بالتزامن مع إحياء إسرائيل ذكرى الهولوكوست (المحرقة) يومي الأربعاء والخميس 1 و2 مايو، بٌثت تسجيلات لاثنين من الحاخامات المعلمين في جامعة بني دافيد في مستوطنة "إيلي"، يشيد أحدهما بفكر الزعيم النازي أدولف هتلر في حين يدعو الآخر لاستعباد العرب بسبب "دونيتهم الوراثية” على حد وصفه.
وفي بضعة تسجيلات بثتها القناة 13 الإسرائيلية، الاثنين الماضي، دعا الحاخام العيزر كاشتئيل، مدير كلية بني دافيد، لاستعباد غير اليهود "الأغبياء والعنيفين"، على حد وصفه، زاعماً أن العرب "يريدون العيش تحت الاحتلال الإسرائيلي بسبب دونيتهم الوراثية"حسبما نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية.
اعتراف علني بعنصرية اليهود
وقال الحاخام لطلابه في أحد المقاطع المصورة المنشورة: "الأغيار (مصطلح ديني يطلقه اليهود على غيرهم) يريدون أن يكونوا عبيدنا. أن تكون عبداً ليهودي فهو الخيار الأفضل. إنهم سعداء بكونهم عبيداً"، مردفاً "بدلاً من الاكتفاء بالمشي في الشوارع وبأن يكونوا أغبياء وعنيفين يؤذي بعضهم بعضاً، فليكونوا عبيداً لنا، عندئذ تبدأ حياتهم باتخاذ شكل آخر".
وأضاف: "في كل مكان حولنا، نحن محاطون بأشخاص يعانون مشاكل وراثية. اسألوا عربياً بسيطاً أين تريد أن تكون؟ يريد أن يكون تحت الاحتلال. لماذا؟ لأن لديهم مشاكل وراثية، إنهم لا يعلمون كيف يديرون دولة، ولا يعرفون القيام بأي شيء. انظروا إليهم".
وتابع كاشتئيل بعنصرية ضد غير اليهود: "نعم، نحن عنصريون. نحن نؤمن بالعنصرية. هناك عروق في العالم والشعوب لديها مزايا وراثية، وهذا يتطلب منا مساعدتهم"، مختتماً "اليهود عرق أنجح".
"هتلر أكثر شخص محق في التاريخ"
وفي مقطع مصور آخر نشرته القناة الإسرائيلية نفسها التُقط في كلية بني دافيد، ظهر الحاخام غيورا ردلر وهو يشيد بفكر هتلر خلال محاضرة حول المحرقة، ومما قال "دعونا نبدأ بسؤال هل كان هتلر على حق أم لا؟".
وأجاب عن سؤاله: "كان أكثر شخص محق في التاريخ. كان محقاً في كل كلمة قالها، لكنه كان في الطرف المخطىء"، مبيّناً أن "التعددية هي الإبادة الحقيقية التي يمكن أن تشمل الشعب اليهودي، وليس الحل النهائي لألمانيا النازية".
كذلك أوضح ردلر أن المحرقة الحقيقية لم تكن عندما قتل اليهود، معتبراً أن "هذه الحجج هراء، فكريةً كانت أو منهجية". وأردف "الفكر الإنساني، وثقافة نحن نؤمن بالإنسان العلمانية، هما المحرقة".
بالتزامن مع إحياء إسرائيل ذكرى الهولوكوست (المحرقة) الأربعاء والخميس 1 و2 مايو، بثت تسجيلات لاثنين من الحاخامات المعلمين في جامعة بني دافيد في مستوطنة "إيلي"، يشيد أحدهما فيها بفكر الزعيم النازي أدولف هتلر في حين يدعو الآخر لاستعباد العرب بسبب "دونيتهم الوراثية".
تعليم عنصري متطرف
قوبلت هذه التصريحات بإدانة شديدة من قبل نواب المعارضة في الكنيست الإسرائيلي، مطالبين بسحب التمويل الحكومي للكلية. فعلّق يئير لبيد، عضو الكنيست عن حزب "أزرق أبيض"، في بيان: "هذه ليس يهودية، وهذه ليست مبادئنا. الأشخاص الذين يتحدثون بهذا الشكل لا يستحقون لقب حاخامات. على الحكومة وقف تمويل هذا البرنامج حتى التخلص من الحاخامات العنصريين".
كذلك راسلت تمار زاندبرغ، رئيسة حزب "ميرتس"، وزارة التعليم تناشدها وقف التمويل الحكومي للكلية بسبب "الشوفينية والهوموفوبيا والكراهية الصادرة منها".
وأقر كاشتئيل وردلر بما ورد في التسجيلات، لكنهما زعما أنها خرجت عن سياقها وأسيء فهمها. وأعرب كاشتئيل عن "تألمه" من إساءة تفسير محاضرته عن "حقوق الإنسان"، مؤكداً أنه قصد عكس ما أشيع، منادياً بتحمّل "المسؤولية الاجتماعية والاهتمام بالضعفاء". في حين زعم ردلر أنه كان يحاول في محاضرته "تفسير منطق هتلر المريض" فقط.
ويفضل المعسكر القومي الديني كلية "إيلي" التي تخرج آلاف الضباط المتدينين يتولون مناصب حربية رفيعة في الجيش الإسرائيلي، رغم تكرار تصريحات حاخاماتها المثيرة للجدل.
كان أبرز هذه التصريحات في عام 2016، حين سجل ليغال لفينشتين، أحد مؤسسي الكلية، وصفه في محاضرة، المثليين بأنهم "مرضى ومنحرفون" كما زعم في محاضرة أخرى أن "تجنيد النساء في الجيش يؤدي إلى الجنون وينزع عنهن يهوديتهن".
كذلك حث مؤسس آخر، هو الحاخام إيلي سادان، على عدم تعليم النساء، مدعياً أن التفكير المستقل "يلغي أهم قدراتهن وهو بناء المنزل”. والعام الماضي، بُث فيديو لمعلم في الكلية يدعى الحاخام يوسف كيلنر، يقول فيه للطلاب إن النساء لديهن "ذهناً ضعيفاً"، ويمتلكن قدرة روحانية أدنى.
إحياء ذكرى المحرقة
في الأثناء، وعلى مدار 24 ساعة، بدأت الإربعاء مراسم إحياء ذكرى المحرقة في إسرائيل انطلاقاً من "ياد فاشيم" (مؤسسة أبحاث الهولوكوست). ويزعم اليهود أن 6 ملايين يهودي أوروبي قتلوا على يد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وتوافق ذكرى المحرقة 8 مايو/آيار من كل عام.
وتركز المراسم على إضاءة الشموع وسرد قصص الناجين عبر الإذاعات والقنوات التلفزيونية، بالإضافة إلى إضاءة 6 مشاعل في "ياد فاشيم" من قبل ناجين من الإبادة، والاستماع إلى خطب ساسة يتقدمهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وفي العاشرة صباحاً من يوم الخميس وقف الإسرائيليون "لحظة صمت وطنية”، تلت ذلك مراسم وضع أكاليل زهور في نصب ياد فاشيم التذكاري لانتفاضة غيتو وارسو ضد ألمانيا النازية، وقراءة أسماء ضحايا المحرقة في الكنيست.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين