تقدم عدد من المحامين والمستشارين والشخصيات العامة في مصر، مساء الثلاثاء، ببلاغ إلى النائب العام ووزير الداخلية، على خلفية اعتداءات رجال الشرطة على بعض طلاب الصف الأول الثانوي واعتقال عدد منهم بعد أن تظاهروا أمام مقر وزارة التعليم ودواوينها في المحافظات، منددين بفشل تجربة الامتحان باستخدام اللوحات الرقمية "التابلت".

وتظاهر العشرات من طلاب الصف الأول الثانوي، بعد ظهر الثلاثاء، أمام مقر وزارة التربية والتعليم بالقاهرة ودواوين الوزارة في عدة محافظات، مطالبين بإلغاء النظام الإلكتروني للامتحانات الذي استحدثه وزير التعليم طارق شوقي هذا العام بالامتحان عبر لوحة رقمية "تابلت" وليس ورقياً كما هو متبع.

الطلاب وأولياء الأمور يتظاهرون

وشارك أولياء الأمور أبناءهم في الوقفة، شاكين معاناة أبنائهم في التعامل مع اللوحات الرقمية "التابلت". وتشهد مقار امتحانات الصف الأول الثانوي حالة من الارتباك والتوتر منذ بدايتها بسبب تكرار فصل الإنترنت وفشل الطلاب في التواصل مع الامتحان الإلكتروني مع اتهامات لوزارة التعليم بعدم الاستعداد جيداً قبل تحديث منظومتها.

جاءت الوقفة الطلابية عقب امتحان اللغة الأجنبية الثانية (الفرنسية) إلكترونياً وتكرار تلك المشاكل التي يشتكيها الطلاب.

مشاهد صادمة

وهتف الطلاب المتظاهرون "يا اللي بتسأل إحنا مين إحنا الطلبة المظلومين" و"شمال يمين رجعوا النظام القديم". وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أفراداً من الشرطة وهم يتدخلون بعنف ضد الطلاب والطالبات، ويسحلون بعضهم، وهذا ما تسبب بحالة من الغضب الشديد.

كذلك ظهر أحد الضباط في مقطع مصور وهو يهدد الطلاب بالسجن وضياع مستقبلهم إذا لم ينصرفوا. ورغم ثبوت القبض على بعض الطلاب ووضعهم في سيارات الشرطة، لم تكشف السلطات عن مصيرهم.

وعلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي على تعامل الشرطة مع الطلاب القصر الذين لا تتجاوز أعمارهم 15 عاماً بعبارات مثل "إزاي نطلب منهم يحبوا بلدهم بعد كدا" و"الجريمة طالب خايف على مستقبله" و"حتى الشباب الصغير بتكرهوه في البلد". ونددوا تحديداً بالتحرش بالطالبات والعنف الجسدي ضدهن.

تحرك رسمي ضد الوزير والشرطة

و تقدم الدكتور أحمد الجنزوري عميد كلية الحقوق جامعة عين شمس، والمستشار أسامة زهران المحامي، والمستشار عمرو عبد السلام المحامي، والمستشار حميدو جميل البرنس المحامي، والمستشار وحيد الكيلاني رئيس لجنة الحوار بنقابة المحامين، بصفتهم أولياء أمور، بالنقض ببلاغ إلى النائب العام ووزير الداخلية ضد وزير التربية والتعليم طارق شوقي.

وشمل البلاغ كل من ظهرت صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو في مقاطع فيديو تثبت الاعتداء على الطلاب.

الشرطة المصرية تعتقل عدداً من طلاب الصف الأول الثانوي الذين لا تتجاوز أعمارهم 15 عاماً بعد تظاهرهم احتجاجاً على فشل منظومة الامتحان إلكترونياً عبر جهاز اللوحة الرقمية "تابلت" بسبب تكرار تعطل شبكة الإنترنت.

ووفق إحصاء وزارة التربية والتعليم المصرية، أدى 585 ألفاً و980 طالباً وطالبة، الامتحان الثلاثاء، بينهم 427 ألفاً و432 طالباً وطالبة امتحنوا إلكترونياً.