شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
ملامة الآخر السوري... سوريون يحمّلون سوريين مسؤولية أحكام الألمان المسبقة

ملامة الآخر السوري... سوريون يحمّلون سوريين مسؤولية أحكام الألمان المسبقة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 4 يوليو 201905:45 م

على مجموعة "الأطباء السوريين في ألمانيا" على فيسبوك، سأل صاحب حساب "الهادي الهاشمي" زملاءه النصح حول هواجس تراوده وتدفعه إلى التفكير بالعدول عن قراره السفر إلى ألمانيا لاستكمال تخصصه، بعد تعلمه اللغة الألمانية وتحصيله المستوى المطلوب، خشية خسارة جزء من دينه الإسلامي وسط المجتمع الأوروبي.

كتب: "الحقيقة، بدأت أفكاري تتغير شيئاً فشيئاً وبدأت أفكر بالعدول عن قراري والسبب هو الخوف من فقد جزء من ديني بسبب طبيعة الحياة الأوروبية واختلافها الكلي عن مجتمعنا الإسلامي".

أتت إجابة أنس حشمة المقيم في إحدى بلدات غرب ألمانيا ويعمل في مستشفى هناك سريعة في تعليق ساخر عرض فيه مشاهد متخيّلة تهكمية وخليعة ليوميات الطبيب السوري في ألمانيا.

كتب بالعامية: "نحنا منفيق الصبح ومنشرب بدال القهوة نبيذ ساخن، ومنفطر بدال اللبنة شحم خنزير... منروح عالشغل منلاقي زميلاتنا الألمانيات بالزلط (عاريات)... وبيدبقوك بس بدهن من عيونك نظرة ومن دقنك بوسة، منطلع من الشغل منلاقي العالم بالشوارع عم ترقص وترش بعضها بالمنكر"، ثم يكمل أنس على نفس المنوال عرض وقائع من روتين يومي متخيّل.

عن الأسباب التي دفعته إلى التعليق على هذا النحو، يقول أنس لرصيف22: "لأن الأمر مستفز ببساطة، من الأفضل ألا يأتي إذا كانت لديه هذه المخاوف، إنه يذكرني بجزء من السوريين في ألمانيا لا يريدون العمل ولا يتقبلون فكرة أنهم في مجتمعٍ جديد، بينما يتوجب عليهم احترام عاداته وإيجاد حل وسط بين ممارستهم الدينية والثقافية وعادات وأنظمة المجتمع الجديد".

ويضيف: "أبسط مثال على ذلك صلاة الجمعة، فإذا كان هذا الشاب سيستاء من القوانين الألمانية لأنها لا توفر له إقامة صلاة الجمعة كونه يوم عمل في ألمانيا أو من لباس زميلاته في العمل، فمن الأفضل له ألا يأتي، لأن أوروبا ليست مكاناً مناسباً لهذا النوع من الأشخاص".

لا يميّز أنس في حكمه بين سوري آخر. لكن الفنان التشكيلي السوري أيمن درويش، المقيم في ألمانيا، يلفت إلى أنه "من الضروري في حالة انقسام السوريين وتفاوت مستويات اندماجهم، التمييز بين السوريين الذين هم في غالبيتهم أشخاص هُجّروا عنوة هرباً من الحرب والظلم والديكتاتورية باحثين فقط عن أرض آمنة تؤويهم وتحفظ لهم كرامتهم، وبين المهاجريين العاديين الذين أتوا في مقتبل عمرهم وفق عقود عمل اشترطت تحصيلهم مستوى لغة عالٍ قبل مجيئهم، واستعدادهم التام لتحمّل جميع تكاليف أقامتهم".

يتابع درويش: "على سبيل المثال لا يمكننا توقع مستويات اندماج متقاربة من اللاجئ السوري الأربعيني الذي وُضع وعائلته في قرية صغيرة وطُلب منهم الاندماج والطبيب السوري الميسور الذي قرر الهجرة إلى ألمانيا ودفع مبلغ تأمين إقامته وتعلم لغتها في بلده ويعمل اليوم في مستشفياتها".

