أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، في 5 يوليو/تموز مدينة بابل الأثرية في العراق على قائمة التراث العالمي، وذلك بعد الاستجابة لمطالب المنظمة بتأمين المدينة وإبعادها عن العسكرة.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة التراث العالمي المنعقد في مدينة باكو، عاصمة أذربيجان، بين 30 يونيو/حزيران الماضي و10 يوليو/تموز المقبل، والذي ينظر في ترشيحات إدراج 36 موقعاً جديداً على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وكانت المنظمة في الفترة الماضية تخوض مباحثات مع السلطات العراقية لتلبية بعض المتطلبات. وقال قائد شرطة بابل علي الزغيبي في مداخلة نقلتها وكالة "الأناضول" إن "قيادة الشرطة أخذت على عاتقها بالتنسيق مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار تحقيق شرط منظمة اليونسكو المتعلق بتأمين مدينة بابل الأثرية وإبعادها عن العسكرة".
ويرفع قرار المنظمة عدد المواقع العراقية المدرجة على اللائحة إلى 6، بجانب مدينة الحضر، وآشور، ومدينة سامراء الأثرية، وقلعة إربيل ومسطحات الأهوار.
وعام 2009 أكدت اليونسكو أن موقع مدينة بابل الأثري تعرض لأضرار بالغة نتيجة استخدامه قاعدة عسكرية لقوات التحالف الدولي بين عامي 2003 و2004.
وجاء في التقرير النهائي الخاص بتقييم الأضرار في بابل، والصادر عن لجنة التنسيق الدولية لحماية التراث الثقافي العراقي التابعة لليونسكو حينذاك، أن أضراراً كبيرة لحقت بالمدينة الأثرية بسبب أعمال الحفر والتسوية، بالإضافة إلى أضرار شملت مباني رئيسية مثل بوابة عشتار وشارع الموكب.
وخلال الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، تعرضت المدينة الأثرية في بابل لأعمال السلب والنهب وسرقة محتويات من متحفي نبوخذ نصر وحمورابي ومكتبة بابل والأرشيف.
مدينة بابل الأثرية تنضم إلى مدينة الحضر، وآشور، ومدينة سامراء الأثرية، وقلعة إربيل ومسطحات الأهوار، على قائمة اليونسكو للتراث العالمي
الشرطة العراقية أخذت على عاتقها تأمين مدينة بابل الأثرية وإبعادها عن العسكرة، وكانت النتيجة موافقة اليونسكو على إدراجها على قائمة التراث العالمي
ومحافظة بابل هي إحدى المحافظات الواقعة وسط العراق، جنوب العاصمة بغداد، وتعد خامس أكبر محافظة عراقية من حيث عدد السكان، إذ يبلغ عدد سكانها مليونين، بحسب تقديرات وزارة التخطيط العراقية للعام 2014، وتضم العشرات من الآثار المهمة، منها جدار بابل الأثري، وتمثال أسد بابل، وبقايا برج النمرود، إضافة إلى موقع برج بابل.
وكانت مدينة بابل تتكون حسب التخطيط الذي وضعه الملك نبوخذ النصر الثاني في العام 600 قبل الميلاد، من اثني عشر معلَماً مهماً، هي شارع المواكب، وبوابة عشتار، والسور الداخلي، وقاعة العرش، والجنائن أو الحدائق المعلقة، ومعبد ننماخ، ومعبد عشتار، والسوق، وبرج بابل، ومعبد إيباكيلا، والجسر، ونهر الفرات.
وتعد جنائن أو حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وهي الأعجوبة الوحيدة التي يعتقد بعض العلماء أنها أسطورة، ويُزعم أنها شيدت في مدينة بابل القديمة وموقعها الحالي قريب من مدينة الحلة في محافظة بابل، وهي أول ذكر لتجربة الزراعة العمودية في التاريخ.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...