بموازاة الحديث عن اقتراب القضاء التام على تنظيم "داعش"، جاء إعلان الولايات المتحدة عن رصد مكافأة بقيمة مليون دولار لمن يُسهم في القبض على حمزة بن لادن ليُعيد تسليط الضوء على تنظيم "القاعدة" وعلى الإرث الذي تركه الزعيم السابق أسامة بن لادن خلفه. وصف برنامج "المكافآت من أجل العدالة"، الخاص بقضايا الإرهاب في وزارة الدفاع الأميركية، نجل بن لادن الأصغر بأنه "زعيم ناشط في القاعدة"، لافتاً إلى "تهديده بشن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها". في وقت أكدت الخارجية الأمريكية أنه بدأ "يبرز كزعيم جديد للتنظيم المُسلّح".
حمزة... "أحب الأبناء"
حمزة نجل بن لادن، من مواليد 1991، من ثالث زوجاته وتُدعى خيرية صابر، وهي أكاديمية سابقة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة. ويُعتقد بأن حمزة كان "أحب" الأبناء إلى والده، وهو متزوّج من ابنة محمد عطا، أحد منفذي هجمات 11 سبتمبر 2001. وكانت وثائق، قالت السلطات الأمريكيّة قبل أعوام قليلة إنها عثرت عليها في مقر إقامة بن لادن بعد قتله في باكستان عام 2011، أثبتت أن حمزة كان قيد الإقامة الجبرية في إيران، وأن والده كان يعدّه لخلافته، لذا تُلقبه الصحف الأمريكية عادةً بـ"وليّ عهد الجهاد"."يبرز كزعيم جديد للتنظيم المُسلّح"... مليون دولار لمن يكشف عن مكان اختباء حمزة بن لادن وسط مخاوف أمريكيّة من "صعود نجم القاعدة مجدداً"ومنذ مقتل أسامة بن لادن، يقود "القاعدة" نائبه أيمن الظواهري، لكن حمزة ظهر موجهاً عدة رسائل باسم التنظيم خلال السنوات القليلة الماضية، يعد فيها بمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين انتقاماً لوالده. وبعد تسجيلات مُصوّرة أظهرته وهو يتدرّب على القتال، بثّ التنظيم تسجيلين صوتيين لحمزة عامي 2015 و2016، دعا خلالهما أتباعه في كابول وبغداد وغزة إلى الجهاد ضد واشنطن ولندن وباريس وتل أبيب. حينذاك، وصفته شبكة "سي أن أن" الأمريكية بأنه "يحمل الاسم والرسالة التي تحتاجها القاعدة لتجديد ثقلها"، كما أكد محللون ووسائل إعلام أمريكية عدة أنه "يمتلك الكاريزما التي كان يتمتع بها والده". وفي يناير 2017، صنّفته الولايات المتحدة بصفة رسمية على أنه "إرهابي دولي"، بعدما كانت قد وصفته عام 2015 بأنه "عضو في التنظيم وأنه خليفة محتمل لوالده". واختلفت الترجيحات حول مكان وجود حمزة بين من قال إنه قد يكون مختبئاً في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان، ومن يعتقد أنه ربما استطاع الهرب إلى إيران أو أي مكان آخر جنوب آسيا الوسطى. كما يوجد ترجيحات أخرى بأنه موجود في سوريا.
لماذا تُلاحقه واشنطن؟
رغم تصاعد خطر تنظيم "داعش" خلال السنوات القليلة الماضية، لا يزال المجتمع الدولي ينظر إلى "القاعدة" باعتبارها شبكة إرهاب عالمية أقوى منه في عدد من الأماكن مثل الصومال واليمن، وفي مناطق عدة في الساحل الأفريقي. و في أغسطس الماضي، حذّرت لجنة الخبراء في الأمم المتحدة، في تقرير أعدته لمجلس الأمن الدولي، من أن "الخطر الكبير القادم على المنطقة قد يأتي مجدداً من تنظيم القاعدة". وبينما لفت التقرير إلى وجود "أدلة قليلة" على أن ثمة تهديد عالمي مباشر من تنظيم "القاعدة"، أكد أن "تحسين أساليب القيادة وتعزيز التواصل ربما يزيد من التهديد بمرور الوقت. وكذلك ميول مناصرين لداعش للانضمام إلى القاعدة، كما ظهر في بعض المناطق". وتصر الإدارة الأمريكية الحالية على ادعاء أنها أوشكت على القضاء التام على "داعش"، رغم تحذيرات الخبراء من أن العمل على تعقب فلول التنظيم لا بد أن يستمر بعد هزيمته. وقال ترامب، أمس الخميس، إن "القوات المدعومة من واشنطن في سوريا باتت تسيطر على 100% من الأراضي التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش"، وفي وقت يربط محللون بين القضاء الأمريكي المزعوم على التنظيم المتطرف وعودة المخاوف من "صعود خطر القاعدة مرة أخرى" على أيدي نجل بن لادن "الكاريزماتي".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين