شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"كالعميان المحلقين في الفضاء"... "فيس آب" يستطيع فعل ما يشاء في بيانات المستخدمين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 19 يوليو 201903:22 م

اللحاق بـ"التريند" مهم، خاصة عندما يكون هذا التريند آتياً بخيار تقني جديد يمكن تطبيقه على الشخص نفسه. كأن يُظهر المستقبل. ليس كل المستقبل، ربما علامات منه، ربما صورة وجه المستخدم بعد 20 عاماً، أو شكله قبل 25 عاماً. في هذا السياق، يتصدر الفضول الأولويات، ويصبح التدقيق في سياسات الخصوصية والموافقة عليها مجرد إجراء روتيني ضروري لعبور مرحلة "تثبيت البرامج" والوصول إلى الاستخدام الفعلي.

هذا ما جرى مع عشرات الملايين من المستخدمين في أنحاء العالم عندما تصدر تطبيق "فيس آب" خيارات المحررين على متجرَي "أبل" و"جوجل"، وشاع استخدامه في سياقات مختلفة، بدءاً من الترفيهي الشخصي وصولاً إلى السياسي الاحتجاجي.

هنالك تقديرات قالت إن عدد مستخدمي "فيس آب" بلغ 150 مليوناً، وهذا ما أدى إلى طرح تساؤلات بشأن حماية الخصوصية، ومصير البيانات التي يجمعها التطبيق من هواتف المستخدمين، ومدى عمق صلاحية الوصول إلى تلك البيانات.

في هذا الإطار، كتب الصحافي المتخصص في التكنولوجيا جوفري فولر في صحيفة "واشنطن بوست"، أنه بعد إجرائه تحليلاً لسياسة الخصوصية، وبعد الحديث مع المدير التنفيذي للشركة مصممة التطبيق، استنتج أن "صناع البرامج، والمتجرين اللذين يشرفان عليها، وهما أبل وجوجل، يتركوننا كالعُمي المحلقين في الفضاء".

انتهاك روسي جديد

تتبع فولر مسار الصور التي يخرجها "فيس آب" وينشرها المستخدمون على صفحاتهم. أولاً، تذهب تلك الصور إلى الخدمات الإعلانية لشركتي فيسبوك وجوجل. وهو مسار معتاد تستخدمه شركات الإعلانات لدى توجيهها حسب اهتمامات كل مستخدم.

أما المسار الثاني لهذه الصور فهو ما أقلق فولر، إذ تنتقل بعد ذلك إلى خادم (سيرفر) الشركة نفسها، لتبدأ تساؤلات، منها هل تحتفظ الشركة، ومقرها في روسيا، بهذه الصور أم تبيعها لأطراف ثالثة؟

كون الشركة روسية تتخذ من مدينة سان بطرسبرغ مقراً لها، باتت هذه التساؤلات أكثر إلحاحاً، خاصة في ظل الانطباع العام بأن شركات التقنية الروسية اعتادت أن تتبادل معلوماتها مع حكومة موسكو.

في هذا السياق، طلب زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر من مكتب التحقيقات الفيدرالية، التحقق من إجراءات الخصوصية في التطبيق لما قد يشكله من "خطر على الأمن القومي وخصوصية ملايين الأمريكيين".

كذلك ناشدت اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي مرشحي انتخابات الرئاسة في 2020، حذف التطبيق فوراً وعدم استخدامه، خاصة أن تطويره جرى في الأراضي الروسية.

ماذا تقول الشركة؟

تواصل فولر مع المدير التنفيذي للشركة المصنعة للتطبيق ياروسلاف غونشاروف، وطرح عليه تلك التساؤلات.

قال المدير التنفيذي إن البيانات التي يجمعها التطبيق تقتصر على الصورة محل التعديل، أما باقي الصور المخزنة على الهاتف، فلا يتم التعرض لها، لافتاً إلى أن التطبيق يتيح الاستخدام من دون تسجيل الدخول عبر البريد الإلكتروني، وهو ما يقوم به 99% من المستخدمين.

المدير التنفيذي لـ"فيس آب" يوضح آلية طلب حذف بيانات المستخدمين من خوادم الشركة، ويؤكد أن تطبيقه لا يتبادل تلك البيانات إلا مع شركات الإعلانات فقط
بترخيص أبدي ولا يخضع لشروط الملكية الفكرية، كل من يشتري أو يعمل مع "فيس آب" في كل أنحاء العالم لديه الصلاحية في فعل ما يشاء في بيانات وصور المستخدمين

وفيما تحدد اتفاقية الاستخدام المرفقة بالتطبيق مدة الاحتفاظ بالصور لدى الشركة بـ"الأبدية"، رأى غونشاروف أن "غالبية" تلك البيانات تُحذف من خوادم الشركة بعد 48 ساعة من بدء استخدامها.

وأشار المدير التنفيذي إلى أن لدى التطبيق، أو من يشتريه أو يستعمله في المستقبل، الحق في فعل ما يريد بالبيانات المخزنة في خوادم الشركة. وأكد أن هذا الإجراء سليم من الناحية القانونية بموجب رخصة ليست خاضعة لحقوق الملكية الفكرية، وغير حصرية، وتسري في جميع أنحاء العالم.

ونفى غونشاروف أن تبيع شركته تلك البيانات لأي طرف ثالث. وأضاف: "عدا شركات الدعاية، ليس هنالك طرف آخر يستفيد من البيانات".

وبشأن إمكان طلب المستخدم مسح بياناته، قال إن بمقدور المستخدمين تقديم طلب للشركة من أجل مسح البيانات المتعلقة بهم، لكنه أكد أن هذه العملية معقدة، مشيراً إلى أن الطريقة الأسرع لذلك هي أن يبلغ المستخدم عن خطأ تقني في التطبيق من خلال الإعدادات الخاصة بالهاتف، ريثما تنتهي الشركة من إتاحة هذا الخيار في واجهة التطبيق.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image