انتشر في الساعات الأخيرة مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لشاب جزائري يهدد الجزائريات المشاركات في الحراك الشعبي والمطالبات بالحرية برشهن بمادة الأسيد الحارقة لتشويههن، ما أثار الذعر في أوساط المتظاهرين نساء ورجالاً. وبادر المئات من الأشخاص بالبحث عن هذا الشخص المجهول المهدد للحراك الذي عُرف عنه حسن تنظيمه وسلميته وأنه لم يشهد أي تحرش بالنساء أو إزعاجهن طيلة الأسابيع الماضية رغم الملايين التي شاركت في الحراك.
وأقسم الشاب في المقطع أنه سيرش مادة "الأسيد" على كل جزائرية من المطالبات بحقوق المرأة أو ما يطلق عليهن الناشطات النسويات إذا شاركن في تظاهرات الجمعة 5 أبريل ونادين بالحرية للنساء في بلاده.
وفور انتشار الفيديو، طالب نشطاء بالقبض على الشاب الذي يقال إن اسمه "توفيق" ويعيش في لندن.
مجهول يهدد المشاركات في حراك الجزائر برشهن بمادة الأسيد الحارقة في تظاهرات الجمعة. سباق مع الزمن في الجزائر وخارجها للكشف عن مصدر هذا التهديد واستنفار عام لحماية النساء في الحراك الذي عُرف عنه سلميتُه واحترامُه للمرأة.
والأسيد هو حمض الكبريتيك، أحد الأحماض المعدنية، سريعة الذوبان في الماء، وعند إصابة الجلد بمادة الأسيد المركزة، يحترق، ويُسحب الماء من الخلايا الجلدية.
وقال الناشط الجزائري جمال بوزيدي عبر حسابه على فيسبوك إنه تعرف إلى الشاب الجزائري، مؤكداً أنه أبلغ الشرطة البريطانية بكل المعلومات التي توصل لها عنه، ومنها المكان الذي يعيش فيه ونوع سيارته ولونها ورقمها، قائلاً إن السلطات البريطانية تتولى حالياً التحقيق وستقبض عليه وترحله إلى الجزائر كي يحاكم هناك.
وأعلن نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي أنهم سيحمون نساء الجزائر في تظاهرات الجمعة من أي شخص يمكن أن يتأثر بمقطع الشاب الجزائري الذي صار يعرف باسم شاب الأسيد.
ومنذ بداية الحراك في الجزائر قبل ستة أسابيع، كان للنساء دور مهم فيه إذ خرجن بأعداد كبيرة وهتفن ضد الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة ونظامه.
ولم تواجه النساء المشاركات في الحراك أي مضايقات أثناء مشاركتهن في الاحتجاجات ضد بوتفليقة، كما لم يتحدث نشطاء عن وجود تحرشات من أي نوع في الحراك الذي وصف بالحراك الراقي.
وشهد يوم 8 مارس الماضي الذي وافق يوم المرأة العالمي، مشاركة غير مسبوقة للنساء الجزائريات اللواتي ارتدين "الحايك"، وهو لباس تقليدي جزائري كان منتشراً في القرن الماضي قبل أن يقل استخدامه في بعض المدن البعيدة عن العاصمة.
يومذاك رددت المتظاهرات "الجزائر بلاد الشهداء والحرائر"، ورغم الرسالة التي وجهها بوتفليقة للمرأة الجزائرية بمناسبة يوم المرأة العالمي، والتي اشتملت على عبارات التهنئة، فإن ذلك لم يقنع النساء اللواتي نزلن إلى الميادين تعبيراً عن رفضهن استمراره يوماً واحداً زائداً على عهدته الرابعة.
ولم تعلن السلطات الجزائرية عن موقفها من تهديد الشاب الجزائري، كما لم تتواصل السلطات مع بريطانيا حتى هذه اللحظة أو تطلب منها القبض عليه.
توقعات بخروج أعداد كبيرة من النساء غداً
من المتوقع أن تشارك أعداد كبيرة من النساء في احتجاجات الجمعة التي دعا إليها معارضون لمواصلة الاحتجاج على "رموز النظام” بعد 3 أيام من استقالة بوتفليقة بهدف إخراجهم من المشهد السياسي الجزائري.
ويتوقع أن يخرج الجزائريون، الجمعة، بأعداد غفيرة للضغط على "حاشية بوتفليقة" والمحيطين به، من أجل حثهم على الانسحاب ومغادرة مقاعدهم.
وأنهى بوتفليقة حكمه الثلاثاء مقدماً استقالته عقب ضغط من الجيش ومن حراك الشارع الجزائري، بعد مسيرات بدأت قبل 6 أسابيع.
وتتولى حكومة تصريف أعمال تسيير شؤون الجزائر إلى حين إجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر.
واندلعت الاحتجاجات بسبب إعلان بوتفليقة الترشح لولاية خامسة، لكن قائمة المطالب اتسعت لتشمل دعوات بتغيير النظام برمته والتخلص من رموزه في شتى القطاعات.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...