في ظلّ موجة التوترات التي تدور حول إيران، والعقوبات الصارمة المفروضة عليها، والتحدث عن حرب محتملة بين إيران والولايات المتحدة، هكذا كتب مراسلان اثنان من صحيفة "les echos "الفرنسية تقريرهما عن طهران التي جذبتهما في زيارتهما إيران، أكثر من أصفهان وشيراز، خلافاً للسياح الأجانب الآخرين الذين عادة ما يعجبون بهاتين المدينتين.
هكذا تحدّث الفرنسيان عن طهران في تقريرهما: "العاصمة الإيرانية غالبًا ما تكون غير جذابة للسائح الذي لا يكشفها، لكن المعارض والمقاهي والمتاحف والمطاعم تمنح العاصمة الإيرانية في هذه الأيام سحرًا جديدًا.
إنها ذات مسافات طويلة وتلوّث شديد، وأقلّ دفئًا من المدن الأخرى في البلاد: هذه طهران غير الجذابة لدى السياح والإيرانيين الذين يفضلون أصفهان (من اجل معالمها وحدائقها) أو شيراز (لقربها من مدينة برسبوليس الأثرية)؛ ومع ذلك، فهي مدينة ضخمة تحتضن 12 مليون نسمة. ولم تكن نيويورك تايمز مخطئة في ذكر إیران وعاصمتها بين وجهاتها لعام 2019.
على الرغم من العقوبات الأمريكية والتضخم الهائل، لکن البهجة والحماس تتواجد في كل مكان هنا، في سيارات Snap التي لا تعدّ ولا تحصى (وهي نسخة أوبر الإيرانية) تسمع صوت إنديلا (المغنية الشابة الفرنسية) أو نجم البوب الإيراني كـ"محسن يِكانه".
وعند الظهر في المطاعم التقليدية والتي تسمى بالـ"سفره خانه"، ترى الإيرانيين جالسين حول الـ"ديزي"، الحساء التقليدي الإيراني الذي يؤكل مع خبز الـ"سَنكَك"، والذي لا يزال الجيل الشابّ الإيراني معجبًا به كثيرًا رغم أنه طبق تقليديّ.
أجواء المطاعم في شمال العاصمة أجواء تشبه أجواء أمريكا الجنوبية، وليست أقلّ جاذبية من أحياء "ويليامزبرغ" في نيويورك أو شرق لندن.
قاعة الحفلات الموسيقية في برج ميلاد الشهير، تضمّ عددًا كبيرًا من المشاهدين لعرض الفرقة الموسيقية العصرية (Pallett) .
أجواء المطاعم في شمال العاصمة أجواء تشبه أجواء أمريكا الجنوبية، وليست أقلّ جاذبية من أحياء "ويليامزبرغ" في نيويورك أو شرق لندن.
الشوارع الصغيرة مليئة بالأشعار، والمكتوبات السياسية، وأعمال فنان الكتابة على الجدران الإيراني (Nafir).
بإمكانك مشاهدة فنّ شابة إيرانية لم تبلغ من العمر أكثر من 26 عامًا على جسر "الطبيعة". حيث يحتفل الأزواج والأصدقاء على امتداده بمزيج من عصير الجزر والآيس كريم بالزعفران.
ما يحدث في طهران اليوم هو نموذج صغير ممّا حدث في لندن في الستينيات، والتي شهدت ثورة في جميع المجالات الفنية: الموضة، الفنون الجميلة، الطبخ، وإلخ.
ناهيك عن المعارض الثقافية والفنية التي تزدهر بوتيرة سريعة، حيث أعلنت "دولفين" عضوة في حركة LREM ورئيس المجموعة الفرنسية الإيرانية في الجمعية الوطنية، والتي درست عن ايران في جامعة هارفارد أنه تمّ افتتاح اكثر من 200 غاليري فنّي في طهران خلال السنوات الخمس الأخيرة.
بالنسبة للمناطق المركزية من طهران مثل "كريم خان" أو "نوفل لوشاتو"، فهي تحظى بشعبية بين الشباب، حالها كحال شارع لو مارياس في باريس أو بروكلين في نيويورك.
يقول "آراز فضائلي"، مؤسس مدونة The Tehran Times وصاحب صفحة على Instagram بـ 150 ألف من المتابعين، "إن ما يحدث في طهران اليوم هو نموذج صغير ممّا حدث في لندن في الستينيات، والتي شهدت ثورة في جميع المجالات الفنية: الموضة، الفنون الجميلة، الطبخ وإلخ. قبل سنوات، أرادت دول الشرق الأوسط أن تشبّه نفسها بالدول الغربية، لكن اليوم، بدأت هذه الدول تستفيد من ثقافتها الملونة، وإذا انتبهنا إلى المقاهي والمطاعم في إيران، نجد أن روح الفن الإيراني بدأ يعرض من جديد، ولكن بشكل حديث وعصريّ".
أما بالنسبة للمناطق الجنوبية من طهران مثل "كريم خان" أو "نوفل لوشاتو"، فهي تحظى بشعبية بين الشباب، حالها كحال شارع لو مارياس في باريس أو بروكلين في نيويورك.
وماذا عن حجاب النساء؟ وكيف تلبس النساء اليوم في العاصمة الإيرانية؟ "نظام اللبس، نفس النظام الذي كان قبل أربعين عامًا: غطاء الرأس والمانتو (وهو سترة واسعة يمكنها إخفاء الوركين والذراعين)، لكن في الشارع، أصبح من الشائع اليوم مشاهدة النساء المرتديات أشكالًا مختلفة من هذا اللبس على نطاق واسع.
بإمكاننا القول: إن طهران قد لا تكون لديها حياة ليلية لامعة كـ"تل أبيب" أو بيروت. لكنها بديلة جيدة في الشرق الأوسط. ناهيك عن أنها تبعد عن باريس خمس ساعات فقط."
ومن المراكز الجذابة في طهران من وجهة نظر المراسليْن الفرنسييْن:
مركز بالاديوم التجاري:
إنه المركز التجاري الأكثر أناقة في طهران. عليك زيارة المحلّ الأول، "زين"، والذي يعرض صحوناً ومصنوعات ملونة إيرانية أخرى تحتوي على أشكال الرمّان والطاووس. ويعدّ المتحف البريطاني ومتحف فيكتوريا وألبرت من بين عملاء هذه العلامة التجارية الإيرانية. كما عليك زيارة محل آخر وهو "محمد سوهان" الذي يمكنك شراء الحلويات التقليدية لمدينة قُم منه، وهي حلويات تصنع من الكراميل مع الزعفران والهيل، بالإضافة إلى حلويات "كَز" الخاصة بمدينة أصفهان.
معرض إلهة الفنّي
كلّ عشرة أيام، يقدّم هذا المعرض الفني، الذي تمّ بناؤه في نهاية التسعينيات، أعمال الرسامين والفنانين الإيرانيين المحترفين والجدد. كما بإمكانك الجلوس في المحيط الهادئ للمعرض حيث يُقدّم الشاي والمشروبات المحلية فيه.
فندق حنا بوتيك
يتميز فندق حنا بوتيك، الذي يعدّ من أحدث الفنادق الفاخرة في طهران، بنمط بوتيك جذاب، ويتضمن ثمانيَ غرفٍ أكبرها 40 مترًا. وهو في نفس الوقت معرض فني من تصميم استوديو "الحديقة الفارسية"، يقع في شارع صغير بالقرب من السفارة الفرنسية في طهران. ويعرض غرفَه بسعر يبدأ من 80 يورو لكلّ ليلة.
شارع 30 تير
عند حلول الظلام، يصبح شارع 30 تير، شرياناً ومقرًا للطعام، والذي يسير فيه الأزواج والعائلات بسعادة يسمحون لأنفسهم بتجربة تذوق المأكولات عند عشرات المحطات من المطبخ الإيراني والهندي والمكسيكي، ممتزجة بالموسيقى، وهذا يحدث تحت العين الساهرة لرجال الشرطة الذين يسمحون لوجود ضوضاء معتدلة في هذه الساعات.
كافيه آرته
تمّ تحويل هذه المدرسة الثانوية الخاصة السابقة للبنات التي تقع في طريق مسدود في شمال المدينة إلى فيلا عصرية فاخرة تضمّ مقهى راقيًا. فبالأفوكادو، ووجبة الإفطار الإنكليزية الكاملة، والعصائر المتنوعة تجذب كافيه آرته أثرياء طهران.
متحف منير
"منير فرمانْفَرمائيان" الذي وافتْها المنية في 20 أبريل عن عمر يناهز 96 عامًا، من أشهر الفنانات الإيرانيات على هذا الكوكب. منذ نهاية عام 2017، تمّ تخصيص متحف لها داخل حديقة "نِكارِستان" التاريخية الهادئة. يمكن للمرء أن يعجب في المتحف بـ51 لوحة من لوحات منير المحتوية على الزجاج المستوحى من المعمارية الإيرانية القديمة، بما في ذلك المساجد القديمة. وعند الخروج، يمكنك أخذ استراحة في المقهى المجاور للمتحف.
"إينجا" بوك كافيه
مدرسة مسرح احترافية ومعرض فني ومقهى. يُعدّ "إينجا" أحد الأماكن المفضلة للشباب الطهرانيين. في المساء، يعدّ هذا المقهى ملاذاً هادئاً، يمكن لك أن تشرب فيه شرابًا ساخنًا مصنوعًا من الحليب والزعفران والهيل والزنجبيل، ومشروبات أخرى.
"عمو يحيى"
نجم الهيب هوب الإيراني "ياس"، ولاعب كرة القدم "يعقوب كريمي"، كلاهما من عملاء مطعم "عمو يحيى" الذي تمّ افتتاحه عام 1981. يقدم المطعم فطورًا صباحيًا بسيطًا للغاية يبدأ من الساعة الـ5 صباحًا، ويتضمن الشاي والخبز البربري والأومليت الإيراني الذي يطبخ بالبيض والطماطم.
نصيحة لكم: تجنبوا الذهاب إلى مطعم عمو يحيى في عطلة نهاية الأسبوع الإيراني (الخميس والجمعة) لأن قائمة الانتظار هناك لا نهاية لها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 21 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع