أعلن مسؤولون أمريكيون، أمس، أن لدى الولايات المتحدة معلومات استخبارية تؤكد مقتل حمزة بن لادن، نجل مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي، بحسب كثير من المراقبين، سيتقلد منصب الزعامة في التنظيم الجهادي.
وأكدت قناة "أن بي سي" الخبر نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين قالت إنهم اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم من دون أن يذكروا تفاصيل عن التوقيت الذي استهدف فيه حمزة أو عن المكان حيث قُتل، أو إذا ما كانت واشنطن لعبت دوراً في الاغتيال.
تسريبات ولا تعليق رسمياً
لكن صحيفة "نيويورك تايمز" قالت إن "حكومة الولايات المتحدة لعبت دوراً في العملية، ولم يتضح كيف"، نقلاً عن مسؤولين اثنين أكدا خبر الوفاة بشرط عدم الكشف عن هويتيهما "لأن الواقعة تضمنت عمليات حساسة وجمع معلومات مخابراتية".
أضافت الصحيفة "قال المسؤولان إن نجل بن لادن قتل في وقت ما خلال العامين الأولين من حكم ترامب. لقد قُتل قبل أن تعلن وزارة الخارجية مكافأة قدرها مليون دولار أمريكي للحصول على معلومات عن مكان وجوده في شباط/فبراير الماضي. لكن يبدو أن بعض وكالات الاستخبارات العالمية، ومنها الأمريكية، لم تؤكد وفاته في ذلك الوقت".
ورداً على أسئلة صحافيين بشأن خبر وفاة حمزة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرتين "لا أريد أن أعلّق على ذلك". ورفض مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أيضاً التعليق. كذلك أحجم البيت الأبيض عن إبداء أي رأي.
توقيت إعلان الخبر
واعتبرت "نيويورك تايمز" خبر وفاة حمزة "انتصاراً رمزياً للحكومة الأمريكية أكثر منه إزالة لتهديد"، مشيرةً إلى أنه على الرغم من أن "القاعدة لم تنفذ هجوماً واسع النطاق خلال السنوات الأخيرة، فإن(حمزة) كان يُعدّ لتولي التنظيم في نهاية المطاف، وقد بدا أن هذا سيحدث في المستقبل".
وكان خبير مكافحة الإرهاب وعضو مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق علي صوفان، أكد في مقال في أيلول/سبتمبر عام 2017 أن "حمزة يستعد للقيام بدور قيادي في التنظيم الذي أسسه والده(...) بينما يبدو أن ‘الخلافة‘ في تنظيم داعش على وشك الانهيار، بات حمزة الآن أفضل شخصية لإعادة توحيد الحركة الجهادية العالمية".
وبعد خبر الوفاة، نقلت "نيويورك تايمز" عن صوفان "ملاحظة تحذيرية" قال فيها: "من غير المعتاد ألا تعلن القاعدة مقتل زعيم لها وتحتفل به شهيداً. لكن إذا كان تقييم الحكومة الأمريكية دقيقاً، ‘فهذا يدمر بشكل كبير خطط القاعدة للانتقال إلى الجيل الثاني".
مثله مثل أبيه، الولايات المتحدة تخفي غالبية الظروف المحيطة بالاغتيال المفترض لحمزة بن لادن، نجل الزعيم الأول لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن
"نيويورك تايمز" تنقل عن مسؤولين خبر مقتل حمزة بن لادن من دون الكشف عن ملابسات العملية، وتتحدث عن لعب واشنطن في ظل حكم ترامب لدور أساسي فيها
"صوت القاعدة" الشاب
حمزة بن لادن هو الابن الخامس عشر من أبناء مؤسس القاعدة البالغ عددهم نحو عشرين، وهو أحد أبناء زوجته الثالثة. ويعتقد أنه ولد في التاسع من أيار/مايو 1989 في جدّة.
أعد منذ طفولته للسّير على خطى والده، ورافقه في أفغانستان قبل هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
وتشير تقارير إلى أن حمزة انفصل عن والده عشية اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر، ولم يره بعد ذلك، إذ انتقل إلى الحياة السرية وإن بقي على اتصال معه.
وعندما قتلت قوات أمريكية خاصة أسامة بن لادن عام 2011، كان هناك اعتقاد بأن حمزة كان قيد الإقامة الجبرية في إيران. وكشفت وثائق أن مؤسس القاعدة اختار ابنه حمزة ليخلفه على رأس التنظيم.
وفي بضعة تسجيلات صوتية ومرئية، دعا حمزة إلى استهداف الولايات المتحدة وحلفائها، والسعودية أيضاً.
وكان حمزة قد أشاد في تسجيل صوتي بثه التنظيم على الإنترنت، في آب/أغسطس عام 2015، "باستشهاد" والده وأخيه الأكبر خالد، داعياً الجهاديين في جميع أنحاء العالم إلى "الضرب من كابول إلى بغداد، ومن غزّة إلى واشنطن ولندن وباريس وتل أبيب".
وحمزة، الذي قدمه زعيم التنظيم الحالي أيمن الظواهري عام 2015 للعلن، يراه محللون "ممثل صوت الشباب في التنظيم، الذي يكافح قادته، وهم كبار في السن، لاستقطاب متشددين من أنحاء العالم بعدما وقعوا تحت تأثير تنظيم الدولة الإسلامية".
وفي العام 2017، صنفته وزارة الخارجية الأمريكية "إرهابياً عالمياً". كما أضافته لجنة الأمم المتحدة للعقوبات ضد تنظيمي داعش والقاعدة إلى لائحة الأشخاص الذين يخضعون لتجميد دولي لممتلكاتهم وحظر للسفر، معتبرةً إياه "خليفة محتمل" للظواهري.
ووصف البرنامج الأمريكي "المكافآت من أجل العدالة" حمزة بأنه "زعيم ناشئ للقاعدة، هدد بشن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها". ورصدت وزارة الخارجية الأمريكية، في شباط/فبراير الماضي، مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تسهم في العثور عليه أو الكشف عن مكانه.
وكانت السعودية قد أعلنت، في آذار/مارس الماضي، تجريد حمزة من جنسيتها، قائلة إن القرار "صدر بناءً على أمر ملكي تقرر في تشرين الثاني/نوفمبر 2018".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين