أفادت تقارير إعلامية باندلاع مواجهات بين طلاب إيرانيين داخل جامعة طهران، الاثنين، خلال تظاهرة ضد فرض ارتداء الحجاب ووقفة معارضة لها.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية الإصلاحية شبه الرسمية "إيسنا" أن "عدداً من الطلاب تجمعوا زاعمين أن شرطة الأخلاق وقوات الأمن اقتحمت الجامعة" لتحذير الطلاب من مغبة عدم التزام قوانين الحجاب الإلزامية.
وأضافت الوكالة أن نائب الرئيس المسؤول عن الشؤون الثقافية في الجامعة حاول التحدث إلى الطلاب لكنه "مُنع بالقوة" من القيام بذلك.
روايات متضاربة
لكن نائب رئيس الجامعة مجيد سارسنغي نفى دخول قوات الأمن إلى حرم الجامعة، موضحاً أنّ "مجموعتين من الطلاب متعارضي الأفكار اشتبكت إحداهما مع الأخرى وحاولنا تهدئة الطلاب الغاضبين"، وفق ما نقلته وكالة الأبناء الفرنسية.
ونفى سارسنغي استدعاء طالبات بسبب نوع حجابهن إلى لجنة الانضباط بالجامعة، وقال "للأسف، البعض ينشر أنباء عن جهل أو تعمد، ما يحدث تشنجات بين الطلاب".
ونشرت إيسنا أجزاء من بيان أصدره الطلاب احتجاجاً على أساليب التفتيش "القاسية" التي تواجهها الطالبات أثناء دخول الجامعة. وورد في البيان أن "فرض نوع واحد من الملابس على الطالبات انتهاك مباشر لحقوقهن الإنسانية".
في المقابل، أكدت وكالة أنباء فارس المقربة من المحافظين المتشددين أن المشاجرات اندلعت بين المحتجين والطلاب المؤيدين لتطبيق الحجاب عندما بدأ المتظاهرون مسيرتهم ورددوا "شعارات مخالفة للقانون".
وأوضحت الوكالة أن عدداً من الطلاب احتشد أمام كلية الفنون الجميلة بالجامعة احتجاجاً على إلزام الفتيات بارتداء الحجاب، في حين وقف طلاب آخرون وأعضاء هيئة تدريس على الجانب المقابل مدافعين عن قانون الحجاب ومعارضين للتظاهرة.
وأشارت إلى أن تنظيم التظاهرة جاء بعد "توقيع أكثر من ألفين من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة على رسالة موجهة إلى رئيس الجامعة، يطالبون فيها بضرورة مواجهة حالات انتهاك قوانين الحجاب".
بسبب الحجاب، اشتباكات في جامعة طهران بين فريقين أولهما يعارض إلزام الطالبات بارتداء الحجاب والزي الإسلامي فيما يطالب الثاني بالتشدد في تطبيق القانون الذي يفرض الحجاب.
اشتباك بالأيدي
ولفت موقع بي بي سي بالفارسية إلى أن الاشتباكات في جامعة طهران بدأت داخل مسرح كلية الفنون الجميلة أثناء جلسة للنقاش بين الفريقين المتعارضين، مشيراً إلى أن التظاهرة جاءت استجابةً لنداء أصدرته جمعيات طلابية مستقلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل بضعة أيام اعتراضاً على "التمييز المزدوج ضد طالبات الجامعة".
ولم ترد أي أنباء عن وقوع إصابات أو توقيفات في صفوف الطلاب.
وفرض الحجاب الإلزامي في جميع أنحاء إيران عقب الثورة الإسلامية في العام 1979، إذ تُجبر النساء على ارتداء ملابس محتشمة. وتطبق السلطات الإيرانية "بكل صرامة" قانون الزي الإسلامي مع حلول شهر رمضان في كل عام.
وخلال السنوات الأخيرة، ازداد عدد النساء اللواتي تحدين قواعد اللباس الشرعي في إيران.
ومن أبرز هذه الحوادث ما فعلته الإيرانية ويدا موحدي في ديسمبر/كانون الأول عام 2017، عندما وقفت سافرة في ساحة انقلاب وهي تلوح بعصا طويلة عليها حجابها الأبيض، لتحذو إيرانيات حذوها في مدن عدة.
وحكم على موحدي بالسجن عاماً واحداً بعد إدانتها بـ"الحض على الفساد والفجور".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...