أثار الداعية الكويتي عثمان الخميس حالة عامة من الاستياء بعد إطلاق تصريحات ذكوريّة قللت من شأن النساء، وعندما حاول تهدئة الغاضبين، قدم تصريحات أخرى أكثر إساءة.
بدأت الموجة الأولى من الاستياء حين تم تداول مقطع مصور للداعية، في 24 تموز/يوليو، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يقول: "أذكر أن أحد الإخوة يخبرني: بالنسبة للجراحة لأنها فعل دقيق وحساس، لا يعمل في العالم كله جرّاحة امرأة متميزة. وإن وجدت فإنها إحدى اثنتين، إما غير متزوجة أو إنها مسترجلة".
تفاعل الكثيرون مع المقطع الذي وصفه البعض بأنه "جائر" و"تعميم خاطئ" و"يحبط النساء".
وفيما حرص البعض على تذكير الداعية بنماذج نسائية بارزة في مجال الطب والجراحة، وأشار آخرون إلى دراسات علمية تؤكد تفوق المرأة على الرجل في عدة تخصصات دقيقة، دافع بعض "مؤيديه" عنه، زاعمين أن "حديثه اجتزئ من سياقه"، أو "أنه لا يقصد الإساءة وإنما الإشارة إلى قوة عاطفة المرأة".
اعتذار أم تأكيد؟
لكن الشيخ أدرك، ربما، حجم الغضب الذي خلفه تصريحه، فسعى إلى إصلاح الأمر، لكنه على ما يبدو "زاد الطين بلة" ، وأطلق موجة ثانية من الاستياء والغضب.
ففي تغريدة عبر حسابه على تويتر، مساء 26 تموز/يوليو، كتب الخميس: "توضيح الشيخ عثمان الخميس عن موضوع الطبيبات الجرّاحات: أعتذر وأستغفر الله عما نقل وفهم خطأ. ذكرنا أكثر من مرة حثنا للنساء على العمل في التدريس والطب".
الداعية الكويتي اعتذر عن قوله إن النساء لا يصلحن جرّاحات متميزات، فنصح لهن امتهان الطب حتى "يعالجن النساء فلا تظهر عوراتهن على الرجال"، والابتعاد عن "الجراحات الدقيقة، لأن الرجال بالطبع أمهر فيها"
وأرفق الشيخ التغريدة بمقطع مصور قال فيه: "أذكر في هذا المسجد المبارك أني قلت أن المرأة لا تصلح جرّاحة، غير صحيح هذا الكلام. سألت أحد الأطباء الاستشاريين، فقال لي ‘على مستوى العالم، لا توجد جرّاحة متميزة إلا في النادر‘، والنادر أو الشذوذ لا يبطل القاعدة".
وأضاف: "الحديث اقتطع من سياقه ولم يفهم كما ينبغي، لا توجد جرّاحة متميزة لأن المرأة عاطفية وعاطفتها تغلب عقلها، ولأن مشاكلها مع زوجها أو أهلها أو أبنائها لا تجعلها تجيد الجراحة الدقيقة".
وفي محاولة منه لأن يبدو داعماً لتعلم المرأة وامتهانها الطب، قال "أما الجراحة العادية، فعلى العكس، ندعو النساء إلى عملَين مهمين الطبابة والتدريس". لكنه عاد وأكد ضرورة ممارستهن للطب على المريضات النساء فقط، إذ قال "حتى تعالج المرأة النساء فلا تظهر عوراتهن على الرجال، والتدريس حتى لا نحتاج إلى رجل يدرس النساء".
الجراحة الدقيقة للرجال فقط
مرة أخرى، كرر الشيخ "أما أنه لا توجد امرأة جرّاحة متميزة إلا مسترجلة، فهذا كلام باطل ما قلنا به"، بينما التمس العذر لمن فهم منه هذا المعنى قائلاً إن ذلك حدث "عن حسن ظن".
ثم قال بلهجة ساخرة "كل جرّاحة مسترجلة؟ أستغفر الله وأعتذر منهن لم أقصد ذلك". وعاد ليناقض اعتذاره بقوله إن الاستشاري "كان يقول ‘وهذا رأيه، وأنا أثق به‘ لا توجد جرّاحة إلا إذا كانت مطلقة أو أرملة أو مسترجلة وهو يتكلم عن الغرب، لا الكويت".
وختم بقوله: "ندعو النساء إلى العمل بهذه المهنة (الطب) وحتى الجراحة، لكن الجراحة الدقيقة قد يكون الرجل طبعاً أميز من المرأة والله أعلم".
واعتاد الداعية الكويتي على إطلاق المواقف والتصريحات المثيرة للجدل، حتى أن محكمة التمييز الكويتية غرمته، في آذار/مارس الماضي، 20 ألف دينار (حوالي 65 ألف دولار أمريكي) بتهمة إثارة الفتنة الطائفية وازدراء المذهب الشيعي من خلال خطب دينية له.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...