ليست عملية النهب الأولى للآثار الفرعونية ولا أول عملية بيع لكنوز مصر القديمة في مزادات في الغرب، لكن عرض تمثال حجري عمره 3000 عام يحمل ملامح الملك توت عنخ آمون، للبيع في مزاد في لندن يعتبر أحدث حلقات سلسلة تهريب الآثار الفرعونية ومن المتوقع بيع التمثال بالمزاد بسعر 4 ملايين جنيه إسترليني رغم محاولات القاهرة استعادة ممتلكاتها الأثرية.
مصطفى وزيري، رئيس المجلس الأعلى للآثار في مصر صرح لرصيف22 أن بلاده لن تسمح ببيع تمثال لرأس منسوب للملك الذهبي توت عنخ أمون في صالة مزادات بريطانية، مضيفاً أن القاهرة لا تزال حتى الآن تتواصل مع الصالة لوقف بيع الرأس الذي يقول إنه خرج من بلاده بطريقة غير مشروعة.
وقبل أيام، أعلنت صالة كريستيز للمزادات بلندن بيع تمثال حجري عمره 3000 عام يحمل ملامح الملك توت عنخ آمون، ومن المتوقع بيعه بالمزاد بـ 4 ملايين جنيه إسترليني في 4 يوليو المقبل.
وبحسب وزيري، فإن صالة المزادات البريطانية لم توافق حتى الآن على وقف بيع التمثال المصنوع من الحجر الجيري، رغم تواصل سفارة مصر بلندن معها أكثر من مرة وإثبات أن الرأس مصري وخرج بطريقة غير مشروعة، مضيفاً أن موقف صالة المزادات غير مفهوم ويفتح الباب لانتشار تجارة الآثار غير المشروعة، على حد تعبيره.
وكانت السفارة المصرية في لندن قد طالبت وزارة الخارجية البريطانية بوقف بيع رأس التمثال، البالغ ارتفاعه 28٫5 سنتيمتراً، بصالة المزادات، تمهيداً لاسترداده، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.
كما ناشدت وزارة الآثار المصرية، بحسب البيان، منظمة اليونسكو وقف إجراءات بيع القطعة الأثرية، وطلب الحصول على المستندات الخاصة بملكيتها.
مجد مصر الفرعونية
ويعد الملك توت عنخ آمون أحد رموز مجد مصر الفرعونية، وقد اكتشف هوارد كارتر قبره في العام 1922 بمنطقة وادي الملوك جنوب مصر، وكان الموقع زاخراً بالثروات المهمة التي تعود إلى عهد الأسرة الثامنة عشرة، وأسفرت عن بعض الكنوز الأكثر شهرة في مصر.
ويقول وزيري إن الرأس يحتمل أنه يعود للملك توت، لكنه أضاف أن مصر تحتاج لمزيد من البحث بعد استعادته من لندن للتحقق من هذه المعلومة بشكل نهائي.
في سياق متصل، يعتقد وزير الآثار المصري السابق زاهي حواس أن التمثال يجسد الإله آمون أو إله الشمس عند المصريين القدماء، وأنه أخذ من معبد الكرنك المصري.
وكان وزيري قد صرح لبرنامج الحكاية الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب على شاشة إم بي سي مصر أن مصر تتحدى صالة كريستيز أن تثبت من خلال الوثائق الرسمية أن هذه القطع الأثرية جاءت من مصر عبر قنوات شرعية.
وقال وزيري: "سنوقف هذا المزاد ونعيد تمثال توت عنخ آمون"، مضيفاً أن تمثال توت عنخ آمون ربما يكون قد خرج من معبد الكرنك أو أي معبد آخر، لكنه متأكد أنه قطعة أثرية مصرية.
كريستيز تتشبث بموقفها
وقبل ساعات، نقلت صحيفة الغارديان البريطانية بياناً نفت فيه كريستيز للمزادات في بريطانيا أنها حصلت على رأس تمثال الملك توت عنخ آمون بطرق غير شرعية، مؤكدة حقها في عرضه للبيع.
ليست عملية النهب الأولى للآثار الفرعونية ولا أول عملية بيع لكنوز مهربة في مزادات في الغرب، لكن عرض تمثال حجري عمره 3000 عام يحمل ملامح توت عنخ آمون، للبيع في مزاد في لندن يعتبر أحدث حلقات سلسلة تهريب الآثار الفرعونية.
على مدار عامين، سعت مصر لاستعادة آثارها وبالفعل استردت عشرات القطع الأثرية التي جرى تهريبها. هل تنجح القاهرة في استعادة رأس توت عنخ آمون الذي سيعرض للبيع في لندن؟
مصطفى وزيري، رئيس المجلس الأعلى للآثار في مصر يصرح لرصيف22 بأن بلاده لن تسمح ببيع تمثال لرأس منسوب للملك الذهبي توت عنخ أمون في صالة مزادات بلندن، رغم إصرار الدار على صحة إجراءات البيع.
وقالت الصالة في البيان إنها حصلت على هذه القطعة الأثرية، بالإضافة إلى تابوت فرعوني خشبي وتمثال لقطة مصرية قديمة، من تاجر الآثار الألماني هاينز هيرزر عام 1985. مضيفةً أن هذه القطع الأثرية كانت مملوكة فى السابق لتاجر الآثار النمساوي جوزيف ميسينا، الذي حصل عليها بدوره من الأمير فيلهلم فون ثور أوند تاكسي بين عامي 1973 و1974، مشيرةً إلى أنه يعتقد أن الأمير فيلهلم حصل عليها فى ستينيات القرن الماضي.
وفي العامين الأخيرين، سعت مصر لاستعادة الآثار القديمة التي تعتبرها ملكاً للدولة، وبالفعل تمت إعادة آلاف القطع الأثرية التي جرى تهريبها أو إخراجها من مصر بطريقة غير قانونية.
وفي يناير الماضى، نجحت القاهرة في استعادة قطعة أثرية تحمل اسم الملك الفرعوني أمنحتب الأول، كانت قد سرقت من متحف الكرنك في الأقصر عام 1988، وأعيدت إلى مصر بعد إدراجها في مزاد علني في لندن.
وفي أبريل الماضي، نجحت وزارة الآثار بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية في استرداد ثماني قطع أثرية تم التحفظ عليها بمقاطعة بافاريا بألمانيا بعد سرقتها وتهريبها خارج البلاد بطريقة غير شرعية عقب الانفلات الأمني في مصر عام 2011.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...