"العام الماضي اتفقت إسرائيل مع روسيا على إبعاد إيران عن المنطقة الحدودية بين سوريا وإسرائيل. لكن الطرف الروسي قال إننا اتفقنا على إبعاد إيران، لا وكلائها". هكذا بدأ عاموس هرئيل الصحافي البارز في "هآرتس" تحليله نفوذ حزب الله اللبناني في القرى الحدودية السورية مع الأراضي المحتلة.
رأى هرئيل أن الجبهة الإيرانية، التي تمتد من الخليج مروراً بالعراق وسوريا ولبنان، تختلف عن الجبهة المفتوحة في غزة. فالأولى تعد جبهة متحركة، وخلال شهر تموز/يوليو الماضي وحده تم تداول الانباء عن هجومين إسرائيليين في العراق، وثلاثة في سوريا، شهد أحدها مقتل "ناشط محلي. وجميع هذه الهجمات كانت موجهة بشكل مباشر ضد "الجهاز العسكري" الذي يبنيه حزب الله على الجانب السوري من الحدود.
ورأى هرئيل أن ما يجري تحت مسمى "الحملات بين الحروب" بين الطرفين يعيش حالة "زخم نسبي"، وإن كانت تلك الحملات تحدث بعيداً من التغطية الصحافية اليومية، إذ وصلت الأنباء عن ضرب أهداف عراقية إلى الصحافة الإسرائيلية بعد أكثر من أسبوعين من حدوثها. وعاد الفضل في ذلك إلى الإعلام العربي، الذي قال إن ثمة هجوماً على العراق نفذته طائرات إف 35 إسرائيلية.
الروس أبلغوا الإسرائيليين أن اتفاقهم كان تأمين المنطقة الحدودية السورية من الإيرانيين وليس من "وكلائهم"... "هآرتس" تقول إن حزب الله حوّل منطقة حدود سوريا مع الأراضي المحتلة إلى "قلاع محصنة
ويرى الكاتب الخبير في الشؤون الأمنية أن إيران تريد ترجمة نفوذها الإقليمي إلى تأسيس ممر بري حقيقي، يجاور شبكتها لتهريب السلاح، ويتكامل مع جهودها البرية والبحرية في "خط طهران- بغداد- دمشق- بيروت".
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن طهران تبذل جهوداً حثيثة لنشر صواريخ بعيدة المدى في غرب العراق بمساعدة ميليشيات شيعية بهدف تحييد الإمكانات الإسرائيلية القادرة على استهدافها.
وفي الحين نفسه، تؤكد العمليات العسكرية المنسوبة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قرى الجولان، بحسب الكاتب، مدى السخرية التي انطوى عليها التعهد الروسي بإبقاء النفوذ الإيراني بعيداً من إسرائيل.
وفي الوقت الذي يفاخر فيه أنصار رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"الإنجاز الدبلوماسي غير المسبوق"، عندما تحدث الروس العام الماضي عن تجريد منطقة بعمق يراوح بين 70 و 80 كيلومتراً على الحدود السورية الإسرائيلية، كانت المنظمة (حزب الله) تؤسس شبكتها على قدم وساق، وتحوّل القرى الحدودية إلى "قلاع محصنة"، على غرار تلك التي بنتها في الجنوب اللبناني.
وأشار هرئيل إلى أن رئيس العمليات في الجيش الإسرائيلي أهارون هاليوا قد زار موسكو منتصف تموز/يوليو الماضي للمشاركة في اجتماع عمل، تم وصفه بـ"الممتاز"، وقال إن الطرف الإسرائيلي قدم شكوى بشأن نفوذ حزب الله في المنطقة، ورد الطرف الروسي أن "الاتفاق كان يخص الإيرانيين لا عملاءهم".
واستنتج هرئيل من ذلك أن "الجانب الروسي وجد السلام مع العمليات الإسرائيلية المحدودة ضد إيران وحزب الله في سوريا، ما دامت لا تعرض استقرار نظام دمشق للخطر".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومينتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه