شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"قطعوا الرجالة" يختفي من الشاشات المصرية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 26 مارس 201906:00 م

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر برئاسة مكرم محمد أحمد قراراً بوقف عرض برنامج "قطعوا الرجالة" للإعلامية اللبنانية الشهيرة راغدة شلهوب، على قناتي "النهار" و"القاهرة والناس” الفضائيتين المصريتين، ريثما تتم مراجعة اسم البرنامج والمحتوى.

وقال خبراء في الإعلام لرصيف22 إن عرض برنامج تلفزيوني بهذا الاسم والمحتوى يعد إهانة مباشرة للرجل وتحريضاً ضده. كما أنه يبث الكراهية ويؤجج الصراع والمشكلات بين الجنسين.

شكاوى وتحقيقات

أتى القرار بعد تحقيقات للجنتَي الرصد والشكاوى بشأن ما تضمنته الحلقات الأخيرة من البرنامج، والتي اعتبرت "تهديداً واضحاً للثقافة الاجتماعية والدينية الراسخة في المجتمع المصري حيال تكوين الأسرة"، بحسب قرار المجلس.

جاء في القرار "التحقيقات بينت أن محتوى البرنامج المذكور في السياق العام يأتي حريصاً على بث مفاهيم منافية للقيم المجتمعية"، وأن "الحلقات تضمنت ألفاظاً وعبارات لا تليق وتخدش الحياء العام، وتحتوي على تمييز ضد الرجال وتحريض دائم ضدهم وحط من شأنهم، وتعميم حالات فردية باعتبارها ظواهر عامة".

تغيير العنوان والمحتوى

ونص القرار على منع البث ريثما يُغيّر القائمون على القناتين شكل ومضمون البرنامج بما يحترم المفاهيم الأسرية ويراعي القيم والمعايير المهنية.

ورحب الإعلامي عمرو الليثي، رئيس شبكة تليفزيون "النهار"، بالقرار، قائلاً في تصريح لصحيفة "الوطن" المصرية: "القناة تحترم وجهة نظر المجلس الأعلى للإعلام وتُقدرها"، موضحاً أنه "سيتم الأخذ في الاعتبار بشأن الملاحظات التي أقرها المجلس تجاه البرنامج، وسيتم تطوير شكل (قطعوا الرجالة) وكذلك تغيير اسمه، اعتباراً من الحلقات المُقبلة".

أكد صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، لرصيف22، أن "عنوان البرنامج: "قطعوا الرجالة" دعوة صريحة للكراهية، وازدراء الآباء والأشقاء"، لافتاً إلى أن "هذا قد يغذي دعوات مضادة لازدراء المرأة وكراهيتها”. البرنامج اختفى من الشاشة المصرية لكن ما الذي خلّفه وراءه؟

المنع ليس الحل

وقالت منى مجدي، مدرّسة الإعلام بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، لرصيف22: "أنا ضد مبدأ منع البرامج أو المضامين الإعلامية في المطلق. في المقابل، أفضل توعية القارئ بطبيعة المضامين الجيدة والرديئة، ليختار ويقرر بنفسه أن يشاهد هذا البرنامج ويقاطع ذاك دون وصاية".

أضافت: "المنع الذي يقرره المسؤول لا يوقف هذه النوعية من البرامج التي لا تقدم محتوى مفيداً، أو التي تقدم إسفافاً"، مستطردةً "البرامج الرديئة التي تستحق المنع من الشاشة أكثر بكثير من (قطعوا الرجالة)".

وتابعت: "الأفضل أن نضع أطراً عامة وقيماً إعلامية تلتزمها البرامج جميعاً"، مردفةً "كان الخطأ في السماح ببث مثل هذا البرنامج من البداية".

واختتمت: "البرامج التي تبحث عن (الترافيك والمشاهدات) محلها السوشيال ميديا وليس الإعلام المقنن، هذه مواقع التواصل الاجتماعي التي يحكمها مبدأ الترند لا القيم الإعلامية المهنية السامية".

"دعوة صريحة للكراهية"

كذلك أكد صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، لرصيف22، أن "عنوان البرنامج: "قطعوا الرجالة" دعوة صريحة للكراهية، وازدراء الآباء والأشقاء"، لافتاً إلى أن "هذا قد يغذي دعوات مضادة لازدراء المرأة وكراهيتها".

تابع: "الإعلام شغلته (وظيفته) خلق ونشر قيم تبني المجتمع ولا تهزمه .. وهذا البرنامج يقدم دعوات شاذة عن السوي والمألوف في مجتمعنا بمقاطعة الرجل وحث المرأة على العيش بدونه".

وأوضح "أحد أسباب وقف البرنامج، إذ طالب ومجموعة من الخبراء عبر صحيفة الأهرام الحكومية العريقة بوقف بث مثل هذه البرامج التي تضر بالمجتمع، قبل أيام قليلة"، مشيراً إلى أنه "لم يتوقع أن تتخذ الجهات المسؤولة قراراً بهذه السرعة، أو أن تتخذ قراراً بوقفه من الأساس".

وأشار العالم إلى أن "الإعلام كان له الدور الأعظم في مناصرة المرأة حين كانت مسلوبة الحقوق والإرادة تماماً، ولا ينبغي بأي حال أن توظفه بعض "هن" حالياً في الإساءة للرجل والتسفيه من شأنه والتقليل من أهمية وجوده إلى جانبها".

أضاف: "وجود الرجل لا يقتصر على الدور الاقتصادي، كما يسعى البرنامج لإقناع المشاهدين. فالرجل وظيفته الأساسية توفير الرعاية والحماية لأسرته ولا تستقيم الأسر برجل دون امرأة يشكلان الأب والأم، مع الأخذ في الاعتبار الحالات الاستثنائية بالطبع".

وشدد على أن "الدعوات التي تطالب المرأة وتسعى لإقناع الفتيات بأنهن قادرات على العيش بدون رجل ليست في مصلحتهن على المدى البعيد. ووجود نماذج ناجحة للأمهات العازبات والمعيلات لا يعني أن هذا يمكن أن يصبح القاعدة في المجتمع".

واختتم العالم: "على القائمين على البرنامج أن يعدلوا من سياساتهم وأفكارهم، قبل تعديل اسمه ومحتواه المقدم، فالإعلام له رسالة هادفة ونافعة ولا ينبغي بأي حال أن يتحوّل أداة لتصفية الحسابات أو تعميم التجارب الشخصية".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard