قالت أسرةُ الخبير الاقتصادي، الدكتور عبد الخالق فاروق، مؤلفِ كتاب "هل مصر فقيرة حقًا؟"، إن الأمنَ ألقى القبضَ عليه الأحد، واقتادَه إلى قسم شرطة شرقَ القاهرة قبيل التحقيق معه، دون معرفةِ طبيعةِ الاتهامات المُوجهة إليه بعد.
ويأتي اعتقالُ فاروق (61 عامًا) بعد احتجاجه عبر صفحته في فيسبوك على مصادرة قوةٍ من جهاز الأمن الوطني كتابَه الصادرَ حديثاً، وقيامها باعتقال صاحبِ دار النشر. لكن مصادرةَ المؤلَّف لم تمنع تسربَ نسخةٍ من مؤلفه بصيغة "PDF"
ولمصرَ في السنواتِ الأخيرة سجلٌ لافتٌ من الانتهاكات ضد الحريات العامة، لا سيما حرية الرأي والتعبير، وحرية الصحافة، تزامناً مع ارتفاع الاعتقالات لرموز المعارضة من تيارات مختلفة.
"تصريحات تكشف عن جهل".. من عبد الخالق فاروق ولماذا ألَف كتابه؟
"لا ياريت حد يقولكم إن إحنا فقرا أوي، فقرا أوي، هنسمع الكلام، إحنا بنقول لكم المرض، آه يبقى احنا هنصمد إحنا هنكافح ونبني وإحنا هنقولهم إن رغم فقرنا هنبقى كبار" قالها الرئيسُ المصري عبد الفتاح السيسي، خلال "المؤتمر الوطني للشباب" الذي انعقد في مدينة أسوان في 28 يناير 2017. لم تكن المرةَ الأولى التي يتطرق فيها السيسي لـ"فقر بلاده"، وتكرارُ العبارة دفع الخبيرَ الاقتصادي عبد الخالق فاروق للردّ على ما قاله. تكشفُ سيرةُ فاروق، المولود في 26 يناير 1957، والحاصلُ على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1979، سلسلةً من الخبرات الكبيرة في مجال الاقتصاد.القبضُ على الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق، مؤلف كتاب "هل مصر فقيرة حقاً" الذي ألفه رداً على مقولة السيسي "إحنا فقرا أوي".. مما ورد في الكتاب: "المقولةُ كشفت أننا إزاء رئيسٍ لا يمتلك أفقاً ولا رؤيةً لإخراج البلاد من مأزقها الاقتصادي والسياسي"
ينضمُّ فاروق إلى مُفكرين وسياسيين عادة ما توجّهُ إليهم السلطاتُ اتهاماتٍ موحدة، مثل "بثّ أخبارٍ كاذبة" و"الانضمام إلى جماعة إرهابية".. وفي تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" لعام 2017، احتلت مصرُ المرتبة 164 لحرية الصحافةوكان الرجل عضوًا في المجلس القومي للأجور في 2011، وفي العام التالي أصبح أحدَ ممثلي المجلس القومي لحقوق الإنسان، ثم مستشارًا لوزير القوى العاملة 2013. وحاز عددًا من الجوائز عن مساهماته الفكرية والاقتصادية، منها جائزةُ الدولة التشجيعية في العلوم الاقتصادية والقانونية عام 2003 عن كتابه "النفط والأموال العربية في الخارج". إضافةً لجائزةٍ مماثلة عن مُؤلَّفِه "كم ينفق المصريون على التعليم". https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2020298674659296&set=a.564385996917245&type=3&theater في مقدمة كتابه المُصادَر، قال فاروق: "أطلَّ علينا رئيس الجمهورية، بتصريحاتٍ غريبة ومثيرة للدهشة، قال فيها (أيوه إحنا بلد فقير.. وفقير قوى كمان)، وبقدر ما صدمتْ هذه الكلماتُ القصيرةُ والحادة، الرأيَ العام في مصرَ، بقدر ما كشفت أننا إزاء رئيسٍ لا يمتلك أفقاً ولا رؤيةً لإخراج البلاد من مأزقها الاقتصادي والسياسي، الذى تسبّب به أسلافُه من جنرالات الجيش والمؤسسة العسكرية الذين حكموا مصر منذ عام 1952 حتى يومنا". في كتابه، هاجم فاروق الرئيسَ المصري، قائلاً إن تصريحاته تكشف "عن جهلٍ فاضح بالقدرات الكامنةِ والحقيقيةِ في الاقتصاد والمجتمع المصري، وغيابِ رؤيةٍ قادرة على الاستفادة من تلك القدرات والإمكانيات، ومن ثم فإنها مؤشرٌ لا تخطئه عينُ الخبير على غياب أيّ أفقٍ تحت قيادة هذا الرجل للخروج من الكارثة الاقتصادية التي استمرت خلال السنواتِ الأربعِ (الأولى) من حكمه ( يوليو 2014 – يوليو 2018)، وذهبت بنا إلى ما هو أبعد وأخطر". وحاول الرجل تشريحَ حالةِ الاقتصاد المصري وسوءِ الإدارته ومواطنِ الفساد والتلاعب في ثروات البلاد. https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1912281785527208&set=a.458902507531817&type=3&theater
مصر على "القائمة السوداء" للحريات
أهدى فاروقُ كتابَه "إلى أبطال انتفاضةِ القدس فى فلسطين المحتلة إلى الطفل فوزي الجنيدي إلى الطفلة عهد التميمي إلى الشهيد المعوق إبراهيم أبو ثريا الذين فضحوا ببطولاتهم خذلانَ وتواطؤَ الحكّام العرب دون استثناء" بحسب ما ورد في النسخة الإلكترونية المنشورة. ومع القبض على الخبير الاقتصادي، ينضمُّ فاروق إلى مُفكرين وسياسيين عادة ما توجّهُ إليهم السلطاتُ اتهاماتٍ موحدة، مثل "بثّ أخبارٍ كاذبة" و"الانضمام إلى جماعة إرهابية". وفي تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" السنوي لعام 2017، وردت مصرُ في القائمة السوداء للدول التي تشهد مستوياتٍ عاليةً من انتهاكات حرية الصحافة، حيث احتلت المركز 164. كما حلَّت مصر ضمن المجموعةِ الثانية للدول العربية في تصنيف منظمة "فريدم هاوس" الأمريكية، والخاصة بالدول التي تنعدم فيها الحرياتُ وتشهد انتهاكاتٍ للحقوق السياسية والمدنية، بجانب "الجزائر والعراق وقطر وعمان والإمارات واليمن".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ 14 ساعةأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ 20 ساعةحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ يومينمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com