شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
عصر جديد من الإنشاد الديني: حين يندمج اللطم الشيعي بفن الراب في العراق

عصر جديد من الإنشاد الديني: حين يندمج اللطم الشيعي بفن الراب في العراق

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 7 مايو 201902:08 م

يلطمون صدورهم ويتمايلون على إيقاع أغاني الراب التي يؤدّيها أحد المُنشدين مُستعرضاً طبقات صوته، هكذا يبدو الإنشاد الديني المُعاصر في العراق، إذ تتولى جماعة مُنتمية للطائفة الشيعية في مدينة الديوانية جنوب العراق تنظيم مراسم احتفالات دينية مستخدمة موسيقى الراب لشده الشباب إليها.



يقول عايد الحسني، مُمثل المرجع الشيعي محمود الحسني الصرخي، لوكالة رويترز إن الهدف من إدخال موسيقى الراب إلى طقوس اللطميات هو التحدث بلغة الشباب والتقرب منهم.

ويعتقد الحسني أن الموسيقى بحد ذاتها مُحللة، لكن "حُرمتها تقع بالاستخدام". وأوضح "إذا استخدمت في مجال اللهو والطرب والغناء تُحرم، أما إذا استخدمت في مجال رثاء أهل البيت وفي مدح أهل البيت وفي التواشيح وفي الأناشيد الإسلامية، فهي مُحللة"، لافتاً إلى أن الكثير من الأناشيد الإسلامية تستخدم فيها الموسيقى.

الراب الشيعي

امتد الراب الشيعي، أو "الراب المهداوي" كما يُطلق عليه البعض في جنوب العراق، إلى محافظات أخرى في المنطقة، منها الناصرية، والحلة، وميسان، والبصرة، وبعض المناطق في بغداد.

والراب (RAP) يعني "Rhythm And Poetry" (الإيقاع والشعر)، وهو نوع من الغناء يعتمد على ترديد الكلمات بقافية معينة وبشكل سريع. ويعد هذا النوع الذي انتشر في الولايات المُتحدة في بداية السبعينات أحد فروع ثقافة الهيب هوب الرئيسية.

وفي الوقت الذي يُرحّب فيه بعض رجال الدين بإدخال الراب إلى الشعائر والطقوس الدينية كونه يحمل رسائل إصلاحية، شكك البعض فيه واعتبره "بدعة مخالفة للدين" لاعتقاده أن الموسيقى حرام في الإسلام.

يقول رشيد الحسني وهو رجل دين شيعي معروف ومُحاضر في الديوانية إن من يُبيح هذه الموسيقى "غير منضبط وغير عالم"، مُضيفاً: "الموسيقى التي تكون بهذه الحيثية حرام مطلقاً سواء كانت في جلسات المرح أو حفلات معينة أو كانت في شعائر حسينية".

يلطمون صدورهم ويتمايلون على إيقاع أغنية راب يؤدّيها منشد. هكذا يبدو الإنشاد الديني المُعاصر في العراق.
"لا خمور لا هيروين لا حشيش لا كوكايين، رابي مشروع تحصين يصلح كل الفاسدين".. حين يندمج اللطم الشيعي مع موسيقى الراب في العراق.

هل يبكي الإمام المهدي؟

وسخر البعض من جعل موسيقى الراب جزءاً من الأناشيد الدينية، إذ قال أحد روّاد فيسبوك:"لا نعرف هل يبكي الإمام المهدي أم يفرح عندما يرى هذا الشيء"، فيما اعتبر آخر أنه تشويه للشعائر الحسينية، مُضيفاً "اليوم راب حسيني، وغدا باليه حسيني".

ولكن للمُشاركين في الطقوس رأياً آخر، قال شاب يُدعى عباس الزيدي "من خلال الراب نستطيع أن نوصل رسالة إنسانية قبل أن تكون إسلامية، رسالة تنبذ التطرف، تنبذ التكفير، تنبذ الاعتداء وإقصاء الآخر"، ولفت شاب يُدعى محمد علاء إلى أنه إن لم يذهب لـ "يلطم"، فسيلجأ "للأمور الفاسدة".

الراب: المهرب من فساد رجال الدين

وتُظهر مقاطع الفيديو المُنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي مُشاركة الجيل الشاب بشكل ملحوظ في مراسم الراب الشيعية، وهو ما يؤكّد أن موسيقى الراب جذبتهم بالفعل.

يقول كرار البديري، وهو أحد منشدي الراب الشيعي "علينا مخاطبة الشباب بالوسيلة التي اعتادوها ذهنياً وعملياً"، وذلك يأتي في إطار "إنقاذ شبابنا المحروم والمظلوم، الذي هرب من رجال الدين الكلاسيكيين الرجعيين إلى الرذيلة والانحلال والجريمة والمخدرات والجهل والإلحاد".

ويقول رجل الدين الشيخ سالم الجناحي إن "فساد وإفساد رجال الدين المتسلطين الذين سادوا في المشهد الاجتماعي والسياسي أدى بالشباب للنفور من الخطاب الديني" خاصةً أن الدين لا ينفصل عن السياسة في العراق، وفقاً للعراقيين.



ودافع مُنشد عن "الراب الشيعي" قائلاً وسط تمايل ولطم مجموعة على إيقاع موسيقى الراب: "ما ذنب هذا الشباب صار في أيدي الذئاب، جيل حاله الضياع يعاني كل العذاب. من يتعاطى الخمور أو يعيش في اكتئاب لا مدارس لا أخلاق لا ثقافة لا كتاب. إن في الراب العلاج إنه أرقى خطاب".

وعلى القافية، تابع المُنشد:"لا خمور لا هرويين لا حشيش لا كوكايين، رابي (غناء الراب) مشروع تحصين يصلح كل الفاسدين".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image