الأعياد السامرية، فهو عيد العرش ويستمر لسبعة أيام. يقوم السامريون بتعليق العرش على سقوف منازلهم، يأكلون ويشربون وينامون تحته طوال أيام العيد.

ويتلقى أبناء الطائفة السامرية تعليمهم في المدارس الفلسطينية بشكلٍ عادي، ولكن لديهم مدارس أخرى مسائية يتعلمون خلالها اللغة العبرية القديمة، والعبادات الدينية للطائفة، يدخلها الطفل من عمر الخمس سنوات، يختم خلالها التوراة ويتعلم اللغة العبرية القديمة.

تحدث الكاهن حسني بعتب على الفلسطينيين، الذين ينعتونهم باليهود، فهذا الوصف يعتبره كما كل السامريين، "إهانة"، كونهم المتمسّكين بتعاليم ديانتهم منذ آلاف السنين، بينما اليهودي، حسب تعبيره، هو من انشقَّ عن الديانة السامرية وحرّف التوراة

يتعامل السامريون بحيادية مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم اعتقادهم المطلق بفلسطين، وأنهم فلسطينيون بالدرجة الأولى وأن اليهود غيّروا مكان الهيكل المقدس من جرزيم للقدس لأغراضٍ سياسية

"الإعلام شوّه صورة النساء السامريات"

تعمل ابنة الكاهن حسني، بدوية، صحافية ومراسلة لوكالة وفا الرسمية، كانت لسنوات حلقة وصل بين الصحافيين والطائفة لتنسيق اللقاءات الإعلامية. تقول بدوية والتي يفتخر والدها باسمها العربي الأصيل، إن هناك جهلاً كبيراً بطائفتها، وإن الإعلام صوّر نساء الطائفة بشكلٍ مشوه.

وتحدثت بدوية لرصيف22، التي رافقتنا طوال وقتنا بالحي السامري، بإسهاب عن النساء السامريات واللواتي يقع عليهن تكليفاً ديناً ثقيلاً.

فعندما تبلغ الفتاة يبدأ تكليفها دينياً، ففي يوم البلوغ تعلن العائلة لكل أبناء الطائفة، وتبدأ التبريكات ومنح الهدايا للفتاة تشجيعاً لها بأنها ستقوم بالواجب الديني المنصوص عليه بالتوراة.

يتلقى أبناء الطائفة السامرية تعليمهم في المدارس الفلسطينية، ولكن لديهم مدارس أخرى مسائية يتعلمون خلالها اللغة العبرية القديمة والعبادات الدينية

وإشهار فترة "الدورة الشهرية" عند النساء ليس فقط في المرة الأولى، فحسب الديانة السامرية هي خلال هذه الفترة، والتي تمتد إلى سبعة أيام، فهي غير طاهرة وعليها ألا تمس إنساناً أو جماداً أو طعاماً أو شراباً، سوى ما تأكله وتشربه وتلبسه وسريرها الذي تنام عليه، وحمامها الذي تستعمله.

الأمر ذاته حين تلد المرأة السامرية ما يُسمى بـ "فترة النفاس"، وتمتد الفترة لمن ترزق بمولود ذكر إلى 41 يوماً، بينما من ترزق بأنثى إلى 80 يوماً، خلالها أيضاً لا تقترب من أحد ولا تقوم بأي شيء سوى الاعتناء بنفسها وطفلها، وذلك بحسب الديانة السامرية وما تنصّ عليه التوراة وأحد التكاليف الدينية للنساء.

قاطعت حديث بدوية إحدى الزائرات التي كانت تستمع، وسألت: "أليس هذا احتقاراً للمرأة؟"، ردت بدوية: "بالنسبة لي هذه الفترة هي راحة ودلال، فالزوج خلال هذه الفترة يُجبَر على خدمة زوجته في أدق التفاصيل، وتتحرّر المرأة من كامل المسؤوليات البيتية والعائلية والزوجية".

وبعد انتهاء هذه الفترات على المرأة السامرية الاغتسال في مغطس مياه، حيث تحبس نفسها تحت المياه لثوانٍ وتخرج إلى الحياة من جديد، وتغسل ملابسها بنفس الطريقة.

تكسر بدوية حالة الاستغراب مما سمعناه بابتسامةٍ، وتقول: "من يسمع هذه التفاصيل لأول مرة ولربما لعاشر مرة يجدها صعبة، ولكن عندما يكبر الطفل في بيت سامري تصبح شيئاً عادياً، وحتى الابتعاد عن والدته خلال الدورة الشهرية، هي جزء من يومنا العادي".

تعدّد الزوجات ممنوع

وللزواج تقاليده الخاصة أيضاً عند السامريين، فهو "رباط مقدس" ويقوم على الإشهار بعد أن يعقدَ القرانَ الكاهنُ الأكبر أو من ينوب عنه، حيث يسلّم مهر العروس بصرّة قماش إلى والدتها للاحتفاظ به، وهذا المهر بالعادة حدّه الأقصى هو الدينار الأردني، أي دولار و41 سنتاً، وتابعت بدوية: "كان مهري أعلى لأنني ابنة كاهن ولكنه لم يتعد الدينار".

يُمنع عند السامريين الطلاق أو تعدد الزوجات إلا في حالات خاصة جداً، وعند الحديث عن تعدد الزوجات تقول بدوية: "لو كان التعدد متاحاً لدينا لن يكون ذلك ممكناً بسبب نقص عدد الفتيات".

وتبدأ الأفراح يوم السبت خلال صلاة الفجر "النوبة" والتي تقرأ من قبل كل الطائفة عند أهل العريس في بيت أهله، ثم المائدة التي يجتمع فيها رجال العائلتين، وبعد اجتماع الرجال تأتي النسوة بحفلٍ بسيط، وليل الأحد تجتمع العائلتان على عشاء أهل العريس.

وفي ليل الأحد تُعقد "المسكرة"، حيث يقوم والد العروس بقراءة سورة من التوراة لها علاقة بالزواج برفقة العريس، ثم يتلو تراتيل وبركات باللغة العبرية القديمة، وفي اليوم التالي تقوم العروس بحفلة الوداع للنساء فقط، والثلاثاء يكون يوم الزفاف.

السامريون لا يأكلون المنسف

ومن أكثر العادات التي يحتفظ بها السامريون هو عدم تناولهم الطعام من غير أبناء الطائفة، فليس في نابلس من لا يعرف المثل "مثل السمرا ما بتوكل عند حدا"، والسبب كما تقول بدوية أنه لديهم شروط "للذبيح"، وهي "الطهارة" حيث الوضوء وغطاء الرأس، ولا يجمعون روحين على نفس الطاولة، أي لا يؤكل اللبن مع اللحم، كاليهود المتدينين، فالسامريون لا يأكلون المنسف ولا يستعملون السمن في أكلهم بالمطلق.

ويطبخ السامريون يوم الخميس "الفاصولياء البيضاء" و"المحاشي" في بعض ليالي الأحد بعد السبت، وفي أيام السبت تؤكل السلطات المصنوعة باليد، باللبن أو الطحينة، ويمنع أكل الحلويات في عيد الفصح أبداً، بينما تقتصر حلويات عيد العرش على البقلاوة التي تصنع دون سمنة.


الخوف من الانقراض

ويعاني المجتمع السامري من قلة الإناث لصالح الذكور، وبحسب سجل الأحوال المدنية السامرية، يوسف السامر، فقال لرصيف22، بإن هذه المشكلة موجودة أكثر لدى الطائفة التي تسكن جبل جرزيم، ويقدّر عدد الإناث 7 في سن الزواج مقابل الذكور 20، وهو ما جعل الكهنة في الطائفة يجيزون الزواج من خارج الطائفة بشرط أن تقوم بالتكاليف الدينية للنساء السامريات، وفي السنوات الأخيرة كان الزواج من مسلمات ومسيحيات ويهوديات أيضاً.

ومع ذلك، لا يخشى الكاهن حسني من الانقراض، فحسب تعبيره قبل ثلاث آلاف سنة كان عددهم ثلاثة ملايين نسمة، وقبل 1400 عاماً كان عددهم مليون و200 ألف نسمة، وقد نقص العدد ليصل قبل عام إلى 146 والآن عددهم 820 نسمة وهو ما يشير إلى أن الأعداد تزيد ولا تنقص.

وأضاف الكاهن حسني قائلاً: "إن الكهنة يقومون بحملاتٍ لتوعية الفتيات لإنجاب "الكثير" إلا أن تأثرهن بالحياة العصرية جعلت متوسط الأبناء لدى العائلات لا يتعدى الطفلين".

السامرية لا تؤمن بالسحر

السامري في مدينة نابلس ومحيطها معروف أيضاً بتحضير الحجابات (السحر أو الأعمال باللغة الدراجة)، ولكن الكاهن حسني يرفض هذه المسميات، ويقول إن السامري لا يؤمن بالسحر وتحرّمه الديانة السامرية.

ولكنه قال إن السامري جدير بالفلك، ومن خلال حساب "الحق" الذي لا يتعلمه إلا عائلة الكهنة، حيث يستطيعون معرفة موعد تولد القمر للسنوات القادمة، ما يجعلهم قادرين على معرفة موعد رمضان والأعياد اليهودية والإسلامية على التقويم العبري القمري.

وبمعرفته "حساب الحق" ومعرفة اسم الأم واسم الشخص وأمه، وفي حال زواجه، اسم زوجته ووالدتها، يستطع الكاهن حسني وغيره من الكهنة معرفة معلومات يتنبأ بها لهذا الشخص.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image