أمطر مواطنون جزائريون المستشفى الذي يعالج فيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالرسائل والتعليقات والاتصالات الهاتفية، واتهموه بمساعدة الرئيس "غير القادر صحياً" على إدارة شؤون البلاد بالتحايل على الشعب وتزوير شهادة صلاحية صحية له.
وتداول الكثير من الجزائريين اسم المستشفى الذي يعالج فيه بوتفليقة، مستشفى جنيف الجامعي، وأرقامه الهاتفية وحساباته عبر مواقع التواصل المختلفة، داعين الجزائريين "للضغط عليه لعدم منح الرئيس شهادة صحية تفيد بأنه قادر على الاستمرار في السلطة".
الكثير من الهجوم والسخرية أيضاً
وعلق الجزائريون على الحساب الرسمي للمستشفى على فيسبوك، فكتب أحدهم: "مرحباً، إذا تفاقم وضع السيد بوتفليقة الصحي، امنحوه حقنة السائل السحري الذي أبقاه على العرش طيلة 20 عاماً.. شكراً لاحترافكم".
وكتب آخر: "مستشفى العار.. كيف تجرؤون على إصدار شهادات صحية كاذبة إلى رئيس ميت؟". وتساءل ثالث: "أين هو بوتفليقة؟ الشعب الجزائري يريد أن يعرف. من أعطاه شهادة بأنه لائق صحياً؟ أي طبيب يجرؤ على فعل ذلك؟".
وطلب آخر: "أريد من مؤسستكم تقريراً عن حالة مريض في الدور الثامن يعاني غيبوبة طويلة"، مضيفاً "شكراً على تحنيطكم له".
وذهب آخرون إلى ما هو أبعد من اتهام المستشفى، وكتبوا: "أرجو معرفة تسعيرة الموت الرحيم لديكم. نود اغتنام فرصة وجود مريض لديكم لإنهاء معاناته ومعاناتنا نحن أيضاً"، مذكراً بأن الموت الرحيم أمر مشروع في سويسرا، واختتم: "افعلوا هذا من أجل 40 مليون جزائري.. رجاءً".
وكتب آخر: "حافظوا على حياة 40 مليون شخص مقابل حياة شخص واحد وافصلوا عنه أجهزة الإعاشة".
المستشفى يرد...
وإزاء سيل الرسائل والمكالمات التي تصله، اضطر المستشفى، الذي رفض مراراً التعليق على وجود الرئيس الجزائري من عدمه، الرد على الجزائريين، موضحا أن مهمته الوحيدة هي "علاج أي مريض أياً كان، دون النظر لأي اعتبارات أخرى"، لافتاً إلى أنه "لا يعلق البتة على الحالة الطبية لمرضاه".
وأضاف المستشفى: "وحده المريض أو مرافقه يستطيع الرد على استفساراتكم بشأن حالته الصحية"، وشدد على إتباعه القواعد الأخلاقية وحقوق من يعالجهم.
لكن الجزائريين لم يستسلموا، واستمروا في مهاجمة المستشفى. وكتب متابع: "حسناً، لن أسأل عن الحالة الصحية لبوتيفليقة، فالسرية الطبية ضرورة، لكن أخبرونا كم يكلف حجز جناح كامل لمدة 15 يوماً؟ عناية مركزة وما هو أكثر.. أراهن أن التكلفة توازي تكلفة إنشاء مستشفى للأطفال في الجزائر"، مستطرداً "هؤلاء الأطفال تخلى عنهم هذا الرجل الذي تحمونه، هؤلاء الأطفال يموتون كل يوم بسبب نقص العلاج الكيماوي والإشعاعي".
ورد آخر على المستشفى: "هذه مجرد هدية من الجزائريين لرعايتكم هذا الشخص غير المرغوب به".
وعلّق ثالث: "عندما تتعارض الأخلاقيات الطبية مع المبادئ الإنسانية للحرية وتعمل السرية الطبية على تعزيز ودعم الدكتاتورية، فإن الأولوية تصبح للقيم الإنسانية". مضيفاً: "بالتأكيد تعرفون ما يحدث في بلدنا، والغموض بشأن حالة بوتفليقة الطبية ستدعم احتكار بلد بأكمله".
وتابع: "تعرفون بلا شك أن السكتة الدماغية تعيق بشدة تصرفات الحياة اليومية. وعندما يعلن أحد مرضاكم بأنه قادر على إدارة بلد ما، فإن الأمانة الطبية تقتضي عدم التغاضي عن هذه الكذبة".
"مستشفى العار.. كيف تجرؤون على إصدار شهادات صحية كاذبة إلى رئيس ميت؟". وقال ثالث: "أين هو بوتفليقة؟ الشعب الجزائري يريد أن يعرف. من أعطاه شهادة بأنه لائق صحياً؟ أي طبيب يجرؤ على فعل ذلك؟". هذه نماذج رسائل تُركت لبوتفليقة في مشفاه السويسري.
ورفض بعض الجزائريين الهجوم على المستشفى كونه جهة علاجية وليست قانونية، وقالوا: "هم ليسوا قضاة ولا يتدخلون في الشؤون السياسية للآخرين. أتمنى من الجميع التحلي بمزيد من الحكمة وضبط النفس، دعونا لا نفسد الصورة الجميلة التي قدمناها حتى الآن" يقصد في التظاهرات السلمية التي تطالب بحقهم المشروع.
في النهاية، اضطر المستشفى، مساء الثلاثاء، لتعليق خطوط الاتصال الهاتفي الخاصة به، رغم خطورة ذلك في ما يتعلق بالحالات الطارئة، كما ألغى تنشيط حسابه الرسمي والوحيد عبر فيسبوك. وأعاد تفعيل الحساب صباح الأربعاء.
وكشفت قناة فرنسية، قبل يومين، عن المستشفى الذي يعالج فيه بوتفليقة، وأظهر مقطع فيديو بثّه شقيق الرئيس الأصغر ناصر بوتفليقة، وهو يتجه نحو جناح بالدور الثامن في المستشفى زعم أن الرئيس يرقد داخله.
ويخضع بوتفليقة للفحوص الطبية في المستشفى السويسري منذ الأحد 24 فبراير/ شباط الماضي، وقدمت حملته الانتخابية طلباً لترشحه فترة رئاسية خامسة يوم 3 مارس/آذار الجاري، رغم الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي بدأت ضد ترشحه منذ 22 فبراير/شباط الماضي حتى الآن.
ويؤكد الجزائريون الرافضون لترشح بوتفليقة (82 عاماً) أنه عاجز صحياً عن إدارة البلاد إذ تعرض لجلطة دماغية عام 2013 ويتنقل على كرسي متحرك منذ ذلك الحين. ويشعرون أن بقاء "رئيس عاجز" في السلطة أمر مهين لهم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين