"في مصر، لن يقضي السيسي على داعش وحماس والإسلام المتشدد الذين يملأون صحراء سيناء. فسوف يدمّرونه، ويقضون على النظام وستكون هنالك في مصر ثورة تفوق ما يجري في سوريا بمراحل".
هذه إحدى نبوءات الحاخام الإسرائيلي المثير للجدل "نير بن آرتسي"، وهي نبوءات يخرج بها أسبوعياً على الآلاف من مريديه داخل الدولة العبرية، ويتوقع فيها أحداثاً ستقع في دول مختلفة من العالم.
ومن نبوءاته الأخرى ذات الصلة بالعالم العربي:
- "يخطط الإسلام المتطرف وداعش لتصفية السيسي. نصف سكان مصر جوعى لا يجدون الخبز. ستندلع هنالك حرب تمتزج فيها كل الأديان والعشائر ضد داعش والإسلام المتطرف الذي يسعى إلى إعادة مصر إلى البدائية والسيطرة عليها".
- "سوريا ماتت وتواصل التعفن. خسائر حزب الله في سوريا ستتواصل، سيخسر الحزب الآلاف من جنوده، وسيفر آخرون من ميدان المعارك".
إسرائيل الناجية
ويرى بن آرتسي أن الرب سيضرب دول العالم بالزلازل والأعاصير والبراكين والفيضانات، إلا إسرائيل التي ستبقى في منأى عن كل هذه الكوارث. وفي كل خطبه يدعو اليهود الذين يعيشون في الخارج للعودة إلى إسرائيل والنجاة من المهالك التي سيتعرضون لها إذا ظلوا في الخارج. وبرأيه، اقترب "الخلاص" وسيظهر "المسيح" ويحكم العالم، لأن "الرب قد سئم العالم القديم الذي يسوده القتل والسرقة والخداع والفساد والزنا". كذلك تنبأ الحاخام بسقوط أوروبا على يد الإسلام المتشدد، وقال: "أرسل الرب السودانيين والإريتريين واللاجئين من سوريا ولبنان والعراق والأردن وتركيا لتخريب أوروبا وسوف يحدث ذلك. ستكون أوروبا غباراً".من هو "بن آرتسي"؟
ولد عام 1957 في مستوطنة "تلميم" في النقب الغربي، جنوب فلسطين، لأسرة يهودية هاجرت إلى إسرائيل من جزيرة جربة التونسية. وهو حالياً زعيم روحي لطائفة كبيرة في إسرائيل، ومؤسس جمعية "تائير نيري" التي تهدف إلى "تقريب اليهود من أبيهم في السماء". وهو مهتم بعلم الكبلاه (الصوفية اليهودية أو المعنى الباطني للتوراة) وبالخلاص، ويزعم أن لديه قدرات خارقة، بل هناك مَن يدّعون أنه أعلن نفسه المسيح المخلص، بحسب صحيفة "هآرتس". ويقول موقع "باحداري هاحداريم" الناطق بلسان اليهود المتدينين (الحريديم)، إن الكثيرين من أتباعه هاجروا وأقاموا في مستوطنة "تلميم" ليكونوا قريبين من محل إقامته. وسأله أحد صحافيي الموقع المذكور خلال حديث أجراه معه في مكتبه في 20-9-2010 عن سر قدرته الخارقة على رؤية المستقبل والتنبؤ بما هو آتٍ، فأجاب الحاخام: "عرفت أنني قادر على رؤية ما لا يبصره الآخرون، لكني لم أظن أني سوف أستخدم ذلك. ليس لدي تفسير. هذه ظاهرة غير قابلة للتفسير. ولدت بهذه القوة، هذه هدية من السماء حصلت عليها لمساعدة شعب إسرائيل والحفاظ عليه". وبحسب رواية "بن آرتسي" ظهر له أحد الصدّيقين (شخص ورع صاحب كرامات) في المنام وأخبره أن عليه البدء في مساعدة الشعب الإسرائيلي. وقال: "القدوس تبارك اسمه لديه رسل في العالم. في كل جيل يأتي رسله إلى العالم ليساعدوا شعب إسرائيل باستخدام قواهم. منذ 21 عاماً وأنا أعمل وأساعد الناس. وبعون الرب، استعان الآلاف بي ورأوا الخلاص. هذا هدفي في العالم". وتابع: "صحيح أنه ليس لدي تفسير لهذه الظاهرة، لكن يمكن أن يخبرك عنها الآلاف الذين زاروني هنا. عندما يدخل أحدهم عليَّ، وخلال ثوان معدودة يمكنني تشخيص مشكلته بدقة. أشاهد ذلك كفيلم، أرى روحه، وبإمكاني مساعدته كثيراً. لا يمكنني أن أوضح كنه ذلك بالضبط، لكنها قوة أوتيتها وأنا أحاول استخدامها لفعل الخير لشعب إسرائيل".مؤسسات وأموال
مؤسسات الحاخام في مستوطنة تلميم تشمل جمعية خيرية، مدرسة دينية عليا، معهد للتائبين، معهد لإعداد الحاخامات، مدرسة توراتية للنساء، ورياض أطفال ومدرسة. وفي أنحاء إسرائيل تدير جمعيته نحو 10 مدارس أخرى تحصل على تبرعات بملايين الدولارات سنوياً من رجال الأعمال. في عام 2012 قدّرت صحيفة فوربس في تقرير عنوانه "الحاخامات الأثرياء في إسرائيل" قيمة مؤسساته بـ100 مليون شيكل (26 مليون دولار). واللافت أن "بن آرتسي" لم يكمل تعليمه الثانوي في المدرسة الدينية الداخلية بالمستوطنة.بداية شهرته
تعود شهرة بن آرتسي إلى وقت كان فيه يعمل سائقاً لجرار في مستوطنة "جوش قطيف" وظهرت له في ذلك الحين عدة "كرامات"، بحسب ما يُزعم، مثل قدرته على تحديد موقع خط أنابيب تحت الأرض. ويقول أتباعه أنه توقع هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة قبل وقوعها، فحظي بشعبية واسعة وتجمع عشرات الآلاف من الأتباع حوله ودفعوه بداية نحو إنشاء جمعية "تلميم الخلاص مع إسرائيل"، لتوسيع دائرة تأثيره ونفوذه. ورغم كثرة أتباعه، ظلت شخصية الحاخام محل اختلاف، حتى بين الحاخامات الأرثوذكس أنفسهم، حتى أن بعضهم شكك في صدقيته. وحذر الحاخام "شلومو أفينار" ممّن وصفهم "بالصديقين الزائفين" في إشارة لـ"بن آرتسي".متحرش بالأطفال
علماً أن الحاخام اختفى تماماً عن الأنظار عام 2005 ليعود ويظهر في 4 أغسطس 2008. وبظهوره قلب الأمور رأساً على عقب، وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت". إذ ادعى أن مديري الجمعية اختطفوه ثلاث سنوات تنقّل خلالها بين عدد من المنازل في مدينة طبرية في ظروف سيئة، وأجبروه على توقيع وثيقة يعترف فيها بأنه يعاني من انحرافات جنسية ومشاكل نفسية. لكن رواية المتهمين باختطافه جاءت مغايرة تماماً، إذ قالوا خلال التحقيقات إن الحاخام طلب منهم المساعدة لمواجهة مرض نفسي خطير دون أن تنكشف الحقيقة للناس، فما كان منهم سوى تلبية مطلبه وتدبير أماكن لإقامته خوفاً من أن يتسبب هذا الخبر بالإضرار بالجمعية. ونشر مديرو الجمعية أجزاءً من رسائله التي يعترف فيها بارتكاب اعتداءات جنسية بحق أطفال من أبناء الطائفة الحريدية (اليهود المتدينين)، وجرائم استغلال جنسي، بحسب ما أوردته صحيفة "معاريف" في 17 مارس 2009.مريدون أثرياء
والغريب أن رجال أعمال إسرائيليين كثيرين يؤمنون بالقدرات "الخارقة" للحاخام ويقدمون له تبرعات سخيّة بملايين الدولارات، مقابل منحهم البركة والمشورة في اختيار الصفقات. ومن بين هؤلاء عائلة "شتراس" صاحبة شركة "شتراس غروب" أكبر شركات الأغذية في إسرائيل، والتي تبرعت للجمعية التي يديرها الحاخام بـ7 ملايين شيكل (1.82 مليون دولار)، وفقاً لما أوردته صحيفة "ماكور ريشون". وهنالك رجال أعمال متدينون دائمو التردد إلى مكتبه مثل "أبراهام موشيه مرجليت" صاحب شركة "أوشير عيد" التي تسيطر على سوق التغذية في إسرائيل، والتي تقول المصادر إن الحاخام هو مَن اختار اسمها. ويقولون في مكتبه إنه هو مَن يقف خلف الثراء الواسع لقطبين من عالم الأعمال هما "إيتسيك فديدا" و"مائير كوهين"، وقد باتا من كبار مورّدي الخضروات في إسرائيل، بعدما نصحهما الحاخام بترك الشركة التي كانا يعملان فيها والعمل بشكل مستقل، وقال لهما "معكما البركة، اذهبا وكونا مستقلين" وخلال شهر واحد قفزت أرباح صفقاتهما بشكل مذهل.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...