شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"زفة عريس" و"سير عكسي"... تفاصيل مأسوية لحادث انفجار وسط العاصمة المصرية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 5 أغسطس 201901:55 م

أسفر انفجار هائل وقع وسط العاصمة المصرية، القاهرة، قبل بضع دقائق من منتصف ليل 4 آب/أغسطس، عن وفاة 19 قتيلاً و"كيس أشلاء"، فضلاً عن   30 مصاباً بينهم جرحى في حال حرجة.

وكانت أنباء عن وقوع انفجار لأنبوب أوكسجين داخل معهد الأورام (مركز قومي لعلاج السرطان) قد انتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي في البداية، غير أن جامعة القاهرة نفت ذلك، عبر مكتبها الإعلامي، مؤكدةً أن الانفجار حصل خارج المعهد.

"سير عكسي"

بعد ذلك، بينت وزارة الداخلية المصرية، عبر حسابها على فيسبوك، أن سبب الحادث "سير إحدى السيارات الملاكي (الخاصة) المسرعة عكس الاتجاه بطريق الخطأ بشارع كورنيش النيل أمام معهد الأورام، حيث اصطدمت بالمواجهة مع 3 سيارات، وهذا ما أدى إلى وقوع انفجار أسفر عن سقوط ضحايا".

وفجر 5 آب/أغسطس، أعلنت وزارة الصحة المصرية عبر حسابها على فيسبوك ارتفاع حصيلة الحادث إلى 19 قتيلاً و"كيس أشلاء" و30 مصاباً، بينهم 3 أو 4 حالات حرجة. واتجه عدد كبير من سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث.

وذكر مستشار وزيرة الصحة والسكان المصرية لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الوزارة خالد مجاهد أنه جرى "إنقاذ 54 حالة من معهد الأورام وتوزيعها على مستشفيات معهد ناصر ودار السلام هرمل".

وبالإضافة إلى الحالات الحرجة التي أودعت وحدة العناية المركزة بمستشفى معهد ناصر، "تنوعت بقية الإصابات بين كسور بسيطة ومتوسطة، وحالات حروق بدرجات مختلفة، وجروح في أماكن متفرقة بالجسم"، بحسب مجاهد.

وأشار المتحدث إلى "رفع درجة الاستعداد للحالة القصوى، باستدعاء الأساتذة والاستشاريين من جميع التخصصات، لا سيما الجراحات الدقيقة، مع التثبت من وجود أرصدة الدم كافية بمستشفى معهد ناصر".

كما أعلنت جامعة القاهرة حالة الطوارئ واستدعت طواقمها الطبية لرعاية مرضى معهد الأورام، الذين مثلوا العدد الأكبر من ضحايا الحادث، مع نقل جزء من المرضى من المبنى لدواعي الاطمئنان عليهم.

بحث عن مزيد من الضحايا

وأبلغ مصدر أمني من مديرية أمن القاهرة مواقع محلية أن "قوات الإنقاذ النهري بدأت عمليات بحث وتمشيط للمجرى المائي المقابل لمعهد الأورام الذي شهد محيطه الانفجار، بحثاً عن جثث في المياه".

وشرعت قوات الحماية المدنية المصرية، بالتنسيق مع لجنة هندسية، في معاينة مبنى معهد الأورام للتحقق من سلامته وعدم تأثير الحادث فيه.

وانتقلت فرق من النيابة العامة المصرية إلى موقع الحادث لمعاينته وبحث الأسباب التي أدت إليه، واستعانت بأطقم من الخبراء والفنيين، في حين انتقلت فرق أخرى لمعاينة الجثث وأخذ شهادات المصابين وشهود العيان.

ونقلت مواقع مصرية عن شهود عيان أن موكب "زفة عروسين" تضرر بالحادث، مشددين على أن "العروسين اللذين كانا يمران مصادفةً إثر وقوع الحادث تفحما تماماً وفشلت جهود إنقاذهما ومعهما طفل داخل السيارة".

عروسان وطفل ضمن ضحايا انفجار قوي في القاهرة إثر اصطدام سيارة تسير عكس الاتجاه بثلاث أخريات أمام مركز لعلاج مرضى السرطان، وهذا ما زاد على الحادث الفظيع مأسوية

"نزيف الأسفلت" مستمر في مصر… انفجار في القاهرة يخلف 19 قتيلاً، و"أشلاء"، و30 مصاباً بينهم 4 في حالة حرجة. خلال عام 2018، شهدت مصر8480 حادث سير تسبب بوفاة 3087 شخصاً وإصابة 11803

وأكدت مصادر رسمية لمواقع محلية أن المترددين إلى معهد الأورام وأقاربهم يشكلون النسبة الكبرى من ضحايا الحادث. ويتوافد الكثيرون من المصابين بالسرطان إلى المعهد من جميع محافظات البلاد بسبب مجانية العلاج فيه، وهذا ما يكشف عن جوانب أكثر مأسوية في الحادث.

"نزيف الأسفلت" مستمر

حوادث السير متكررة في مصر وتتسبب يومياً بوفيات، في ما يعرف إعلامياً بـ"نزيف الأسفلت". وبلغت حصيلة حوادث السير في أنحاء البلاد خلال عام 2018، 8480 تسببت بوفاة 3087، وإصابة 11803، فضلاً عن تلف 13441 مركبة.

وعد هذا "إنجازاً وتحسناً" مقارنة بـ 11098 حادثة خلال عام 2017 إذ انخفضت النسبة إلى 23.6 %.

وفي مسعى لوقف هذا النزيف، شدد قانون المرور المصري الحالي عقوبة مخالفة "السير عكس الاتجاه" التي تتسبب بالعدد الأكبر من هذه الحوادث، إذ اعتبرها من المخالفات التي لا يجوز فيها التصالح وفق المادة 76 مكرر من مواده. ويعاقب عليها بالحبس سنة وبغرامة لا تقل عن 3000 جنيه مصري (181 دولاراً أمريكياً)، قد تصل إلى 10 آلاف (605 دولارات أمريكية).

أما إذا نجم عنها إصابة أو وفاة، فتصل عقوبتها إلى 15 ألف جنيه (907 دولارات أمريكية) مع استرداد رخصة القيادة من السائق.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image