أحدث الربيع العربي تغيرات سياسية وثقافية كبيرة وعميقة في البلاد التي اندلعت فيها الثورات، وهذه التغيّرات لا تنحصر على العالم العربي، بل امتدت لتترك أثراً على الحياة الثقافية في الغرب أيضاً. المشهد الثقافي في أوروبا بدأ يتبدل، وفي العاصمة الألمانية برلين تحديداً بدأ بالتغيّر، إذ يشهد بداية حضور قويّ للثقافة العربية التي كانت غائبة عن المشهد الثقافي، سواء في الموسيقى، والسينما، والمسرح، والأدب.
لأوّل مرّة تشهد برلين تجمعَ هذه الكوكبة من الكتّاب والمبدعين العرب في دار الأدب في وسط العاصمة، وقرب أكثر شوارعها شهرة. ويبدو أن هناك اهتماماً متزايداً بأدب المنفى في برلين في السنوات الأخيرة، على اختلاف جنسيات الكتّاب، يترافق مع حركة ترجمة ونشر واسعتين، ممّا أوجد فرصة للتعرّف على أدباء ومبدعين عرب لم يسلّط الضوء عليهم من قبل في ألمانيا.
لا شكّ بأن العام 2011 كان عاماً مفصلياً في تاريخ المنطقة العربية، حيث فتح المجال للكثير من الكتاب والمفكرين للتطرق إلى مواضيع كثيرة كانت محرّمة عليهم من قبل، في ظلّ سلطات قمعية تواجههم بمنع النشر.
لا شكّ بأن العام 2011 كان عاماً مفصلياً في تاريخ المنطقة العربية، ليس فقط على الصعيدين السياسي والاجتماعي، بل عى الصعيد المعرفي والفكري أيضاً، حيث فتح المجال للكثير من الكتاب والمفكرين للتطرق إلى مواضيع كثيرة كانت محرّمة عليهم من قبل، في ظلّ سلطات قمعية تواجههم بمنع النشر، بالقمع أو النفي، وحتى التكفير؛ ولذلك ظاهرة أدب المنفى والكتّاب العرب في المهجر الطوعي أم القسري ليست جديدة، ولكن ماذا تغير بعد الربيع العربي وتغيّر بعض الأنظمة؟
ضمن فعالية عنوانها الربيع العربي والأدب، بحضور ستة من الكتّاب العرب في دار الأدب، حاورتهم الصحفيّة السورية ياسمين مرعي في جولتين من الحوار كان بينهما فاصل موسيقى شرقي عزفتْه فرقةٌ من سوريا، تمّ طرح الموضوع من زاوية تناول جديدة ألا وهي: هل يمكن الكلام عن أدب عربي جديد وُلد أو سيولد جرّاء هذه التحولات؟ وهل يمكن الكلام عن ولادة أساليب كتابة جديدة؟
علي المقري: نحن نعيش في منفى مضاعف، ففي بلداننا نحن محاصرون وممنوعون من التعبير، فكنّا لا نعيش في وطن. والآن أنا في فرنسا، لكنّ أفكاري كلّها في اليمن.
طروحات عديدة تمّ نقاشها في الندوة من مثل: كيف تختلف الكتابة في الغربة عنها في الوطن؟ وهل يتملّق الكتّاب العرب للغرب في موضوعاتهم من أجل النجاح؟ وكيف يصفون علاقتهم بالجمهور العربي وهم يكتبون من المهجر؟
أثر ترك الأوطان والمناشىء على الكتابة
إذا كان الأدب ابن بيئته، فكيف يكتب الكتّاب العرب خارج المكان؟ هل الكتابة في الغربة غيرها في الوطن؟ وماذا عن الكتابة بعد انهيار الديكتاتور؟ هل غيّرت الحرية الجديدة المكتسبة من موضوعات الكتّاب وأساليبهم؟
في الواقع، نجد أن الكتّاب العرب كانوا يعيشون في اغتراب عن ذواتهم وهُم في ربوع الوطن، وذلك بسبب القمع والمنع السائدين في معظم البلدان العربية؛ لذلك لم يكن الوجود في الوطن عملاً إيجابياً بالنسبة لمعظم الكتّاب، وذلك بسبب التقييد الشديد لحريّة التعبير، فبعضهم لم يجرؤ حتى على الكتابة إطلاقاً.
