شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"منكوشة" ليست إهانة... فيديو ضد التنمر على صاحبات الشعر الكيرلي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 8 أغسطس 201905:57 م

نعم يُقال للبعض منّا إننا "منكوشات". أين التنمّر في وصف حالة الشعر؟ إنه شعر منكوش، ثائر، مجنون، نتفاءل به كلّما صحونا بنكشة أكبر.

في فيديو غايته تقبّل الشعر الكيرلي (المجعّد)، وإيقاف التنمر على صاحباته، أطلق مصوّر مصري يُدعى إسلام عزّت فيديو قصيراً، مستعيناً بأربع فتيات ليتحدثن عن التنمّر الذي يتعرّضن له بسبب شعرهنّ "الكيرلي"، فتقول إحداهنّ: "أنا مش رقّاصة. متحكمش (لا تحكم) عليّ من طريقة لبسي أو شكل شعري"، وتقول أخرى: "أنا مش زعّافة (مكنسة الغبار)"، وتؤكد ثالثة أنها "ليست منكوشة"، بل "من أعظم صنع الله وروعة خلقه".

وفيما اتُهم بالمبالغة والتعميم بنقله صورة اعتبرها البعض مخطئة لما تتعرض له الغالبية العظمى من الفتيات ذوات الشعر الكيرلي، أوضح عزّت لرصيف22 أنه قصد الفتيات في مصر بالتحديد، وقال: "نعم الغالبية العظمى هنا تتعرض للتنمر والإهانة بسبب شكل شعرهنّ"، ونقل عن الفتيات الأربع بعض العبارات التي توجه لهنّ، من بينها: "إيه يا زعافة، متلمّي شعرك" و"السحابة السوداء وصلت لحد هنا؟".

ولفت إلى أنه لم يكن مبالِغاً بضمّ عبارة "أنا مش رقّاصة"، قائلاً إن "الغالبية في المجتمعات العربية تربط ما بين الشعر الكيرلي والتحرر"، مؤكداً أن الفتيات ذوات الشعر الكيرلي يتعرضن للتحرّش أكثر من غيرهنّ.

ونفى أن يكون قد روّج لفكرة مخطئة هي ربط نوع الشعر بالمهنة، مثل الكيرلي والرقص، مؤكداً: "الكيرلي مربوط بالرقص ليس كمهنة بل من ناحية التحرر".

"أعترض على الفيديو لأنني لم أسمع يوماً بأنني أشبه الراقصات"... هل حقاً تتعرض الفتاة ذات الشعر الكيرلي لـ"التنمّر"؟
"أنا مش رقّاصة. متحكمش عليّ من شكل شعري"... مخرج فيديو التنمر على صاحبات الشعر الكيرلي يوضح ما قصده لرصيف22

كبار السنّ هم المتنمرون

"أعترض على الفيديو لأنني لم أسمع يوماً بأنني أشبه الراقصات"، هذا ما قالته كريستينا شربل (23 عاماً) لرصيف22 معربةً عن عدم اتفاقها مع التشبيهات التي ذكرتها الفتيات الأربع.

وأشارت شربل إلى أنه غالباً ما يقال إن الفتاة ذات الشعر الكيرلي أكثر تميزاً وجاذبية، وهذا ما يعني أن هناك خطأ ما في الفيديو الذي أظهر انكسار الفتيات. ولفتت من جهة أخرى إلى أن التنمر قد يكون موجوداً ولكنّ من قبل فئة واحدة فقط، هي كبار السنّ.

وقالت: "إنهما الستّ والجد"، متابعة: "كانت بس تشوف ستّي شعري الكيرلي، تقول روحي سشوريه، أو روحي ضبّيه، ما تخليه منكوش".

ولفتت إلى أن هذه العبارات تعود إلى عدم تقبّل كبار السنّ الاختلافات، وأن هناك معايير متعددة للجمال، لا المعيار الوحيد الذي يعرفونه. وذكرت كريستينا أن جدتّها تغيرت، لم تعد تنزعج من طبيعة شعرها، بل تسعدّ لـ"تركه على طبيعته".

بعيون "كل الناس" أحلى

كلام كريستينا تؤكده سهام مهداوي (78 عاماً) قائلةً لرصيف22 إن "الفتاة أحلى بعيون كل الناس بشعرها المرتّب الساحل (المملسّ)"، على حد تعبيرها، داعيةً الفتيات إلى الابتعاد عمّا وصفته بـ"الصرعات"، واعتماد مقاييس الجمال "المعتاد عليها".

وتغيرت مراراً مقاييس الجمال خلال الـ100 سنة الماضية، فقد رصد موقع CUT أبرزها في بلدان عدة، منها مصر وسوريا، ولكن الشعر الكيرلي كان ولا يزال حاضراً، كرمز للجمال.

ولم يعتبر الشعر المجعد "إهانة" أو تكويناً يقلل من جمال المرأة، بل على العكس، استخدمه فنانون عالميون لرسم الآلهة فينوس، المعروفة بآلهة الحب والجمال لدى الرومان، مثل الفنان الإيطالي ساندرو بوتيتشيلي في لوحته "The Birth of Venus" (مولد فينوس)، والفنان الإيطالي تيتسيانو فيتشيليو الملقّب بتيتيا في لوحته "Venus of Urbino" (فينوس أربينو).



صلوات كثيرة يتطلّبه شعري

في السياق ذاته، تقول عرين عمر (27 عاماً) لرصيف22 إن شعرها الكيرلي كوّن لها هوية وشخصية خاصتين، وإنها كلّما "سشورته" (ملّسته)، يُقال لها: "هذه ليست عرين".

ولا ترى هي أيضاً "تنمراً" تتعرض له "المنكوشات"، مشيرةً من جهة أخرى إلى أنها ترى "الشعر المملس أكثر رتابة في المناسبات"، لأن الشعر الكيرلي قد يخون صاحبته. فنظراً لما يسمى بـالـ"Bad Hair Day"، أي أنه قد يظهر الشعر بشكل سيىء في بعض الأيام من دون سبب معين، تقول إنها إما تصلّي لتتجنبه، أو تلجأ لطريقة أكثر ضمانة، وهي تمليس الشعر.

وقالت إنه ليس هناك شعر كيرلي يشبه الآخر، مشيرةً إلى أن اختلاف الثنيات وحدها تحكي الكثير عن شخصية صاحبتها التي كثيراً ما تلفت الأنظار بسبب كثافة شعرها.

وبحسب نظرتها إلى من حولها من فتيات ذوات شعر كيرلي، ترى أنهنّ يتقاسمن صفتين مشتركتين، هما القوّة والمرح.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image