للمرة الثانية خلال أسبوعين فحسب، نجحت جهود المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم في الوساطة للإفراج عن مواطن كندي كان محتجزاً في سوريا، بعد الإفراج عن مواطن أمريكي وتسليمه لأسرته.
وأعلن اللواء إبراهيم، في 9 آب/أغسطس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع السفيرة الكندية لدى بيروت إيمانويل لامورو، عن الإفراج عن المواطن الكندي كريستيان لي باكستر (44 عاماً) بعد نحو عام على احتجازه لدى السلطات السورية.
ولفت إبراهيم إلى أن "لقاء اليوم يعد تتويجاً لجهود تمت متابعتها مع سوريا فأدت إلى هذه النتيجة الإيجابية، وهذا اللقاء الإعلامي عُقد كي لا يبقى كل ما ننجزه سراً كالعادة".
"يصب في مصلحة لبنان"
وشدد إبراهيم خلال المؤتمر الصحافي على أنه "بعيداً عن أي حسابات، يصب هذا النجاح في مصلحة لبنان، لأنه يعيده إلى خريطة العالم بالمسعى الإنساني وحل القضايا".
وتوجهت السفيرة الكندية إلى بيروت بالشكر إلى إبراهيم معربةً عن سعادتها بعودة المواطن الكندي إلى عائلته.
وكان باكستر حضر أيضاً المؤتمر الصحافي و قال: "ظننت أنني سأظل هناك للأبد... لم أكن أعلم أن هناك أحداً يدري أنني على قيد الحياة" ثم بكى.
وتجاوباً مع أسئلة الصحافيين، أوضح إبراهيم أن "المواطن الكندي كان قد اعتقل قبل أكثر من عام في الأراضي السورية لمخالفته القوانين السورية، ووفق القانون السوري كانت تلك المخالفة جسيمة"، من دون توضيح طبيعة المخالفة.
كذلك أشار إلى أن "التدخل اللبناني جاء بناء على طلب رسمي من كندا" وأنه "أبلغ الرئيس (اللبناني ميشال) عون والرئيس (رئيس الحكومة سعد) الحريري أن المساعي توجت بالنجاح" في 8 آب/أغسطس.
الإفراج عن أمريكي سابقاً
وتقدم إبراهيم بالشكر إلى "سوريا التي تجاوبت مع مطلبنا بإطلاق المواطن الكندي كريستيان لي باكستر، بعد تجاوبها خلال الأسبوعين الماضين في إطلاق مواطن أمريكي أيضاً".
وقبل أسبوعين، تحديداً في 26 تموز/يوليو الماضي، كشف مسؤول أمني لبناني عن نجاح وساطة لبنانية في الإفراج عن أمريكي كان محتجزاً لدى السلطات السورية، لافتاً إلى أن جهود الوساطة قادها المدير العام للأمن العام اللبناني.
ولم يقدم المسؤول اللبناني أي تفاصيل عن هوية المفرج عنه أو أسباب احتجازه آنذاك، لكن تصريحه تزامن مع إعلان أمريكيين الإفراج عن نجلهما سام غودوين (30 عاماً) في سوريا، مشيرين إلى أنهما "مدينان للواء اللبناني عباس إبراهيم ولكل من ساعد في تأمين الإفراج" عن ابنهما.
للمرة الثانية خلال أسبوعين، تنجح جهود وساطة مدير الأمن العام اللبناني في الإفراج عن مواطن أجنبي كان محتجزاً في سوريا... ماذا عن اللبناني المختطف سمير كساب؟
بعد نجاح وساطة الإفراج عن أجنبي... المدير العام للأمن العام اللبناني يؤكد أن هذه الجهود للإفراج عن أجانب محتجزين في سوريا "تصب في مصلحة لبنان" و"تعيده إلى خريطة العالم"
لاحقاً، أشار إبراهيم في تصريح لقناة "الجديد" اللبنانية، إلى أن ما قام به في قضية الأمريكي غودوين هو "عملية استرجاع وليس تحريراً"، مبيناً أن تدخله جاء عقب تواصل "عائلته (غودوين) في الولايات المتحدة معي" مباشرةً.
وأردف: "الدليل على ذلك، أنه عندما أطلق سراح غودوين وسُلم للبنان كوسيط بين أهله والسلطات السورية، سلمته شخصياً في مكتبي الخاص".
وكانت الخارجية الأمريكية أكدت علمها بإطلاق سراح أمريكي كان محتجزاً في سوريا ورفضت التعليق "لاعتبارات الخصوصية". وتبين لاحقاً أن غودوين احتجز لدخوله البلاد من دون تأشيرة.
والعديد من المواطنين الغربيين محتجزون في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011، بعضهم لدى السلطات النظامية، وبعضهم الآخر لدى الفصائل والجماعات المتشددة مثل داعش.
وهناك عدد من المحتجزين والمفقودين الأمريكيين في سوريا، أبرزهم الصحافي أوستن تايس الذي اختفى منذ عام 2012. وأخيراً، قالت الولايات المتحدة إنها تعتقد أن تايس حي، كاشفةً عن طلبها المساعدة من روسيا الحليف الوثيق للنظام السوري الحالي لتأمين الإفراج عنه. لكن هذه الجهود لم تثمر.
ماذا عن سمير كساب؟
وتأتي نجاحات جهود وساطة إبراهيم لدى سوريا بعد أسابيع عدة من تمكنه من تأمين الإفراج عن رجل الأعمال اللبناني نزار زكا، في حزيران/يونيو الماضي، بعد احتجازه في إيران عام 2015 بتهمة التآمر على طهران.
وكان قد حكم على زكا، عام 2016، وهو اختصاصي في تكنولوجيا المعلومات ويحمل تصريح إقامة دائمة في الولايات المتحدة، بالسجن عشر سنوات، فضلاً عن تغريمه 4.2 مليون دولار نتيجة اتهامات نفاها تكراراً.
علماً أن المدير العام للأمن العام اللبناني سُئل خلال المؤتمر الصحافي عن مصير المصور الصحافي اللبناني سمير كساب الذي اختطف في مدينة حلب السورية عام 2013، وتضاربت الأنباء حول وفاته. كذلك سُئل عن المطرانين بولس يازجي (مطران أبرشية حلب للروم الأرثوذكس) ويوحنا إبراهيم (مطران حلب للسريان الأرثوذكس) اللذين اختطفا في ريف حلب أيضاً خلال عام 2013.
واكتفى إبراهيم بالقول إن "هذا الموضوع قيد التابعة ولا نستطيع الإفصاح عن أي معلومات لنتثبت من جميع المعطيات".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...