فهل الوجود في الخارج يساعد الأديب أن ينجو بنصّه الادبي؟ كيف تغيرت حرية التعبير نتيجةً للثورات العربية؟
لدى سؤاله عن الكتابة في المنفى أو المهجر، يجيب الكاتب اليمني "علي المقري": "نحن نعيش في منفى مضاعف، ففي بلداننا نحن محاصرون وممنوعون من التعبير، فكنّا لا نعيش في وطن. والآن أنا في فرنسا، لكنّ أفكاري كلّها في اليمن. أعيش منفى مضاعفاً، ومجتمعاتنا التي نكتب عنها يتهموننا بمسايرة الغرب".
بالنسبة للكتابة، لا مشكلة لديه بالمكان فهو يمكنه أن يكتب بحريّة مطلقة أينما كان، ولكنّه يضيف: في حياتي الاجتماعية أنا لست حرّاً. أنا مراقب من البيت، والمجتمع، والرقابة. في اليمن طُلب منّي توقيع تعهدات بألّا أوزّع كتابي، ولكنني لم ألتزم بالتعهّد. كلّ كتبي حالياً مصادرة، وحين لا يتعرَّض كتاب لي للتضييق، أشكّك فيه. من بين 11 كتاب لي اثنان منها فقط لم يُمنعا.
أمّا عن كيفية تبدّل اليمن بعد الربيع العربي فيقول المقري بأن حرية التعبير كانت محدودة؛ السلطة تحتكر المال وتوريث الحُكم، وحريةُ التعبير لم تكن متاحة؛ إلى السجن مباشرة! نقدُ السلطة والمفاهيم الدينية لم يكن متاحاً أبداً. ليس بسبب اختلاف جذري، بل فقط إن كان لك رأيٌ آخر كانوا يقولون إنك مرتدّ. بعد الربيع العربي سقط الاحتكار للسلطة السياسية، ورجال الدين لم يعد لهم سطوة كالسابق، "إذ لا يستطيعون عمل (حسبة) لك مثلاً، أو أخذك للنيابة العامة... وهذا انتصارٌ للحرية".
أما الكاتب السوداني "عبد العزيز بركة ساكن"، فيقول بأن الكتابة في السودان قبل الغربة كانت تتمّ وفقاً لقانون المصنفات؛ "عليك أن تكتب أشياء محدّدة لا تخرج منها أبداً"، ويتابع شارحاً: "دولة الإخوان المسلمين بقيادة عمر البشير كانت دولة مسيطرة على الفنّ والأدب"، إذ أن مصادرة الكتب عادية جدّاً في السودان، وهناك معايير معينة حتى تصادر الكتب مفندة في قانون المصنفات: (توسع أم لا)، فتمّت مثلاً مصادرة كتابه "على هامش الأرصفة"، وهو كتاب قصص قصيرة، وأوّل كتاب يصادر في السودان. وبعد ذلك تمّت مصادرة كلّ كتبه من قبل وزارة الثقافة، كما تعرّض الكاتب للسجن في بلده. وبنظرِه بإمكان الكاتب أن يهرب إلى أيّ مكان حرّ للنجاة من السجن أو الاعتداءات، حيث يستطيع أن يكتب لأنه لا يكون مهدّداً بالقتل والسجن، وكتاباته ستنتشر مع وجود الانترنت في البلد الأمّ.
بينما تقول الكاتبة الليبية المقيمة في إيطاليا "نجوى بن شتوان" إنها عندما جاءت إلى إيطاليا كانت تكتب كلَّ ما تريده من أجل الكتابة؛ من أجل الراحة النفسية، ومن أجل أن تكون هي. وتضيف: "موروثي عربيٌّ-إسلاميٌّ-شمال أفريقى، ولكن سبع سنوات من الدراسة في إيطاليا أضافت لي الكثير. وأنا لم أخترْ إيطاليا بنفسي، بل اختارها لي القدرُ. وبرأيها وجودُ الأديب في الخارج يحقّق له أمناً شخصياً من الاعتداء عليه.
أما الكاتبة العراقية "إنعام كجه جي"، فتقول بأنها كتبت الرواية متأخرة، وبعد سقوط النظام في العراق، لأنها لا يمكنها أن تكتب رواية دون أن تكون حرّة؛ حرّة سياسياً واجتماعياً; "حتى لو كنتُ أنا في الخارج، لكنّ أهلي وإخوتي كانوا رهائن في العراق، وأي كلمة خارجة كانت ستجعلهم يدفعون الثمن".
أما المسرحية المصرية "نورا أمين"، فيشكّل لها مسرح المقهورين في مصر بعد الثورة مباشرة تعبيراً عن الحرية والديمقراطية ونقض القهر؛ "هو ليس ترفاً بل ضرورة لتغيير القهر الذي نعيش فيه".
الكتابة في المهجر أو "أنتم تسايرون الغرب"!
هناك اتهام يتعرّض له الكاتب أو الكاتبة العربي/العربية المقيم/المقيمة في الخارج بأن عليه أن ينتقي موضوعات ترضي الغرب من أجل النجاح والوصول إلى الجمهور الغربي، وأن يقدّم بلدَه الأمَّ بصورة سيّئة حتي يرضى عنه الغرب، ويكرّسه كمثقّف يُعتدّ برأيه.
هذه تهمة يرفضها الكتّاب جميعاً، ويجدونها مجحفة بحقّهم، إذ من الظلم أن يُتهموا بالتملّق للغرب، وَهُم الذين يسعون جاهدين للكتابة عن القضايا التي تخصّ بلدانهم الأمّ ومحنَ ومشاكل الإنسان العربي.
إذ يرى الأديب اليمني علي المقري أن الاتهام "أنتم تكتبون لترضوا الغرب" مجحفاً، "وكأنّ الغرب هو الملاك والحرية والتقدّم والعدالة... لا تسألونا بهذه الطريقة! نحن نكتب عن محن إنسانية في العالم العربي، كوضع المرأة مثلاً، فإن وقف الغرب معي في ذلك جميل... ولكنه بالنهاية لا يهمّ. إنهم يتوقعون أن يجلس الشخصُ إلى طاولة، ويفكّر كيف يرضي الغرب. أنا أكتب لنفسي أولاً، وللجمهور الذي يكتب ويقرأ بلغتي العربية. ولم أسأل أحداً أن يترجم لي. أنا أريد القارىء العربي أن يقرأها بمفردات لغتنا، نحن ملوكُ اللغة العربية".
بدورها تقول الكاتبة نجوى بن شتوان، إنها لا تكتب في السياقات التي يرتضيها الغرب ولا العرب: "أجلس في سريري دون ثياب وأكتب، ولا يكون معي إلا الفكرة".
في حين ينفي الكاتب عبد العزيز بركة ساكن صحة الاتهامات الموجهة للكتاب العرب في المهجرأو المنفى، بأنهم يكتبون ليرضوا الغرب قائلاً: "غير صحيح أنني أكتب لأرضي الجمهور الأوروبي.اتصل بي مترجم وزنا ساكن في قرية بعيدة جدا في السودان ".حين جئت الى أوروبا جءت وزحمل معي السودان وكتبي وكل تاريخي.وأنا في السودان أكتب عن الجماعات المهمّشة والتي أنتمي أنا اليها اجتماعيا ...جماعات فقيرة جداً لا يمكنهت زن تنتج كاتبا في ١٠٠ سنة ، لذلك أنا لا أريد زن أحرمهم هذه الفرصة".
أما إنعام كجه جي فتقول: لا أكتب في المواضيع التي يفضّلها الغرب، والتي تسيء للعالم العربي. ما يؤلمني هو النظرة إلى بلدي العراق بالذات؛ بلد غزو وحروب وأسلحة دمار شامل!
علاقة الكتاب المقيمين في الغرب بالجمهور في الوطن
هنا تتباين مواقفُ الكتّاب ومشاعرهم من علاقاتهم بالجمهور، إذ لكلّ كاتب خصوصيته، ولكن من الواضح أن الجمهورَ العربيَّ أكثر تقبّلاً وتسامحاً مع الكتّاب الذكور، أذ أن هنالك مواضيع عديدة، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بالجنس، لا يتقبلها الجمهور العربي من الكاتبة الأنثى، إذ سرعان ما تُتهم بالانحلال الأخلاقي والتفلّت؛ بالإضافة إلى الضغط والقمع السياسيين، تمارس العائلة والمجتمع المحيط، دوراً قمعياً إضافياً على الكاتبة الأنثى، في حين يرزح الكاتب الذكر تحت وطأة النظام السياسي وتقييد حرية التعبير فقط.
الكاتبة نجوى بن شتوان علاقتها كانت سيئة مع الجمهور في ليبيا في زمن القذافي إذ تعرّضت للرقابة الشديدة، وتقول: "لا أنتظر منهم الرضا ولا الغضب، فقد تحررتُ من الجمهور". عام 2010 استدعتني النيابة العامة وحوكمتُ على خيالي في الكتابة: لماذا تتخيلين أنت؟!" وتضيف: "حينها اتّضح لي أن هناك جمهوراً يشبهني ، وجمهوراً لا يشبهني، لحسن الحظ!" تقولها بمرارة. والآن بعد "زرايب العبيد"، الرواية التي قدّمتني للجمهور العربي، أحاول أن آخذ مسافة ممّا يتوقعه الجمهور العربي.
وبالنسبة للكتابة عن المرأة والجنس، ما زال الموضوع شائكا بالنسبة للجمهور العربي. تجد نجوى أن الرجال في العالم العربي عليهم رقابة سياسية، في حين النساء عليهن رقابة اجتماية أشدّ، وسلطة اجتماعية من الأقارب الذكور؛ إذ من الممكن أن تتعرض المرأة الكاتبةُ إلى اعتداء شخصي، أو قطع الرقبة مثلاً، فالكاتب يجب أن يكون بمأمن ليكتب براحته.
أما عبد العزيز بركة ساكن فيقول: "يعتبروننا فاسقين ومنحلّين لأننا نكتب عن المرأة والجنس".
وعن علاقته بالجمهور في الوطن، يقول عبد العزيز ساكن بأنه يكتب عن الطبقات الفقيرة في السودان للطبقات الوسطى التي تقرأ وتحكم وتمتلك أدوات التغيير. فالطبقات الوسطى تقوم بالثورة، أما الفقراء فهم موجودون دائماً في كلّ زمن، على حد ّ تعبيره، ويضيف:"الحمد لله أنني أمتلك مجموعة كبيرة من القرّاء في السودان، وأنهم يجدون في كتبي ما يعبّر عنهم".
وطن وغربة
في نهاية اللقاء، تطرح ياسمين مرعي سؤالاً جوهريّا: ماهي مقوّمات الوطن في ذاكرة الأديب؟
تقول نجوى بن شتوان بأن الوطن هو المكان الذي ننطلق منه لكل شيء. وعلاقتي بليبيا معقّدة جداً، أحبّها وأكرهها. لا حرية في ليبيا. في إيطاليا قد تحقّق كلُّ شيء لكنه لا يمكنني أن اتخذ إيطاليا وطناً؛ فأنا أعيش تفاصيل ليبيا أكثر من سكّانها هناك. نحن النساء "بيتوتيات"، ولكنني لا بيت لي في ليبيا؛ فكيف ستكون ليبيا وطني؟ وتنهي الكاتبة مداخلتها بهذه الكلمات .
أمّا علي المقري فيقول: "في الحقيقة لا توجد مقوّمات الوطن"، ففي روايته الأولى عن "الأخدام" (أي سود البشرة في اليمن)، إنهم لا يمهم التاريخ ولا الوطن، فالوطن كان يعاش كحالة قسريّة لهم.
أما في روايته "اليهودي الحالي"، فيقول بطلُ الرّواية هناك: "إنها لم تكن وطني، ولكن كانت البديل عن الوطن". وفي "بخور عدني"، بحث الكاتب عن البديل عن الوطن، بينما البديل أصبح يضيق مع التجوّلات ولم يتحقق.
أما إنعام كجه كي فتقول: ما يهمني هو أن أروي العراق الذي ولدتُ ونشأت فيه؛ العراق قبل أن يتبدّد ويتشتّت؛ العراق المتمدّن الذي أعطى المرأة حقوقها، العراق الذي "يسكَر" ويحبّ الشعر؛ العراق الذي لم يعد موجوداً، ولا يعرفه أبنائي، ولا الذين وُلدوا خلال الثلاثين سنة الأخيرة
باختصار وتبسيط شديدين للمشهد الثقافي العربي اليوم، يمكننا القول بأنّ الربيع العربي أسقط وهمَ احتكار السلطة السياسية والاستئثار بها إلى الأبد، عبر التوريث السياسي؛ ورجال الدين تقلّصت سلطاتهم. وبرغم غياب الدولة وضعف المؤسسات في بعض الدول، لكنّه انتصار للحريّة. كما أن كلّ الكتّاب أجمعوا أن هناك حاجة لبناء دولة المواطنة التي تضمن الجميع.
لكن عندما يتعلق الأمر بعلاقة الكاتب بالجمهور، ففي مجتمعنا العربي ما يسري على الكتّاب الذكور لا يسري على الإناث، إذ ما زال المجتمع أكثر تسامحاً بمراحلَ مع الكتّاب الذكور. أما بالنسبة لحريّة التعبير، فلسان حال كل المبدعين العرب هو أن: ثمة اتفاق معلن مفادّه: القمع في الوطن غربة، والحريّة في الغربة وطن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...