دعت منظمة هيومان رايتس ووتش، و"مبادرة الحرية" المستقلة ومقرها الولايات المتحدة، في 9 آب/أغسطس، السلطات المصرية إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن وضع معتقل مصري-أمريكي في سجن طرة، بعد محاولته الانتحار نهاية تموز/يوليو الماضي.
وكانت السلطات المصرية قد احتجزت خالد حسن (42 عاماً)، وهو سائق سيارة أجرة يحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية، في 8 كانون الثاني/يناير عام 2018، واتهم بالتورط في أعمال عنف نفذتها جماعة تابعة لتنظيم داعش.
محاولة انتحار إثر منع الزيارة
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن حسن حاول الانتحار، ظهيرة 29 تموز/يوليو الماضي، بقطع شريان معصمه وتناول كميات كبيرة من حبوب ارتفاع ضغط الدم، وأن سلطات السجن نقلته إلى مستشفى استقبال سجن طرة بعدما عثر عليه السجناء فاقداً للوعي.
وأفادت عائلة حسن بأنه زار طبيباً نفسياً في اليوم الذي حاول فيه الانتحار وقُدم إليه الدواء، قبل إعادته إلى زنزانته، معربةً عن تخوفها من عدم تلقيه "رعاية طبية مناسبة".
ولفتت العائلة إلى أن محاولة الانتحار جرت بعد فترة وجيزة من عدم سماح مسؤولي السجن لشقيق حسن القادم من الولايات المتحدة بزيارته.
وأوضح أحد أفراد أسرته أن حسن "كان يأمل زيارة من ابنه (11 عاماً) خلال الأشهر المقبلة. لكن رفض زيارة شقيقه أعطاه انطباعاً بأنه لن يرى ابنه وبناته في الأيام الآتية".
وخلال أيلول/سبتمبر عام 2018، أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات عن بعد مع حسن، أكد خلالها أنه "تعرض في الأسابيع التي تلت اعتقاله لضرب مبرح على يد قوات الأمن، وصدمات كهربائية، بعضها على أعضائه التناسلية (الشرج والخصيتين)، واغتصاب شرجي في حادثين، على الأقل، مرة بعصا خشبية ومرة أخرى من رجل آخر".
وأضاف: "كانوا يجردوني من ملابسي أثناء الاعتداء، وعلقوني من ذراعيّ لأيام، متسببين بخلع كتفيّ".
كما اتهمت عائلته السلطات المصرية بـ"إخفائه قسرياً قرابة 4 أشهر". لأنه لم يظهر منذ اعتقاله إلا في 3 أيار/مايو عام 2018، أمام النيابة العسكرية، إذ زعمت السلطات المصرية أنها اعتقلته في اليوم السابق فقط.
ونشرت المنظمة اتهامات التعذيب والاغتصاب في تقرير خلال تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه، مطالبة السلطات المصرية بـ"فتح تحقيق فوري في ادعاءات التعذيب وانتداب طبيب شرعي مختص لفحص حسن وعرضه على قاض مدني وإطلاق سراحه إذا لم تثبت في حقه أي من الاتهامات".
"اغتصب مرتين على الأقل، وتعرض لصدمات كهربائية، بعضها على أعضائه التناسلية، ثم حاول الانتحار"... منظمتان حقوقيتان تطالبان مصر بتحقيق "مستقل" في حالة سائق مصري-أمريكي معتقل لديها
بحسب العائلة، حاول حسن الانتحار بعدما رفضت سلطات السجن السماح لشقيقه بزيارته، وهذا ما جعله يفقد الأمل في رؤية أطفاله... قصة معتقل تعرض للاغتصاب والتعذيب في مصر
عقاب وترهيب
وأنكرت السلطات المصرية هذه الاتهامات في بيان رسمي مطول صدر في الشهر نفسه، فنددت المنظمة الحقوقية الدولية لاحقاً بما ورد فيه.
وأبلغت عائلة حسن المنظمة أنه "تعرض لضغوط هائلة من عناصر ‘الأمن الوطني‘ المصري" في تلك الفترة، لافتة إلى أنهم أكدوا له أنه "لن يطلق سراحه من السجن أبداً".
وكان حسن أشار خلال مقابلاته (عن بعد) مع المنظمة إلى أن مسؤولين في السفارة الأمريكية داوموا على زيارته شهرياً، غير أن ذلك كان يتم في وجود عناصر الأمن الوطني.
وأوضح أن سلطات السجن منعت مسؤولي السفارة الأمريكية من منحه صوراً لأطفاله، وأن المدعين العسكريين الذين حققوا معه في المرة الأولى "تجاهلوا روايته عن التعذيب وأمروا بحبسه على ذمة القضية"، قبل أن يودع سجن طرة حيث شكا إلى الجهات المعنية "نقص الغذاء والرعاية الصحية به".
وضع "شائع" بالسجون المصرية
ويؤكد نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش مايكل بَيْج أن "هنالك مواطنين كثراً في جميع أنحاء مصر، من القاهرة إلى شمال سيناء، يعانون من كابوس السجن الذي يعيشه خالد حسن"، مشيراً إلى أن "السلطات المصرية نالت، ويا للأسف، سمعة بائسة نتيجة إساءة معاملة السجناء، بما في ذلك حرمانهم من ظروف آمنة وصحية".
ويتناقض هذا مع قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء (قواعد نيلسون مانديلا) والتي تنص على أن "تتولى الدولة مسؤولية توفير الرعاية الصحية للسجناء، إذ يجب أن يحصل السجناء على المستوى نفسه للرعاية المتاحة في المجتمع".
كذلك تقول منظمة العفو الدولية إن قرابة 130 محتجزاً في سجن "العقرب" الشديد الحراسة أضربوا عن الطعام منذ منتصف حزيران/يونيو بسبب منع عائلاتهم أو محاميهم من زيارتهم خلال 30 شهراً.
علماً أن المنع يخالف القانون المصري الذي يمنح الأفراد رهن الحبس الاحتياطي الحق في زيارات أسبوعية من دون قيود على أعداد الزوار.
وبحسب مركز النديم الحقوقي المحلي، تعد محاولة انتحار حسن الخامسة بين نزلاء سجن طرة خلال السنوات الأخيرة، والثانية خلال شهرين. علماً أن المركز أشار إلى حرمان حوالى 400 سجين على الأقل من حقهم في تلقي الزيارات، وبعضهم لم يُزر منذ عامين ونصف العام.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ 22 دقيقةحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...