يعود بناء "مسرح نصر"، أول مسرح في طهران وإيران، إلى نهايات الفترة الملكية القاجارية. يقع هذا المسرح في شارع "لاله زار" وسط مدينة طهران، والذي كان مركزاً لصالات السينما والموسيقى في هذه المدينة حتى حدوث الثورة الإسلامية الإيرانية.
أدت الحرب العالمية الأولى (١٩١٤-١٩١٨) والتطورات التي حدثت في العالم آنذاك إلى ارتياد إيران من قبل كثير من الأوروبيين، ما نجم عنه نشوء نوادٍ، ومقاهٍ، وفنادق، ومحالّ تصوير في شارع "لالِه زار"، وكلّ ما كان يشير إلى نمط الحياة الأوروبية. وفي تلك الفترة أسس ، مهاجرٌ من القوقاز، "نصر الله باقروف"، فندق "غراند هوتيل" الشهير في شارع لاله زار. فضلاً عن فخامة هذا الفندق واستضافته لضيوف كبار من خارج إيران، ما يميّز هذا الفندق، كان مسرحَه الكبير الذي عُرض فيه كثيرٌ من البرامج الفنية والموسيقية.
في سبعينيات القرن الماضي، أي الأيام التي تلتها الثورة الإسلامية (١٩٧٩)، كان اسم شارع "لاله زار" يذكّر كثيراً من سكّان طهران بالفجور، ما جعل عدداً من ضبّاط مخابرات الشاه يهدمون كثيراً من مسارحه ومقاهيه وصالات السينما فيه، طامحين إلى تهدئة غضب المواطنين المستائين.
في عام ١٩١٥ شيّد نصرالله باقروف صالةً في القسم الجنوبي للفندق، وعُرضت هناك أول مسرحية في إيران.
ثمّ افتُتح عام ١٩٤٠ أول مسرح دائم في طهران، وأخذ بعرضِ مسرحيات كلّ أسبوع، وإثر إقبال سكّان العاصمة على المسرح، استأجر مديرُ أوّل معهد للتمثيل في إيران، سيد علي خان نصر، صالة "غراند هوتيل" للمسرح عام ١٩٤١، وبعد ترميمها وتحويل غرفها الصغيرة إلى صالة ذات كراسٍ، فتح هناك مسرحَ طهران الدائم.
خلال العقد الثمانيني الذي شهد الحرب العراقية-الإيرانية وبعده كان بالكادّ تُعرض مسرحيات هناك؛ فعرضت مسرحية عام ١٩٨٨ ومستلهمة من الحرب، وأخرى عام ٢٠٠٢، وبعد ذلك أغلق المسرح إلى يومنا هذا.
كان سيد علي خان نصر يدير شخصياً هذا المسرح إلى أن تمّ تعيينه سفيراً لإيران في الصين، ففوّض الإدارة إلى شخص آخر. وكان المسرح شغّالاً حتى عام ١٩٥٠، إلى أنه تعرّض عام ١٩٥٨ وبعد ذلك لأكثر من مرّة إلى حريق.
بعد مرور عام على وفاة سيد على خان نصر وإصلاح المسرح من جديد، تمّ افتتاحه من جديد عام ١٩٦٢ بحضور شاه إيران، محمد رضا بَهلَوي وزوجته فرح، وقد أسموه "مسرح نصر" تكريماً لمديرِه الأول.
في سبعينيات القرن الماضي، أي الأيام التي تلتها الثورة الإسلامية (١٩٧٩)، كان اسم شارع "لاله زار" يذكّر كثيراً من سكّان طهران بالفجور، ما جعل عدداً من ضبّاط مخابرات الشاه (السافاك) يهجمون على هذا الشارع ليهدموا كثيراً من مسارحه ومقاهيه وصالات السينما فيه، طامحين إلى تهدئة غضب المواطنين المستائين. بعد ذلك أخذ "مسرح نصر" بالركود شيئاً فشيئاً إلى أن حدثت الثورة، وصودر من قبل "لجنة الإمام الخميني للإغاثة".
خلال العقد الثمانيني الذي شهد الحرب العراقية-الإيرانية وبعده كان بالكادّ تُعرض مسرحيات هناك؛ فعرضت مسرحية عام ١٩٨٨ ومستلهمة من الحرب، وأخرى عام ٢٠٠٢، وبعد ذلك أغلق المسرح إلى يومنا هذا.
شتاء عام ٢٠١٨ تمّ تسليم مسرح نصر إلى بلدية طهران ليبدأ ترميمه من أجل تحويله إلى متحف المسرح الإيراني. وقد فُتح بابُه في ١٨ نيسان/أبريل ٢٠١٩، بمناسبة اليوم العالمي للأبنية التاريخية لمدة أسبوع لزيارته، وثمّ أغلق من جديد من أجل استكمال عملية ترميمه التي كانت قد بدأت منذ ٢٠٠٨ إلا أنها لم تكتمل بعدُ بسبب نقص في الميزانية مرة، وأخرى من أجل خلافات بين المسؤولين والمعنيين بالأمر.. وهل سوف تكتمل؟!
الوثائق والمسرحيات والصور القديمة كانت قد عرضت هناك على الجدران والطاولات، وحاول القائمون على هذا الحدث أن يتركوا كلّ شيء كما كان من قبل، حتى أنهم، وحفاظاً على روح المكان، فضّلوا أن يبقى حتى بخيوط العنكبوت في زوايا جدرانه!
وفي نهاية الزيارة انتقل الزوّار إلى صالة العرض, ومن هناك وسط عتمة، سلّط الضوء على بعض المقاعد، وصوتٌ أخذ يروي تاريخ المسرح والأحداث التي مرّ بها على مدى ثمانية عقود. وقد جاءت هذه الصور من زيارة لهذا المسرح خلال الأسبوع المذكور، وتمّ التصوير بواسطة "مريم حيدري".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين