أطلق الطفل الأمريكي مصطفى حامد (13 عاماً) نداء استغاثة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتدخل من أجل الإفراج عن والدته، التي تحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية، والتي اعتقلت في تموز/يوليو الماضي لدى وصولها إلى القاهرة بسبب توجيهها انتقادات للحكومة المصرية عبر فيسبوك.
وفي مقطع مصور بثته شبكة "سي أن أن" الأمريكية في 16 آب/أغسطس، ظهر حامد وهو يبكي ويقول: "رجاءً، سيد ترامب، ساعد أمريكا وساعدني أنا وأمي. أنا وأمي مواطنان أمريكيان".
وأضاف: "أمي مدرّسة فنون ومترجمة وهي تربيني بمفردها لأنها أم عزباء. لقد وعدتني أن تعود يوماً ما".
وأوضح الفتى أن خاله اعتقل أيضاً حين ذهب معه لزيارة والدته بعد مرور 10 أيام على احتجازها، وهذا ما جعل سائر أفراد العائلة يتخوفون من الذهاب إلى زيارتها.
"سياسة إسكات المنتقدين"
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد أكدت، في 8 آب/أغسطس، أن السلطات المصرية احتجزت المواطنة الأمريكية ريم دسوقي (46 عاماً)، من بنسلفانيا، ونجلها حامد لدى وصولهما إلى مطار القاهرة في 7 تموز/يوليو الماضي، وصادرت هاتفيهما واستجوبتهما لساعاتٍ قبل أن تفرج عن الطفل وتسلمه لخاله بعد يوم من التحقيق وتبقي دسوقي قيد الاحتجاز بتهمة "انتقاد الحكومة المصرية عبر فيسبوك".
ونقلت الصحيفة آنذاك، على لسان نشطاء حقوقيين، أن اعتقال دسوقي "خير دليل على انتهاج نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سياسة صارمة لإسكات أي منتقد، لاسيما عبر الإنترنت، بزعم أنه ‘يشوه صورة مصر‘".
وأوضحت أن السلطات المصرية اتهمت دسوقي بإدارة حسابات تهدف إلى تشويه النظام الحالي، لافتةً إلى أن متابعين للمعلمة يؤكدون أن أغلب منشوراتها تركز على الظروف الاجتماعية والاقتصادية في مصر.
اعتُقلت بسبب انتقاد النظام المصري على فيسبوك، واعتُقل شقيقها أثناء زيارتها… طفل يناشد ترامب بالتدخل للإفراج عن والدته المعتقلة في مصر
"تقويض مصر وتشويه صورتها"
من جهته، وصف محمد سلطان، الذي يقود مبادرة الحرية وهي جماعة حقوقية تركز على السجناء السياسيين في الشرق الأوسط ومقرها واشنطن، "اعتقال دسوقي علامة على مستويات القمع التي وصلت إليها مصر في عهد السيسي".
ولفت سلطان إلى أن دسوقي نقلت إلى مقر جهاز أمن الدولة في العاصمة المصرية القاهرة واستجوبت مرة أخرى هناك حول ميولها السياسية و"نشاطها" على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل إضافة اسمها إلى قضية من عام 2018، تتهم فيها وآخرين باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لـ"تقويض البلاد".
في الأثناء، أوضح المتحدث باسم السفارة الأمريكية في القاهرة مايكل هاركر لواشنطن بوست أن السفارة "على دراية بحالة السيدة دسوقي ونقدم الخدمات القنصلية لها في هذا الوقت"، من دون مزيد من التوضيح.
لكن أقارب دسوقي ومحاميها نفوا للصحيفة الأمريكية تماماً أن يكون أي مسؤول قنصلي أمريكي زارها في السجن منذ اعتقالها.
ووفق ما يؤكد الباحث في منظمة هيومن رايتس ووتش عمرو مجدي، فإن "هناك 18 أمريكياً في السجون المصرية، غير أن وزارة الخارجية الأمريكية تقول إن معظمهم محتجزون بتهم غير سياسية.
غير أن المنظمة تشير إلى أن ثلاثة على الأقل من الأمريكيين المحتجزين في مصر، بينهم دسوقي، "مسجونون بتهم ذات دوافع سياسية أو بناء على محاكمات معيبة مع غياب الإجراءات القانونية الواجبة".
الجدير بالذكر أن منظمة هيومان رايتس ووتش، و"مبادرة الحرية" طالبتا، في 9 آب/أغسطس الجاري، السلطات المصرية بإجراء تحقيق مستقل بشأن وضع معتقل مصري-أمريكي في سجن طرة، بعد محاولته الانتحار، مشددةً على تعرضه لـ"الاغتصاب والتعذيب" مراراً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...