أعلنت دار مزادات سوذبيز البريطانية بيعها أول صورة فوتوغرافية التقطت للكعبة عام 1888 في مزاد أقيم في لندن، بسعر 242 ألف يورو.
وبحسب موقع يورونيوز كانت هذه الصورة ضمن كتابين للتأريخ للمستشرق الهولندي كريستيان سنوك-هورخونيى، الكتاب الأول يحمل عنوان مكة والآخر بعنوان صور مكة.
وتعود ملكية الكتابين، مباشرة لعائلة سنوك-هورخونيى. وتضَمّن الكتابان صورة للكعبة وصوراً للحجاج الإندونيسيين إلى جانب أكثر من 80 صورة أخرى، بالإضافة لملاحظات بخط يد المؤلف.
تظهر الصور التي التقطها الباحث والمستشرق قوافل الحجاج على الطريق المؤدي إلى مكة المكرمة، ويظهر فيها نبلاء إندونيسيا ومعهم العبيد والخدم.
من هو سنوك-هورخونيى؟
عاش الباحث والمستشرق سنوك-هورخونيى في أراضي الحجاز خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر وكان أول أجنبي يسمح له بدخول مكة بعدما خدع السكان المحليين وأقنعهم بأنه اعتنق الإسلام.
كان هدفه أن يتمكن من تصوير الكعبة ويشاهد الحجاج الإندونيسيين، عن قرب، لهدف أبعد من أن يوثقهم بكاميرته، حيث كان يعمل بالقنصلية الهولندية في مدينة جدة قبل أن يُكلف بالتجسس على الأعيان الإندونيسيين من المقيمين والحجاج في الحجاز خلال فترة الاحتلال الهولندي لإندونيسيا.
فيما بعد عمل سنوك-هورخونيى مستشاراً لسلطات بلاده في حربها مع إقليم أتشيه الإندونيسي عام 1873 وهي حرب استمرت حتى العام 1914.
نجح سنوك-هورخونيى في إقناع السكان المحليين باعتناقه الإسلام نظراً لخلفيته الأكاديمية في اللغة العربية ودراسته علم اللاهوت والدراسات الإسلامية التي جعلته يتعمق في كافة نواحي الحياة الدينية والاجتماعية للسكان المحليين، فأصبح أول عالم غربي يُمنح تصريحاً لدخول مكة والتنقل فيها والتقاط الصور بها، ومن بينها صورة الكعبة المشرفة، التي بيعت في مزاد لندن الأخير، والتقطها عام 1888.
بهذا السعر بيعت في مزاد في لندن أول صورة فوتوغرافية للكعبة التقطت عام 1888.
قصة مصور أول صورة فوتوغرافية للكعبة التقطت عام 1888، علاقته بالإسلام وكيف دخل أرض الحجاز.
أول جاسوس يطوف حول الكعبة
يعتبر دي لودفيكو فارتيما، المكنى بالحاج يونس المصري أول أوروبي غير مسلم زار مكة والمدينة المنورة قبل أكثر من 500 سنة. وصل فارتيما مكة مع قافلة حجاج كان يحرسها بحسب مصادر سعودية.
المراجع المُترجمة له لم تحدد مكان مولده لكن روايات ترجح أن يكون قد ولد في بولونيا الإيطالية عام 1470، وغادر مدينة البندقية عام 1503 تحت رعاية ملك البرتغال ومنها قصد الإسكندرية ثم القاهرة وبيروت وطرابلس وأنطاكية ودمشق.
قدم فارتيما رشوة للقائد المملوكي لقافلة الحج المتجهة من دمشق إلى بلاد الحجاز، حتى يكون حارس القافلة تلك، ومنحه القائد حصانًا وسمح له بارتداء ملابس المماليك المرافقين لرحلة الحج، فادعى أن اسمه يونس المصري.
تقول مصادر إن أحد التجار الفرس المقيمين في مكة، مكن هذا الرحالة من التجول في مكة ويرجح وصوله إليها عام 1503. وصف ذلك الرحالة الكعبة بالقول” كانت الكعبة أشبه ببرج وسط ساحة ملفوف بقماش سميك مطرّز بالحرير، الحجاج يدخلون الكعبة من باب فضي، وعلى كل جانبٍ أحيط بأوعية مفعمة بالروائح العطرة”. عــاد فارتيما إلى روما فــي بين عامي 1558 و1559، و أصــدر كتابه “ رحلات فارتيما” الذي اعتبر الوحيــد المكتــوب بلغــة أوروبية عن الجزيرة العربية في تلك الحقبة. ظل كتابه الكتاب الغربي الوحيد عن جزيرة العرب في أوروبا حتى عــام 1704 حين نشر الرحالة الإنجليزي جوزيف بتس كتابه، المسمى الحــاج يوسف.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ اسبوعينلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...