مستويات اندماج السوريين

سؤال واحد حول الاندماج على صفحة "البيت السوري في ألمانيا" كان كفيلاً بتبيان تأزم العلاقة بين السوريين واختلافاتهم حول فكرة اندماجهم في المجتمع الألماني.

يقول عبد الله العلي: "شعبنا بحب الكذب والكولكة (التملق) ونحن بعاد مئات الأميال عن عاداتهم وتقاليدهم"، معتبراً أن الاندماج ليس في استخدام الشوكة والسكين، ومضيفاً: "على الألمان أن يعوا أننا صامدون".

من جانب آخر، اعتبر عبد القادر أن تجنب النقاش مع المعارضين للاندماج أفضل حلّ، خاصة أن هناك نماذج ولو قليلة وإنما مستفزة ومن السهل تبيان "تخلفها وفكرها المتطرف والإرهابي".

أما مايا فاروق، فكتبت أن الاندماج لا يقف عند تعلم اللغة بل هناك نواحٍ أخرى كالتخلص من العادات التي تتصادم مع عادات المجتمع الألماني مثل عدم احترام بعض السوريين للحرية الشخصية للفرد والتدخل فيها، وعدم تقبل فكرة خروج المرأة من المنزل للعمل، إلى جانب ضرب الأطفال وطريقة تربيتهم.

يمكن تمييز ثلاثة مستويات لاندماج السوريين الذين هاجروا إلى ألمانيا بعد اندلاع الحرب في بلادهم، وفقاً لعدة آراء أخذ بها حول الموضوع.

المستوى الأول: ينتمي أفراده إلى فئة تظهر أدنى مستوى من الاندماج، ويتسمون بأنهم الأكثر رفضاً لأسلوب الحياة الجديد عليهم والأكثر تمسكاً بثقافاتهم وعادات بيئاتهم القديمة، وقسم كبير منهم لا يعمل ويعتمد على إعانات مكتب الحكومة الألمانية المسؤول عن المساعدات الاجتماعية، وقسم آخر يفضل كسب الربح السهل عبر أعمال خارج نطاق القوانين الألمانية، ويميل إلى إظهار رفض قيم المجتمع الألماني وأغلب هؤلاء ممن هاجروا عنوة والقسم الأكبر منهم يفضل العودة في حال سقوط النظام في سوريا.

المستوى الثاني: أغلب نماذج هذا المستوى هم من طالبي اللجوء أيضاً. أحرز معظمهم مستوى جيداً في تعلم اللغة والتأقلم، ويتطلعون إلى بناء مستقبل لهم ولأبنائهم في ألمانيا. في المقابل هم أشخاص يقدّرون ثقافتهم السورية ويجدون أنفسهم معنيين بالحفاظ على هويتهم وعاداتهم من الذوابان في ألمانيا، وفي سبيل ذلك أوجدوا مواءمات جيدة للتوفيق بين القديم والجديد، ولربما هم أكثر الأشخاص استياءً من سلوك أفراد المستوى الأول ويرون أن هؤلاء يعكسون صورة سلبية وغير حقيقية عن المجتمع السوري، ويحاولون كسر هذه الصور، وإظهار قيم المجتمع السوري كقيم مبنية على التسامح والاحترام المتبادل والطيبة.

المستوى الثالث: يتسم أصحابه بالانفتاح الواضح والسعي إلى الاندماج الفعلي. تعلم أغلبهم الألمانية ومنهم مَن استطاع تحقيق أهداف عدة، ويتطلعون غالباً إلى الاستقرار في ألمانيا أو أوروبا بشكل عام، كما يلاحظ تخليهم عن أسلوب الحياة الشرقية والعادات العربية. وأغلب المهاجرين الذين أتوا لمتابعة دراستهم أو العمل بكفالات مالية أحرزوا اندماجاً من المستوى الثالث، وبعضهم من طالبي اللجوء من شباب يافعين وأطفال وفنانين...

شرخ واتهامات متبادلة

يرى محمد، طبيب سوري من حماة، ويعمل في مستشفى في مدينة بوخوم الألمانية، أن العداء بين أفراد الفئتين الأولى والثالثة في ألمانيا بدأ فعلياً بالتعاظم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مع اشتداد حالة الانفصال بينهما بفعل طبيعة الحياة في ألمانيا والتي تقتصر على العمل والتخالط ضمن حلقة اجتماعية ضيقة.

يقول لرصيف22: "الساعون إلى الاندماج يرون في القسم الأول أنهم موغلون في الانكفاء وعائدون إلى البداوة، ولم يحرزوا أي نوع من الانفتاح رغم مضي سنوات على إقامتهم في ألمانيا، ويجد النموذج المحافظ في الساعين إلى الاندماج أناساً منحلين وركبوا موضة الانفتاح، وابتعدوا عن ثقافتهم وهويتهم ورضخوا لقيم المجتمع الغربي".

يواجه محمد الذي تحوّل إلى شخص لاديني، منذ كان يعيش في مدينته حماة، مشكلة رئيسية مع ما يسمّيه بـ"النموذج السوري الأصولي"، والذي عرفه في سوريا ويصادفه اليوم في ألمانيا ويصفه بأنه "دَعوي"، ويقول: "تسيء هذه الدعوية إلى قيم المجتمع الألماني القائمة على احترام حرية الاعتقاد، وعدم التدخل في معتقدات الآخرين".

جدل الاندماج بين السوريين في ألمانيا... "الساعون إلى الاندماج يرون في رافضيه أنهم موغلون في الانكفاء وعائدون إلى البداوة، والنموذج المحافظ يرى في الساعين إلى الاندماج أناساً منحلين وركبوا موضة الانفتاح، وابتعدوا عن ثقافتهم"
يردّ بعض السوريين حالة الشرخ بين السوريين في ألمانيا إلى خلافات حملوها معهم من بلدهم وعكسوها على واقعهم الجديد، فهم مختلفون في الأصل على معنى الوطن والاندماج منذ أن كانوا في سوريا

في المقابل، يجد خضر العيسى أن "هنالك مَن يرى الاندماج على طريقة ثقب الأذن ووضع ‘حلق خنزير’ في الأنف أو في أن نصبح نجوماً إباحيين، أو بالتشبه تماماً بالألمان" الذين يصفهم بـ"عبدة المال والشهوة"، ويعملون من الصباح حتى المساء كـ"البغال"، ويرمون بأهاليهم في دور العجزة ليموتوا وحيدين.

سبل "المصالحة"

يردّ أيمن درويش حالة الشرخ وعدم التوافق بين السوريين إلى ما وصفه بـ"أمراض اجتماعية" حملها السوريون معهم وعكسوها على واقعهم الجديد في ألمانيا، فهم مختلفون في الأصل على معنى الوطن والاندماج منذ أن كانوا في سوريا.

ويرى أن الأمر يحتاج إلى وقت أطول لحقن هذه الضغائن وتخطيها، كما يربط تخطي هذه الخلافات بدخول معظم السوريين في سوق العمل الألماني، ما سيوفر لهم انفتاحاً أكبر ووضعاً معيشياً أفضل إلى جانب انشغالهم بأمور حياتهم عن الخلاف القائم، كما اعتبر أن إيجاد حل للخلاف السياسي السوري بين النظام والمعارضة وتفعيل المصالحة الوطنية في سوريا، مفتاح لحلحلة الشرخ بين السوريين في ألمانيا أيضاً.

بينما يتراشق سوريون في ألمانيا بالتهم والسباب بسبب خلافهم على فكرة الاندماج، تشهد ألمانيا اليوم صعوداً لتيارات اليمين الشعبوي المعادي للمهاجرين وعلى رأسهم حزب "البديل من أجل ألمانيا".

بالتوازي مع ذلك، وجدت دراسة أعدتها مؤسسة فريدريتش إيبرت، ونشرتها مجلة دير شبيغل الألمانية في أبريل الفائت، أن نصف الألمان مستاؤون من طالبي اللجوء، وأن نظريات المؤامرة باتت منتشرة بشكل أكبر لدى الألمان.

تحديات يومية لكسر الصور النمطية

بشكل عام، تلفت الصحافية الألمانية من أبٍ سوري، والمدربة في أكاديمية دويتشه فيله، منى نجار إلى أن تصعيد لهجة الخطاب ضد طالبي اللجوء لا يشمل السوريين وحسب وإنما جميع اللاجئين، خاصة أن الألمان بشكل عام يمتلكون أحكاماً مسبقة حول الرجال الشرقيين والرجال من البيئات الإسلامية، وذلك يتفاوت ويختلف حسب المنطقة الجغرافية (شرق/ غرب) أو المكان (ريف/ مدينة) الذي يعيش فيه اللاجئ، وقدرته الشخصية على الاندماج.

يؤكد الطبيب محمد أن عدد المواقف العنصرية أو التمييز التي يتعرض لها في سوريا، والتي أغلبها بُني على أسس طبقية كونه ريفي، وأخرى على أسس مذهبية وعرقية، أكثر وأعلى مستوى مما يتعرض له في ألمانيا اليوم.

طبعاً، لا يخلو الأمر في ألمانيا من بعض المواقف التي يحكم فيها أشخاص عليه فقط على أساس خلفيته أو لون بشرته، "خاصة مع امتلاك قسم كبير من الألمان أحكاماً مُسبقة مبالغاً فيها، إذ يضعون فيها كل شخص عربي أو سوري في خانة الريبة إلى أن يثبت العكس".

يصف محمد التحديات التي تواجهه بشكل متكرر وشبه يومي، لكسر الصورة النمطية عنه كشاب بملامح يسهل على الأوروبيين تصنيفها على أنها ملامح عربية.

يقول: "عليّ أولاً إثبات أنني لست لاجئاً وأنني طبيب يزاول عمله في مستشفى ألماني، وأنني أدفع ضرائب كأي ألماني وفق الإجراءات القانونية، وهكذا أبعد عني نظرة التعاطف والشفقة، أو النظرة المتداولة عن اللاجئ الذي يكلف الخزينة الألمانية مبالغ ضخمة، ويغتنم جزءاً من الأموال التي تقتطعها الضرائب من مداخيل الألمان".

يضيف الشاب: "تلقائياً أعرف الآن أنه عليّ إخراج نفسي من الصورة النمطية عن العربي الميسور الشره الذي يريد فقط صرف أمواله على النوادي الليلة والنساء. مع الوقت تبدأ الصورة بالانكشاف شيئاً فشيئاً، فينظر إلي كشاب مهاجر من أصول عربية، منفتح، وملتزم بقوانين البلاد، لا أرمي النفايات في الطرقات ولا أزوال مهناً غير قانونية. وفي هذه الحالة أستطيع تحقيق مستوى جيد من التقبل والاندماج ولكن ضمن حدود فكرة الوقت الذي يحتاجه الألماني لكسر الصور النمطية".

أحكام قطعية على مواقع المواعدة

تلقى جوليان رسالة من شابة ألمانية على موقع المواعدة Tinder أبدت فيها إعجابها به وسألته عن موطنه الأصلي. "قالت لي: هل أنت من أصل لاتيني؟" أجبت: لا. "حسناً انت لست تركياً"، تابعت، فسألتها: لماذا؟. "ليس للأتراك أسماء لاتينية"، أجابت. قلت لها: "أنا عربي من سوريا".

كان جوليان، وهو شاب سوري يكمل دراسته العليا في القانون الدولي في جامعة ماربورغ في ولاية هيسين الغربية، يرغب في إخبار الشابة عن رغبة كثيرين من العرب بتسمية أبنائهم بأسماء غربية، وتوضيح أن سوريا متنوعة عرقياً ودينياً.

ولكن، يتابع قصته لرصيف22: "كان ردها الأخير: حسناً، أنا لا أملك معايير للتعامل مع الآخرين قائمة على أي نوع من التمييز، ولكني أعتقد أنه مهما كانت خلفيتك، ستستمتع بتفجير أحد الأماكن العامة في ألمانيا"، ثم حظرتني.

"الألمان الأصليون أذكى"

"هي حادثة فردية ولا يمكن تعميمها بالتأكيد"، يقول جوليان الذي يعتبر نفسه شخصاً منفتحاً وساعياً إلى الاندماج كما أنه فخور بهويته الشرقية في ذات الوقت.

ويضيف: "لكن إذا أردنا النظر إلى الواقع فهو مماثل تماماً ولكن بشكل ألطف، خاصةً أن مواقع التعارف هذه تتيح ميزة الإقصاء والحظر بسهولة بدون الشعور بالإحراج".

ويتابع: "الجميع يقولون هنا إنهم لا يملكون معايير للتمييز إلا أننه يمكنا ببساطة استشعار حالة الانسحاب التي تتملك الألماني عندما يعرف أننا عرب بصرف النظر عن خلفيتنا الدينية والقومية والعلمية".

ويجد الشاب وفقاً لتجربته الشخصية أن حاملي الجنسية الألمانية من أصول مهاجرة يميلون إلى العلانية في إبراز استيائهم أو عدم تقبلهم للمهاجرين الجدد كشابة الـTinder ذات الأصول البولندية، في حين أن المواطنين الأصليين يتجهون إلى استخدام أساليب أذكى لإظهار ذلك.

قانون لا يراعي اختلافات اللاجئين

"عتب" جوليان الأكبر يقع على الحكومة الألمانية التي لم تتخذ خطوات جدية لإحداث الاندماج الذي يجد المهاجرون العرب أنفسهم مطالبين به. يقول: "لماذا مطلوب مني كمهاجر التأقلم والاندماج، بينما أقرأ عن دراسات تقول لي إن نصف المجتمع لا يرغب بتقبل المهاجرين ويتمسك ببعض الصور النمطية في تعامله معنا، ولا أحظى بفرص كافية لكسرها؟ لماذا لا تقوم الحكومة ولو بخطوات بسيطة لإدراج المواطنين أيضاً في خطط الاندماج؟".

من جانبه، يرى أيمن درويش أن قانون الاندماج الألماني الجديد، قانون جيد ويوفر العديد من الميزات والحقوق للمهاجرين، إلا أنه يعاب عليه تغييبه لنقطتين رئيسيتين لا تراعيان اختلافات وتنوع المهاجرين.

يقول: "عدا عدم تحدثه ولو ببند واحد عن للمجتمع المضيف، يعتبر أن الاندماج يأتي من طرف المهاجريين فقط. أيضاً، لا يوجد فيه أي نوع من التفريق بين الفئات العمرية أو الوضع الاجتماعي للمهاجرين، فهو قانون إنساني يتوجه إلى الفرد بالعموم، ويقارب اللاجئ الستيني كما الشاب العشريني، والعائلة التي يتحمل فيها أولياء أمورها مسؤوليات أخرى كمتابعة تعليم أبنائهم وغيرها كما المهاجر العازب الذي يجد وقتاً أطولاً لتعلم اللغة وتغيير مكان إقامته والتعارف والاندماج".

أما المشكلة الثالثة حسب درويش، فتكمن في "توفير الحكومة الألمانية فرصاً هائلة وعديدة للحصول على تدريبات للاندماج وتدريبات مهنية ينضم إليها المهاجرون في مقابل بحثهم عن عمل، وهو أمر صعب بالنسبة إلى غير حملة الشهادات العليا وأصحاب اللغة الجيدة، لأن غالبية مؤسسات القطاع الخاص لا توظف دون شهادة مستوى اللغة المطلوبة، في حين أن بعضهم تعلم اللغة من الشارع، كذلك الأمر بالنسبة إلى حملة الشهادات الذين تجاوزوا أعماراً معينة، إذ نادراً ما تجد أطباء ومهندسين سوريين تخطوا الخمسين عاماً من العمر يحصلون على درجة اللغة المتقدمة المطلوبة أو يخضعون لامتحانات تعديل الشهادة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image