هل فكرت من قبل بما سيحدث لحساباتك على منصات التواصل الاجتماعي بعد موتك؟ أو لنغير السؤال قليلاً ونجعله: ما الذي تريده أن يحدث لحساباتك بعد موتك؟ هل تريدها أن تتواصل مع أحبائك نيابة عنك؟ هل ترغب في أن يقوم حسابك في تويتر بالتغريد لمتابعيك نيابة عنك؟ أم أنك تريد لحساباتك أن تموت معك؟
هذا الكم من الأسئلة العاصفة لا يستبق الموت بقدر ما يطرح جدلية مصائر حساباتنا التي “ثرثرنا” فيها طويلاً أو اكتفينا من خلالها بمراقبة الآخرين، ماذا يحدث لها لو متنا؟
صحيفة الغارديان البريطانية انتبهت إلى هذه الجدلية فقصت في تقرير لها نشر الأحد 2 يونيو، عن إستير إيرل، التي توفيت عام 2010، حين كانت تبلغ من العمر 16 عاماً، بعد معركة استمرت أربع سنوات مع سرطان الغدة الدرقية، وكان لإستير متابعون مخلصون على حساباتها في السوشال ميديا حيث نشرت عن حبها لهاري بوتر، وعن مرضها.
ماذا حدث بعد ستة أشهر من وفاة إستير؟ لقد وجد متابعوها تغريدة جديدة منها على حسابها الرسمي على موقع تويتر، وتقول والدة إستر للغارديان إن متابعي ابنتها وأصدقاءها على الإنترنت أفزعتهم التغريدة، وتضيف أنها لا تعرف الخدمة التي استخدمتها ابنتها لجدولة التغريدة قبل موتها.
لم تكتف إستر بما سبق، بل تقول أمها، إن ابنتها استخدمت خدمة FutureMe لإرسال رسائل البريد الإلكتروني لأسرتها بعد موتها، وبعد ثلاثة أشهر من وفاة المراهقة، تلقت والدتها رسالة إلكترونية، تصفها بأنها مزلزلة، مضيفة: "لقد جعلتنا هذه الرسالة نبكي، ولكنها جلبت لنا راحة كبيرة في الآن ذاته".
تطبيقات في خدمتك بعد موتك
توجد مجموعة من الخدمات في الوقت الحالي تشجع الناس على التخطيط لما بعد وفاتهم على الإنترنت، فلو كنت تريد النشر على وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل مع أصدقائك بعد موتك هناك الكثير من التطبيقات لهذا الغرض، على سبيل المثال يعد تطبيق ربليكا، وتطبيق إترنايم، من التطبيقات الذكية التي يمكنها تقمص شخصيتك بعد موتك والكتابة نيابة عنك لأحبابك، كما يمكن لخدمة GoneNotGone أن تضمن لك إرسال رسائل البريد الإلكتروني لأحبائك وأنت في قبرك.
بعض التطبيقات باستطاعتها النشر نيابة عنكم بعد موتكم، فهل تريدون حقاً أن ترسلوا رسائل لمتابعيكم وأحبائكم بعد موتكم؟ أم ترغبون في أن تموت حساباتكم على الإنترنت معكم؟
تقول دراسة حديثة إنه بحلول العام 2100، سيكون 4.9 مليارات مستخدم لموقع فيسبوك قد ماتوا وتقول الغارديان إن المرضى يفكرون في ترِكَتِهم الرقمية أكثر من الأصحاء. في نوفمبر من العام 2018 كشف استطلاع أجرته إحدى المؤسسات أن 7٪ فقط من الناس يريدون أن تبقى حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي متاحة على الإنترنت بعد وفاتهم.
ونقلت الغارديان عن الدكتورة إيلين كاسكيت، عالمة النفس، قولها إنه يجب التفكير جيداً في أي شيء نخزنه على أي منصة رقمية، مضيفة أنه "من السذاجة افتراض أن حياتنا على الإنترنت ستموت معنا"، محذرة من أن تخزين البيانات الرقمية الخاصة بنا على الإنترنت، يمكن أن يسبب مشاكل لا حصر لها لأهلنا وأصدقائنا خاصةً حين يخفقون في الوصول إلى كلمات المرور الخاصة بنا.
وتنصحكم كاسكيت من الآن بوضع خطط واضحة بما تريدون أن يحدث لحساباتكم على الإنترنت بعد موتكم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون