تمّ إعداد المادة بمشاركة جمانة يوسف وعلي إبراهيم جميل حامد (الأردن)، من شباب22 "You22"، وهم/هن مجموعة مميزة من طالبات/طلاب جامعات في لبنان وتونس والأردن، تمّ اختيارهم/نّ للمشاركة في برنامج زمالة رصيف22 الذي ترعاه D-Jil، بالاعتماد على منحة مشتركة بتمويل من الاتحاد الأوروبّي، تشرف على تنفيذها CFI.
لعلّ الولع بالتاريخ الأندلسي هو إحدى النقاط التي يتفق عليها كامل العرب.
مع بداية ما يعرف بالفتنة في القرن الحادي عشر الميلادي، أي الخامس الهجري، وحتى نهاية الحكم السياسي العربي في الأندلس، تجاوب شعراء الأندلس وشمال أفريقيا مع كلّ تغيّر سياسي، تاركين لنا تراثاً غنياً من المراثي، وهي أشعار تبكي، بشكل رمزي، ما مضى وتغيّر.
وفي استمرارية لا نظير لها في الحالة العربية، ظلّ العرب في الذاكرة الشعبية ينظرون إلى الأندلس على كونها "الفردوس المفقود" وجنة الله على أرضه، تلك التي سُلبت وصارت ذكراها مرتبطة بالشجون، والحنين إلى الماضي، في واحدة من حالات النوستالجيا الجمعيّة الأكثر بروزاً عبر التاريخ، وكأن دموع أبي عبد الله الصغير، آخر ملوك غرناطة، أثناء مغادرته لقصر الحمراء، قد صارت طقساً شعائرياً عابراً لحدود الزمان والمكان، بحيث مارسه المسلمون من بعده دون كلل أو ملل.
الأندلس كثقافة معرفية وثقافة مادية لا تزال حاضرة بيننا، فقد وصلنا منها ما يكفي ليُمكننا من التفاعل معها، فلماذا نندبها ونبكيها؟
هل الولع بالتاريخ الأندلسي هو إحدى النقاط التي يتفق عليها كامل العرب؟ هنا إطلالة على آثارها الباقية في 10 صور
ولكن كما تذكّرنا البروفيسورة الراحلة ماريا روزا مينوكال، في كتابها "وشاء العالم" The Ornament of the World، الأندلس كثقافة معرفية وثقافة مادية لا تزال بيننا، فقد وصلنا منها ما يكفي ليُمكّننا من إعادة تخيل تاريخها وحضارتها، فماذا نطلب من حكم نشأ وانتهى في العصور الوسطى أكثر من ذلك؟
في هذه السلسلة من الصور، نطلّ على آثار أندلسية غنيّة بتنوعها، لا زالت بيننا، مقصداً للسياح وعشاق الماضي وخبراء الفن والتاريخ، في دعوة للاحتفاء بآثار لاتزال تخاطبنا بجمالياتها وتواريخها حتى اليوم.
قصر الحمرا في غرناطة
على مدار قرنين ونصف قرن، حكم بنو الأحمر غرناطة، لتصبح دولتهم هي آخر الدول الإسلاميّة في الأندلس.
أحد أهم الآثار التي خلّفها بنو الأحمر، هو قصر الحمراء، الذي بدأ بناؤه على يد محمد بن نصر (636هـ/ 1238م)، والذي تظهر فيه سمات الفن الإسلامي، من خلال الزخارف والكتابات العربيّة المنقوشة على جدرانه، والأشكال الهندسيّة الدقيقة التي ميّزت الحدائق والأبراج المحيطة به.
داخل قصر الحمرا في غرناطة
حمام من القرن الحادي عشر من مدينة غرناطة الأندلسية
حصن المدور
قلعة أندلسية أنشأها العرب في موقع حصن روماني قديم ببلدة المدور بمقاطعة قرطبة الإسبانية. يمتاز الحصن بجمال الحدائق المحيطة به، فضلاً عن ضخامة أبراجه وأسواره، ما جعل منه وجهة لتصوير بعض الأعمال الدراميّة التاريخيّة المهمّة، ومن أشهرها المسلسل الشهير صراع العروش.
القصر الملكي في إشبيلية
قصر المورق أو قصر المبارك (كما عرفه بنو عبَّاد) أو كما يعرف حديثاً قصر إشبيلية (بالإسبانية: Reales Alcázares de Sevilla). بناه بنو عبّاد في فترة ملوك الطوائف كحصن، ثمّ تحول إلى قصر ملكي، على بقايا الحصن القديم. أدرجته اليونسكو كموقع للتراث العالمي. يعتبر "بهو السفراء" الذي تظلّله قبّة عالية مزخرفة، وتحيط به جدران ذات نقوش عربية مميزة، أهمّ معالم هذا القصر التاريخي على الإطلاق.
جامع/كاتدرائية قرطبة
من أهمّ معالم مدينة قرطبة، تحكي معالمه قصة العصور التي مرّ بها تاريخ الأندلس، وتمازج الأعراق والأديان. فقبل أن يكون كنيسة قوطية، كان معبداً وثنياً، ثمّ أصبح جامعاً، ثمّ كاتدرائية. ولا تزال جدرانه تحفظ نقوشاً من هذه التواريخ المتعاقبة، ويمكن زيارته اليوم حيث تمّ تجهيزه والحفاظ عليه كمعلم ثقافي مفتوح للسياح والمهتمين من كل أنحاء العالم.
قصر الجعفرية
بُني قصر الجعفريّة في سرقسطة خلال فترة "ملوك الطوائف"، في القرن الخامس الهجري، أي في بداية القرن الحادي عشر الميلادي في عهد المقتدر بالله بن هود، واتخذ منه ملوك أراغون مكاناً للإقامة عقب استردادهم لمدينة سرقسطة. يُعتبر هذا القصر من أهم المزارات السياحيّة الإسلاميّة الطابع في سرقسطة.
الخيرالدة: برج الموحدين في إشبيلية
ظهرت الدعوة الموحديّة على يد المهدي بن تومرت في أوائل القرن السادس الهجري ببلاد المغرب الأقصى، وبعد فترة قصيرة استطاع الخلفاء الموحّدون ضم الأندلس إلى حكمهم، وخاضوا عدداً من المعارك الشرسة ضد الإسبان.
الاهتمام بالجانب السياسي لم يعطل من ظهور التأثيرات الفنيّة الموحديّة في شبه الجزيرة، وظهر ذلك في برج الخيرالدة الذي بناه الخليفة أبو يوسف يعقوب المنصور في إشبيلية، وكان بالأصل مئذنة للمسجد الكبير، وبعد سيطرة الإسبان على إشبيلية، تمّ تحويل المئذنة إلى برج للأجراس، وأصبح جزءاً من كاتدرائيّة المدينة ذائعة الصيت.
المصادر: كتاب وشاء العالم للباحثة الكوبية الأمريكية ماريا روزا مينوكال (2002)، صورتا قصر غرناطة وحمام القرن الـ11، من تصوير Sebastian Yepes، صورة قوس قصر غرناطة من تصوير Austin Gardner، حصن المدور من تصوير Lars Stuifbergen، صورة قصر إشبيلية من تصوير Akshay Nanavati وداخل القصر من تصوير Christian Battaglia، صورة جامع/كاتدرائية قرطبة (رابط). قلعة سرقسطة من تصوير Francis Raher (رابط)، وصورة المقال الرئيسية هي من قصر المورق أو المبارك في إشبيلية، ، وهو من تصوير Christian Battagalia.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 5 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين