شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
السعوديّتان الهاربتان إلى هونغ كونغ تحصلان على اللجوء الإنساني

السعوديّتان الهاربتان إلى هونغ كونغ تحصلان على اللجوء الإنساني

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 26 مارس 201903:41 م

حصلت الشقيقتان السعوديتان الهاربتان قبل ستة أشهر إلى هونغ كونغ، والمعروفتان إعلامياً باسم "ريم وروان"، على لجوء إنساني في بلد ثالث لم يعلن عن اسمه حرصاً على سلامتهما، حسبما أكد محاميهما مساء الاثنين.

وقال محامي الفتاتين مايكل فيدلر، في بيان الاثنين: "بعد ستة أشهر من الاختباء في هونغ كونغ من السلطات السعودية وعائلتهما، تمكنت، أخيراً، هاتان الشابتان اليافعتان الشجاعتان من الحصول على تأشيرات إنسانية إلى دولة ثالثة".

وفرت الشقيقتان (18 و20 عاماً) من أسرتهما في سبتمبر/أيلول الماضي خلال عطلة في سريلانكا. وتقطعت بهما السبل بعد أن قالتا إن مندوبين عن القنصلية السعودية اعترضوهما في مطار هونغ كونغ وألغوا بطاقتي سفرهما وصادروا جوازي سفرهما، لتصبحا من دون جنسية.

سرية وتكتم

قالت الفتاتان إنهما تعرضتا للضرب من والدهما وأشقائهما في السعودية، وإنهما ارتدّتا عن الإسلام وتخشيان عقوبة "القتل" لدى إعادتهما إلى المملكة. وفشلت الفتاتان في الوصول إلى أستراليا والحصول على حق اللجوء فيها كما كانتا تأملان.

وكان يتحتم عليهما مغادرة هونغ كونغ بحلول الثامن من أبريل/نيسان، وفق موعد نهائي حددته سلطات الهجرة بالجزيرة، رغم حث منظمة العفو الدولية السلطات في هونغ كونغ على عدم إعادتهما إلى السعودية، حتى أعلن المحامي حصولهما على لجوء إنساني لإحدى الدول نهاية الأسبوع الماضي.

ولم يعلن محامي الفتاتين السعوديتين عن موقعهما الحالي من أجل سلامتهما ولم تكشفا عن وجهيهما للإعلام. وأوضح المحامي على صفحة شركته القانونية على فيسبوك: "لضمان سلامتهما في المستقبل لن نفصح عن الدولة الثالثة التي تعيشان فيها الآن. كما لن ندلي بأي تفاصيل أخرى"، مردفاً "لن تجري الشقيقتان أي مقابلات إعلامية أخرى".

"نوّد القول بصوت عال وواضح للسلطات السعودية والأنظمة الأخرى التي تعامل النساء دون مساواة: لا تقللوا من قوة النساء”، هذه رسالة الشقيقتين السعوديتين بعد حصولهما على اللجوء الإنساني في دولة لم يعلن اسمها حرصاً على سلامتهما.
قَصّت الشقيقتان السعوديتان الهاربتان كيف عاشتا في خوف طوال ستة أشهر في هونغ كونغ، حيث "تنقلتا بين 15 مقر إقامة ومكثتا مع راهبة ومع أسر وفي ملجأ للنساء اللواتي تعرضن لإساءة المعاملة".

"قوة النساء"

وقالت الشقيقتان في بيان: "وجدنا طريق الأمان لبدء حياتنا من جديد دون عنف وقهر. نأمل أن تمنح قصتنا الأمل للأخريات اللواتي يعانين من أوضاع مماثلة".

وأضافتا: "نوّد القول بصوت عال وواضح للسلطات السعودية والأنظمة الأخرى التي تعامل النساء دون مساواة: لا تقللوا من قوة النساء".

وفي مقابلة أجرتها معهما وكالة رويترز، بحضور محاميهما، قالت الشقيقة الصغرى تعليقاً على حصولهما على حق اللجوء: "يا إلهي كنت سعيدة جداً"، مستطردةً "صرخت قائلة إنها حقيقة، هذا يحدث. شعرت براحة كبيرة. أمر لا ينسى".

وقصّت الفتاتان، خلال المقابلة، كيف عاشتا في خوف طوال ستة أشهر في هونغ كونغ، حيث "تنقلتا بين 15 مقر إقامة ومكثتا مع راهبة ومع أسر وفي ملجأ للنساء اللواتي تعرضن لإساءة المعاملة".

وكانت الشقيقتان تخشيان من اعتراض مسؤولين سعوديين لطريقهما أو إجبارهما على العودة للسعودية حيث تعتقدان أنهما قد تعدمان لارتدادهما عن الإسلام.

"كنت مثل سجينة"

وعن حياتهما في السعودية، قالت الشقيقة الصغرى: "كانوا (والدها وأشقاؤها) مثل سجانين لي، مثل مسؤول السجن. كنت مثل سجينة". وانتقدت الفتاتان نظام ولاية الرجل في السعودية الذي يتطلب من النساء الحصول على إذن أحد أقربائهن الذكور للعمل أو السفر أو الزواج وفي بعض الأحيان للحصول على بعض العلاجات الطبية.

وضعت الشقيقتان خطة هربهما على مدى عدة سنوات وادخرتا سراً نحو 5000 دولار، بعضها من خلال الاقتصاد في بعض الأشياء التي حصلن على أموال لشرائها. وحددتا وقت الهرب ليوافق عيد الميلاد الثامن عشر للشقيقة الصغرى حتى يصبح بإمكانها السفر بحرية.

وقالت الشقيقة الكبرى: "النساء (في السعودية) مثل العبيد تماماً"، وأضافت "أريد فقط أن أستقر وأشعر بالأمان وأن أعرف أن لدي حقوقاً وأن لي أهمية في ذلك البلد. فقط العيش بشكل طبيعي.. واكتشاف نفسي... لأنني الآن أملك حياتي"، مشيرةً إلى أن حلمها هو أن تصبح كاتبة في يوم من الأيام.

جورج أورويل في السعودية

وأوضحت الشقيقة الكبرى أن رواية جورج أورويل "1984"، هي أحد كتبها المفضلة، تشبه كثيراً حال وطنها السعودي، قائلةً: "هي كتاب خيال علمي لكن هذا الوضع حقيقي في السعودية".

وأردفت: "قلت لشقيقتي أنا سعيدة أننا رحلنا. هذه هي البلاد التي رحلنا منها لا مجال للندم إطلاقاً".

وقالت الشقيقة الصغرى التي تعتبر الفرقتين الموسيقيتين راديوهيد وكوين من الفرق المفضلة لديها، إنها تأمل أن "تلهم الشباب للوقوف ضد الظلم الاجتماعي".

أضافت: "لا تكتفِ بالالتصاق بالحائط وتنتحب، لأنك إن بكيت فسيكون الأمر أسوأ. قاوم بطريقتك وستجد نورك الهادي"، واختتمت: "هناك مستقبل مشرق ينتظرني".

وتشبه حالة الشقيقتين قصة السعودية رهف القنون (18 عاماً) التي هربت من أسرتها أثناء قضاء عطلة في الكويت فكانت ترغب بالتوجه إلى أستراليا لكن احتجزت في ترانزيت في تايلاند. وحظيت القنون التي قالت إنها ارتدت عن الإسلام وكانت تعنف من ذكور أسرتها أيضاً، باهتمام إعلامي واسع ودعم منظمات حقوقية دولية، وهذا ما ساعدها على الحصول على لجوء في كندا يناير/كانون الثاني الماضي.

ومنحت السعودية النساء بعض الحقوق خلال الفترة الماضية، فسمحت لهن بارتياد الملاعب الرياضية والاقتراع في الانتخابات البلدية، وبدور أكبر في مجال العمل.

ورغم رفع السعودية الحظر على قيادة النساء للسيارات في العام الماضي، إلا أن الكثيرات، طالبن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بمزيد من الحريات. في حين يؤكد دعاة حقوق المرأة إن القضية الرئيسية الباقية هي "إلغاء الولاية".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard