أعلنت الخطوط الجوية البريطانية، في 20 تموز/يوليو، أنها قررت إلغاء جميع الرحلات الجوية إلى العاصمة المصرية القاهرة لمدة أسبوع "للسماح بإجراء المزيد من التقييم".
وكشفت قناة بي بي سي أن الشركة أبلغت جميع الركاب، الذين كانوا على وشك الصعود إلى رحلة من مطار هيثرو في لندن إلى مطار القاهرة، بإلغاء الرحلة وعدم وجود رحلات بديلة لمدة أسبوع، لكن لم تحدد الشركة البريطانية طبيعة المشكلة وراء قرارها.
من جانبه قال متحدث باسم الخطوط الجوية البريطانية: "نراجع باستمرار ترتيباتنا الأمنية في جميع المطارات التي نعمل بها حول العالم، وقمنا بتعليق الرحلات الجوية إلى القاهرة لمدة سبعة أيام كإجراء وقائي للسماح بإجراء مزيد من التقييم"، مضيفاً أن "سلامة وأمن عملائنا وطاقمنا تعد من أولوياتنا دائماً، ولن نقوم بتشغيل طائرة أبداً ما لم يكن ذلك آمناً".
وكانت شركة الخطوط الجوية الألمانية، لوفتهانزا، قد قالت إنها ألغت رحلتين مقررتين إلى القاهرة في يوم 20 تموز/يوليو، من مدينتي فرانكفورت وميونيخ، كما أكد العديد من الركاب أنهم تلقوا رسائل من الشركة تفيد بإلغاء رحلاتهم.
وقالت لوفتهانزا في رسالة الإلغاء: "حيث أن الأمن والسلامة هي أولويتنا، فقد قررنا تعليق الرحلات إلى القاهرة بشكل مؤقت اليوم السبت كإجراء احترازي، والشركة بصدد إجراء مزيد من التقييم للوضع".
لكن في يوم 21 تموز/يوليو أعلنت لوفتهانزا استئناف رحلاتها إلى العاصمة القاهرة، عقب ساعات من تعليقها أسوةً بنظيرتها البريطانية.
ويوم 16 تموز/يوليو، طالب مسؤولو الصحة في بريطانيا المسافرين إلى مصر بتوخي الحذر مما يأكلون بسبب خطر انتشار جرثومة تسبب تسمم غذائي، حيث كشفت هيئة الصحة العامة العامة بانجلترا عن إصابة العديد من الأشخاص بسلالة من بكتيريا إي كولاي التي تنتج سما يدعى شيغا.
وتتسبب الإصابة ببكتريا إي كولاي في العادة بالإسهال والقيء، إلا أن من مضاعفاتها متلازمة الانحلال الدموي الوريدي التي تعرف باسم إتش يو أس.
وقالت الهيئة أن أكثر منطقة مثيرة للقلق في مصر هي الغردقة على ساحل البحر الأحمر شرقي البلاد، على بعد حوالي 462 كيلومتراً جنوب القاهرة، حيث وجدت الهيئة أن كل الحالات المسجلة قد زارت هذه المنطقة.
تحذير من هجمات إرهابية
وأتت تحذيرات شركتي الطيران متزامناً مع تحذير آخر لوزارة الخارجية البريطانية، والتي حذرت مساء 20 تموز/يوليو رعاياها المسافرين أو المقيمين في مصر من احتمال وقوع هجمات إرهابية في البلاد.
جاء التحذير في بيان قال إنه "من المرجح جداً أن ينفذ إرهابيون هجمات في مصر"، مضيفاً أنه في حين "تقع معظم الهجمات في شمال سيناء، هناك خطر ماثل بوقوع اعتداءات في عموم البلاد".
وتابع البيان أن "الهجمات قد تكون عشوائية تستهدف قوات الأمن، دور عبادة، وتجمعات كبيرة والمواقع التي يرتادها السياح"، وطالبت الخارجية المسافرين البريطانيين بالاتصال بشركة الطيران من أجل مزيد من المعلومات.
لا إجراءات استثنائية في مطار القاهرة
من جانبه، قال مصدر من مطار القاهرة لرصيف22، إن الإجراءات الأمنية داخل مطار القاهرة هي نفسها المعتادة ولا توجد أي استثناءات منذ أعلنت الخطوط الجوية البريطانية إلغاء جميع الرحلات الجوية إلى القاهرة.
وأضاف "لا نعلم طبيعة المشكلة... لكن لا يوجد شركة توقف رحلاتها لمدة أسبوع كامل كإجراء روتيني".
فيما قال مصدر دبلوماسي أوروبي، غير إنكليزي، في القاهرة لرصيف22: "لم نرصد أي تهديدات محتلمة تتعلق بقطاع الطيران. ربما يكون للجانب البريطاني مبرراته".
فيما تقول شركة الطيران البريطانية إنها تحتاج إلى إجراء "إعادة تقييم" قبل أن تستأنف رحلاتها إلى مطار القاهرة، قال مصدر من المطار إن الإجراءات لا تزال كما المعتاد، دون فرض حالة استثنائية، ولا يعلم أحد بعد أسباب الشركة البريطانية
الشركة البريطانية أوقفت رحلاتها في ظل تحذير دبلوماسي من إحتمالية وقوع عملية إرهابية، لكن مصدراً أوروبياً أخبر رصيف22 أن بلده لم ترصد أي تهديد أمني... فما القصة؟
ويعكف فريق أمني روسي منذ إسقاط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء، في تشرين أول/أكتوبر 2015، على تقييم إجراءات الأمن في المطارات المصرية، لاسيما مطارات القاهرة والغردقة وشرم الشيخ.
وفي يوم 2 يوليو/تموز، كشف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي (إحدى غرفتي البرلمان)، قسطنطين كوساتشوف، أن مصر "لم تنفذ بعد توجيهات روسيا بخصوص أمن الطيران العارض"، في إشارة إلى الطيران غير المنتظم.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية الرسمية عن كوساتشوف قوله: "كانت آخر زيارة من المتخصصين الروس للتحقق من حالة المطارات المصرية في نيسان/أبريل 2019، وبعد نتائج هذه الزيارة أعددنا قائمة من المتطلبات الإضافية إلى الجانب المصري"، مضيفاً أن "الكرة الآن في ملعب الجانب المصري، يجب تنفيذ الملاحظات وعلى خبرائنا التصديق على ذلك".
وتابع: "نحن ننتظر رداً، ونتوقع رد فعل من الجانب المصري، بأنهم قد أزالوا كل شيء"، مؤكداً أنه "لا توجد سياسة في هذا الشأن، الأمر يتعلق فقط بسلامة الركاب".
وتوقفت حركة الطيران بين مصر وروسيا بالكامل، بقرار من جانب روسيا، منذ خريف 2015، عقب سقوط وتحطم طائرة ركاب روسية في صحراء سيناء (شمال شرق)، ما أسفر عن مقتل طاقمها وركابها بالكامل (224 شخصاً).
وجرى استئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو يوم 11 نيسان/أبريل الماضي، ولكن لم تستأنف روسيا رحلات الطيران بعد إلى المنتجعات السياحية المصرية، والمعتاد ارتيادها بكثافة من قبل السياحة الروسية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018 ، أشار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى قرب عودة رحلات الطيران الروسية إلى المنتجعات المصرية، وذلك خلال لقائه مع نظيره المصري، عبدالفتاح السيسي.
وأنفقت مصر 60 مليون دولار في المرحلة الأولى لتدعيم منظومة تأمين المطارات بأحدث الأجهزة، بحسب تصريحات سابقة لوزير الطيران المصري السابق شريف فتحي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...