شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
هل يفرض ترامب واقعاً جديداً على

هل يفرض ترامب واقعاً جديداً على "حزب الله" في لبنان؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 14 فبراير 201702:43 م

يشغل اللقاء المتوقّع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء المقبل، العالم، خصوصاً وأنه سيقدّم صورة أوضح بشأن علاقات واشنطن الجديدة تجاه إسرائيل.

أمّا الموضوع الساخن الذي يضعه نتانياهو في أولوياته والذي سيناقشه مع ترامب، فهو وجود "حزب الله" في لبنان وتلقّيه الدعم المالي والعسكري الدائم من إيران، ممّا يهدّد أمن ووجود الدولة العبرية.

وكان المتوقّع أن يصبّ نتاينياهو جهوده لإقناع واشنطن بغض النظر عن مشاريع إسرائيل الاستيطانية الجديدة، إلا أنّ رئيس الوزراء لديه أولويات أخرى وهي الطلب من واشنطن بالقيام بكل ما يمكنه إضعاف التواصل بين "حزب الله" وإيران عبر فرض عقوبات بغاية القسوة تدفع إيران للتفكير مرتين قبل أن تزيد من مساعداتها للحزب اللبناني، وذلك وفق تصريحات وزير الإستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس.

ويصنّف الجناح العسكري لحزب الله، الذي هو حزب سياسي ومشارك أساسي في السلطة اللبنانية، كمجموعة إرهابية في الكثير من الدول الغربية.

وقال كاتس في مقابلة صحافية أجراها مؤخراً: "حزب الله يعيش من أموال وأسلحة إيران المتقدّمة". وستسعى إسرائيل في الزيارة هذه والزيارات المقبلة، أن تفتح صفحة جديدة مع واشنطن، بعد 8 سنوات من العلاقات غير المتينة نسبياً.

فعلى الرغم من استمرار إسرائيل في تلقّي المساعدات المالية والعسكرية بشكل طبيعي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إلا أنّ الدولتين الحليفتين تاريخياً، اختلفتا في السياسات المتعلّقة بدولتي إسرائيل وفلسطين، وما زاد من غضب إسرائيل هو الاتفاق النووي الذي أجراه أوباما مع إيران.

وفي حين تتعاطى الإدارة الأمريكية الجديدة بطريقة أكثر عدائية مع إيران، ترى إسرائيل في ذلك فرصة مهمّة لتجديد عدائها للجمهورية الإسلامية وحلفائها وأبرزهم "حزب الله"، ولحثّ الإدارة الأمريكية على تضييق الخناق عليهم.

فيما يفكّر ترامب حيال "حزب الله" في لبنان؟
الموضوع الساخن الذي يضعه نتانياهو في أولوياته خلال لقائه المرتقب مع ترامب: وجود "حزب الله" في لبنان

يذكر أنّ حزب الله وإسرائيل كانا في مواجهة مستمرّة أثناء الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان الذي انتهى في العام 2000، كما أنّهما خاضا حرباً مدمّرة استمرّت 34 يوماً في شهر يوليو من العام 2006، إذ تسبّب القصف الإسرائيلي بنزوح مليون لبناني. ولا ننسى اغتيال إسرائيل لقياديين عسكريين من الحزب في سوريا خلال محاربتهم إلى جانب النظام السوري.

منذ العام 2006، جهّز حزب الله منظومة صواريخ متطوّرة يمكنها أن تصل إلى غالبية أراضي دولة إسرائيل. ويقول كاتس في هذا الشأن: "لأنّ حجم الخطر أصبح اليوم أكبر، فإن الرد الإسرائيلي في الحرب المقبلة سيستهدف لبنان كله". ويضيف: "ولهذا، على جميع الفرقاء الدوليين أن يهتموا في إضعاف حزب الله".

وفيما يمكن أن تتفق كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على هذا الهدف المشترك، يوجد بالتأكيد عقبات كثيرة أمامهما لتحقيقه، أهمّها استمرار حكم بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا و"حزب الله" في الأحداث الدائرة في سوريا منذ العام 2011، والذي كانت هزيمته لو حصلت، كفيلة بقطع الوصال بين إيران ولبنان (حزب الله).

وستحثّ إسرائيل إدارة ترامب بفرض اتفاق ما في سوريا، يقصي إيران و"حزب الله" من المعادلة السورية، بحسب كاتس.

إلا أنّ التأثير الأمريكي على المجريات في سوريا ضعف كثيراً في الفترة الأخيرة بعد هزائم متتالية، في حين يتضاعف تأثير روسيا ويتوسّع. ويمكن لترامب أن يلعب أوراقه جيّداً في هذه المسألة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي عبّر ترامب عن إعجابه به سابقاً وأكّد إمكانية التعاون معه لهزم تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.

يقول كاتس إنّه وعلى الرغم من التقارب الروسي الحالي مع محور إيران و"حزب الله"، إلا أنّ "الروس يحتاجون لأمريكا في مناطق أخرى من العالم". وما يمكن أن يؤكّد هذه المعلومات، هو اتفاق كلّ من بوتين ونتانياهو على التقليل من مصادر النزاع في سوريا وإبقاء السلاح بعيداً عن أيدي "حزب الله".

ويبقى السؤال: هل سيقدّم ترامب لإسرائيل ما تريده ويسعى بجد إلى إضعاف إيران و"حزب الله"؟ أم أنه سيستمر بالتخفيف من اللهجة المؤيدة لإسرائيل ويكون أكثر حذراً في وعوده وتصرّفاته في الشرق الأوسط؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image