تُصنفك منظمة الصحة العالمية بـ "المريض" بشكلٍ رسمي مُنذ السبت 25 مايو، إن كنت تلجأ لألعاب الفيديو في أي وقت وتحت أي ظرف مما يجعلك تُقصِّر في أولوياتك الحياتية.
وأقرت منظمة الصحة العالية السبت أن إدمان ألعاب الفيديو مرض بعدما اتفق خبراء الصحة على أن الإقرار بوجود "اضطراب الألعاب" (Gaming Disorder) خلال اجتماعهم في الدورة الـ72 لجمعية الصحة العالمية في جنيف، ليُصبح هذا الاضطراب اليوم ضمن الأمراض الذهنية والسلوكية الرسمية المُعترف بها على قائمة الأمراض العالمية (ICD) والتي يستخدمها الأطباء حول العالم في تشخيص الحالات المرضية، كما يستخدمها الباحثون في تصنيف الحالات المرضية.
وتصنّف المنظمة هذا الاضطراب على أنه سلوكيات اللعب (بالألعاب الرقمية أو بألعاب الفيديو) التي تتميز بضعف المدمن على التحكم في ممارسة اللعب، ومنح اللعب أولوية على حساب الأنشطة الأخرى إلى حد يجعله يتصدر سائر الاهتمامات والأنشطة اليومية، ومواصلة ممارسة اللعب أو زيادة ممارسته برغم ما يخلّفه من عواقب سلبية لمدة سنة على الأقل.
ويؤدّي الاضطراب إلى ضعف في الأداء الشخصي أو الأسري أو الاجتماعي أو التعليمي أو المهني أو المجالات المهمة الأخرى.
ويأتي "اضطراب الألعاب" مُباشرة بعد اضطراب إدمان القمار (Gambling Disorder) على قائمة الأمراض الذهنية والسلوكية الرسمية المُعترف بها ويتشاركان نفس الأعراض وهي اللعب المستمر "رغم وجود حاجة إلى التوقف"، و"رغم معرفة أو الشعور بالعواقب السلبية".
وأعربت بعض الدول عن معارضتها قرار تصنيف اضطراب اللعب مرضاً، منها كوريا الجنوبية حيث أشار ممثل عن وزارة الثقافة الكورية إلى "عدم وجود الأدلة الكافية لكون ألعاب الفيديو مسبباً لأية أمراض"، قائلاً إن هذه السلوكيات غالباً ما توجد لظروف مختلفة. ويأتي دفاع كوريا الجنوبية كونها أحد أبرز الدول المُنتجة لألعاب الفيديو، وهو ما اعتبره البعض "دفاعاً غير مُفاجئ".
وصنّفت منظمة الصحّة العالمية إدمان ممارسة ألعاب الفيديو اضطراباً ذهنياً العام الماضي بشكل غير رسمي بعدما أجمع خبراء على مخاطر إدمانها، وقال المتحدث باسم المنظمة، طارق جاساريفيتش "يوافق خبراء الصحة بصورة أساسية على أن ثمة مشكلة بالفعل"، وأنهم يرون أن إدماج الاضطراب رسمياً في التصنيف الدولي للأمراض هو الخطوة المناسبة التالية.
ويقول خبراء إن اللعب ساعات عديدة ليس مشكلة في حد ذاته، لكنه "يصبح مشكلة عندما يصبح عائقاً أمام ممارسة الحياة الطبيعية، وتصبح له نتائج سلبية".
تُصنفك منظمة الصحة العالمية بـ "المريض" بشكلٍ رسمي مُنذ السبت 25 مايو، إن كنت تلجأ لألعاب الفيديو في أي وقت وتحت أي ظرف. ولكن قبل أن تستبق الحُكم، هل تنطبق عليك أي من علامات إدمان ألعاب الفيديو المذكورة في هذا التقرير؟
يأتي "اضطراب الألعاب" مُباشرة بعد اضطراب إدمان القمار (Gambling Disorder) على قائمة الأمراض الذهنية والسلوكية الرسمية المُعترف بها ويتشاركان نفس الأعراض وهي اللعب المستمر "رغم وجود حاجة إلى التوقف"، و"رغم معرفة أو الشعور بالعواقب السلبية".
إدمان
وتفرز ألعاب الفيديو هرمون الدوبامين، مما يجعل الشخص عرضة للإدمان، فيفقد القدرة على التركيز والتحكّم بانفعالاته، وكأي إدمان آخر، يفقد القدرة على التعاطف ومرونته وسلوكه الأخلاقي، ويقتل الإبداع.
ومن الناحية الصحية، يؤدي الإدمان إلى اضطرابات في النوم والنظام الغذائي، كما أنه يؤثّر على العلاقات الشخصية، فيصبح الشخص عرضة لاضطرابات نفسية مثل العزلة والاكتئاب.
ومن علامات إدمان ألعاب الفيديو الشعور بالقلق والتوتر عند الانخراط في أي نشاط آخر غير اللعب، والتفكير باستمرار في ما حققه في اللعبة، أو ما سيُحققه في المرّة المُقبلة، والكذب على العائلة والأصدقاء ومحاولة إخفاء أنه "يلعب"، والعزلة وتفضيل اللعب على الحياة الاجتماعية والعائلية، وفقدان الاهتمام بممارسة الهوايات.
قرار يفتقر إلى الأدلة
قال خبراء في مركز الإعلام العلمي في لندن إنه على الرغم من أن قرار تصنيف هذا السلوك كإدمان جاء بـ "حسن نية" إلا أنه افتقر إلى أدلة علمية عالية الدقة بشأن كيفية تصنيف ممارسة ألعاب الفيديو إدماناً.
وقال المحاضر في علم النفس البيولوجي في جامعة باث سبا البريطانية، بيتر إيتشلز "نحن في الأساس نصنف اللعب كهواية، وبالتالي ماذا بعد؟ هناك دراسات عديدة بشأن إدمان تسمير البشرة وإدمان الرقص وإدمان التمارين الرياضية، لكن لم يتحدث أحد عن إدراج كل هذه الممارسات كإدمان في الدليل رقم 11 لمنظمة الصحة العالمية الخاص بتصنيف الأمراض".
وأكد "ما نفعله هو إفراط في التشخيص، فنحن نصنّف سلوكاً لا يضر كثيراً من الناس بأي شكل من الأشكال".
فقدان المشاعر
من جهة أُخرى، تُشير دراسة أُجريت على 100 مراهق تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عاماً إلى أن مُمارسة ألعاب الفيديو لفترات طويلة قد تُضعف "شعوره بالآخرين والتعاطف معهم"، خاصة الألعاب العنيفة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...