أكثر من 70 مليون لاجئ في العالم نصفهم من الأطفال نزحوا هرباً من النزاعات المسلحة، لكن بعكس المعتقد فالدول النامية المجاورة لمناطق النزاع هي أكثر من يتحمل عبء اللاجئين لا الدول الغنية يقول تقرير الأمم المتحدة الصادر الأربعاء 19 يونيو. التقرير أثنى على استثناء في صفوف الدول الغنية هو ألمانيا التي فتحت حدودها لللاجئين بفضل سياسة المستشارة أنغيلا ميركل التي وصفها التقرير بـ “الشجاعة” في هذا المسار.
وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تقريرها السنوي الذي صدر أخيراً وحمل عنوان "الاتجاهات العالمية"، أن نحو نصف من أُرغموا على النزوح في العالم هم من الأطفال، في حين يُعد الرقم الإجمالي المسجل في 2018 أعلى رقم للنازحين خلال نحو 70 عاماً.
المفوضية وصفت أرقامها التي تتضمن 25.9 مليون لاجئ و41.3 مليون اضطروا للخروج من ديارهم و3.5 مليون يطلبون اللجوء، بأنها أرقام غير نهائية، إذ لا تشمل ملايين الفنزويليين الذين غادروا بلادهم منذ 2015 لأنهم لا يحتاجون تأشيرة دخول أو تقديم طلب لجوء في معظم الدول، مضيفةً أنه إذا استمر نزوج الفنزويليين بهذه الوتيرة فمن المحتمل أن يصل عددهم بنهاية هذا العام إلى خمسة ملايين لاجئ.
ونقلت رويترز في تقرير نشرته عن فيليبو جراندي رئيس المفوضية قوله إنه من المؤكد أن العالم سيشهد استمرار هذا النزوح إذا لم يُحل الوضع سياسياً في فنزويلا.
ويؤكد التقرير الأممي أن الفنزويليين، الذين يصلون في الأساس إلى كولومبيا وبيرو والإكوادور، يشكلون ثاني أكبر موجة نزوح للخارج في العام 2018، بعد السوريين الفارين إلى تركيا هربًاً من حرب أهلية بدأت في بلادهم قبل ثماني سنوات.
واعتبر جراندي أن حديث الدول الأوروبية وأمريكا وأستراليا عن أزمة لاجئين في بلادهم كلام غير صحيح، لأن أغلب اللاجئين يلجؤون إلى الدولة المجاورة لبلدهم حين تشن الحرب، ومن سوء الحظ أن دولاً فقيرة أو دولاً متوسطة الدخل، بحسب قوله تحتضن اللاجئين مضيفاً "هنا تكمن الأزمة وهنا الحاجة التي نحن بحاجة للتركيز عليها".
جراندي صرح بأنه بالعادة لا يسند علامات جيدة أو سيئة لأي جهة لكنه أكد أنه يثني على ما قامت به ألمانيا حين فتحت حدودها لاستقبال اللاجئين قائلًا إن مسألة اللاجئين أخذت منحى سياسياً في أوروبا،ما جعل حكومات تخشى الالتزام باستقبال من تم انتشالهم من البحر بعد هروبهم من ليبيا أو مناطق صراع أخرى.
ويظهر التقرير الأممي أن أكثر من ثلثي اللاجئين في العالم يأتون من خمس دول هي سوريا وأفغانستان وجنوب السودان وميانمار والصومال.
نصف اللاجئين في العالم من الأطفال والدول النامية تتحمل العبء الأكبر لأزمة اللاجئين بحسب تقرير أممي، فماذا يفعل الأغنياء؟ دولة غنية واحدة يثني عليها التقرير لفتح حدودها لللاجئين.
جراندي أكد أنه من حق مواطني أمريكا الوسطى الواصلين إلى الولايات المتحدة هرباً من العنف أو الاضطهاد في غواتيمالا وهندوراس والسلفادور أن يتقدموا بطلبات لجوء، مضيفاً أنه على أمريكا أن تتيح لهؤلاء فرصة عادلة لعرض حالاتهم وألا تفصل الأبناء عن الآباء.
وأضاف أن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين مستعدة لمساعدة السلطات الأمريكية في التعامل مع هذا التحدي، بحسب وصفه.
ويقول التقرير إن الولايات المتحدة تأتي على رأس الدول المستقبلة طلبات اللجوء في العام 2018، و منحت 254300 طلب لجوء حتى اليوم، لكن هناك أيضاً عدداً هائلاً متراكماً من الحالات التي يتعين على أمريكا بتّها وعددها 800 ألف.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
أحمد لمحضر -
منذ 10 ساعاتلم يخرج المقال عن سرديات الفقه الموروث رغم أنه يناقش قاعدة تمييزية عنصرية ظالمة هي من صلب و جوهر...
نُور السيبانِيّ -
منذ يومينالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ 3 أياموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري