غصت شوارع الجزائر، اليوم الجمعة، بمئات الآلاف من المتظاهرين الذين نزلوا إلى الساحات مطالبين بتغيير ديمقراطي جذري بعد أن أغرتهم التنازلات والاستقالات منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فبراير/شباط الماضي.
وفي الجمعة التاسعة من التظاهرات، هتف آلاف المحتجين الذين احتشدوا أمام مبنى البريد المركزي وسط العاصمة، قائلين: "بركات بركات (كفى) من هذا النظام" و"الشعب يريد يتنحاو قاع (جميعاً)"، في تأكيد على عزمهم المضي في احتجاجاتهم لحين رحيل بقية رموز نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة.
وبالتزامن، تظاهرت أعداد غفيرة في وهران (شمال غرب البلاد) وعنابة (شمال شرق البلاد)، ثاني ورابع أكبر مدن البلاد، حسبما أكدت فرانس برس. كما أبرز التلفزيون الجزائري تظاهر حشود كبيرة من المواطنين في قسنطينية (شمال شرق البلاد) ثالث أكبر مدن البلاد وسطيف (شمال شرق البلاد).
وأقام المتظاهرون حاجزاً بشرياً بينهم وبين رجال الأمن الذين أحكموا محاصرة المحتجين، للتأكيد على سلمية التظاهرات وعدم حدوث أي احتكاكات. وكانت الجمعة الماضية أول جمعة تشهد اشتباكات عنيفة بين رجال الأمن والمتظاهرين حيث استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم الماء الساخن لتفريقهم.
غصت شوارع الجزائر، اليوم الجمعة، بمئات الآلاف من المتظاهرين الذين نزلوا إلى الساحات مطالبين بتغيير ديمقراطي جذري بعد أن أغرتهم التنازلات والاستقالات منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فبراير/شباط الماضي.
ما التغيير الذي يرغب به المحتجون؟
ولم يقنع الجزائريون، الذين انتفضوا 22 فبراير/شباط الماضي رفضاً لعهدة خامسة لبوتفليقة (82 عاماً)، باستقالته مطلع أبريل/نيسان الجاري. واستمروا في التظاهر مطالبين بـ"رحيل ومحاسبة" جميع رموز نظامه الذين يصفهم الشارع بـ"العصابة".
وتأتي تظاهرات اليوم بعد استقالة الطيب بلعيز رئيس المجلس الدستوري في وقت سابق هذا الأسبوع. وكان بلعيز أحد "الباءات الثلاثة" من الأوساط المقربة من بوتفليقة، التي يطالب المحتجون باستقالتها. والشخصان الآخران هما عبد القادر بن صالح رئيس الجزائر الانتقالي ونور الدين بدوي رئيس الوزراء.
وهتف المحتجون، اليوم الجمعة، مطالبين باستقالة بن صالح، ونور الدين بدوي، معاذ بوشارب رئيس حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم.
الرئاسة والجيش في وادٍ آخر
وأمس الخميس، بدأ الرئيس المؤقت سلسلة لقاءات "في إطار الرغبة في التشاور"، وفق إعلان الرئاسة الجزائرية، التي أوضحت أن بن صالح "استقبل عبد العزيز زياري وعبد العزيز بلعيد وميلود براهيمي، بصفتهم شخصيات وطنية، في إطار المساعي التشاورية التي ينتهجُها رئيس الدولة لمعالجة الأوضاع السياسية للبلاد".
كذلك، دعيت المعارضة الجزائرية إلى "اجتماع تشاوري" يعقد الاثنين المقبل. غير أن المراقبون يشددون على أن هذه اللقاءات تبدو بعيدة عن مطالب التغيير التي يرغب بها المتظاهرون.
وتحت عنوان "موسم الكذب السياسي... بدأت مناورات الالتفاف على ثورة الشعب"، أكدت صحيفة "الخبر" الجزائرية، الجمعة، أن "بقايا السلطة تستدعي بقايا المعارضة إلى اجتماع سري يتم تحت حراسة مشددة، لاتخاذ قرار بدلاً من الشعب الذي يتظاهر في البريد المركزي".
وكان قائد الأركان أحمد قايد صالح، صرح، الثلاثاء، بأن الجيش "يدرس كل الخيارات لحل الأزمة السياسية" محذراً من أن الوقت ينفد. وقرأ محللون تصريح صالح بأنه إشارة على قرب نفاد صبر الجيش إزاء الاحتجاجات الشعبية المستمرة في البلاد للشهر الثالث على التوالي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...